ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻳﻀﺞّ ﺍﻷﻟﻢ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻭﺗﻌﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ .
ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻭﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻄﻠﻴﻖ ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨّﺎ ﻧﻠﻬﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﻓﻴُﺰﻳﻴﻨُﻨﺎ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ
ﻭﻧﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺎﺀ . ﻛﻞ ﺍﻟﻬﻨﺎﺀ
ﻣﺎ ﺃﻟﺬّﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺣﺎﺑﻚ ﻳﺎ ﺷﺎﻡ، ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨّﻲ ﺃﻥ ﺍﺭﻓﻖ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻨﺼﻲ ﻭﻫﻞ ﺗﺘﺴﻊ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻟﺠﻤﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺟﻨﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ، ﻭﺇﺫ ﺑﻲ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﺤﺮﻭﻓﻲ ﻓﻬﻲ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺻﻮﺭ - ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻔﻲ
ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ . ﻟﻜﻦ ﻳﻜﻔﻨﻲ ﺍﺳﻢٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻪ ﺷﺮﻑ . ﺃﻭَ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﺮﻓﺖُ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﺑﺼﺮﺕُ ﻋﺬﻭﺑﺔ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺯﺧﺮﻓﻬﺎ ﻭﺭﺃﻳﺖُ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ ﺑﻬﻴﺞ ، ﺗﺮﺍﻧﻲ
ﺃَﺻَﻒُّ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻛﺮﻣﻰ ﻟﺤُﺴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺗﻦ ﻭﺑﻬﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺟﻦ ﻭﺇﺫ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﻣﺘﺮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﻮﺭ
ﻭﺗﻜﻠﻠُﻬﺎ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ .
ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻐﺪﺕ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺑﻬﺎ ﻳﺰﻫﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ﻭﻳﻌﻠﻮ ﺃﻧﻴﻦٌ ﻓﻮﻕ ﺃﻧﻴﻦ ﻭﺣﻄﺎﻡ ﻓﻮﻕ
ﺣﻄﺎﻡ . ﻭﺇﺫ ﺑﻲ ﺳﺎﻫِﻤﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺂﺫﻥ ﻗﺪ ﻛُﺴّﺮﺕ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﻗﺪ ﺧُﺮّﺑﺖ ﺇﻧﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﻼﻡٍ ﺍﻏﺘﺼﺒﺖ
ﺑﺠﻬﻞ ﺣﺎﻗﺪ ﻭﺑﺤﻘﺪ ﺟﺎﻫﻞ .
ﻣﻬﻠﻚِ ﻳﺎ ﺷﺎﻡ
ﻣﻬﻠﻚِ ﻳﺎ ﺷﺎﻡ
ﻣﺎ ﻏﺮﺑﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺳﻴﺰﻫﺮ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﻭﺳﻨﺴﻤﻮ ﺷﺮﻓﺎً ﻭﺳﻨﺰﻫﻮ ﻣﺠﺪﺍً ﻓﻨﺤﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻧﺤﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻡ