مجلة نجوم الآدب والشعر: حكاية جدى /د \ احمد عبد الرحمن

حكاية جدى
ووالله بدون أيمان
أنا بدونك منش انسان
ابات ليلى وانا سهران
وف نهارى بكون هيمان
لنا شايف ولاحاسس
وانفاسى دخان فى دخان
ودمعى بيجرى فى عيونى
حمم بركان
وسعة الصبح والضحوة
انا كسلان
وبسقونى دوا حبك
بكاس الشهد أقول كدران
وكل الطب والحكمة وقف حيران
وأفلاطوا وسقراطوا واسبرطة
ورومان او اليونان
واحباش واعراب مع السودان
وجابوا الزار مع الزمار
ورشوا الدار
بماء الورد والريحان
وانا تايه كما السكران
جات البشعة من المنيا
ومن اسوان
ومين يقرا ومين يدعى
يقول قران
ومين يمسح على شعرى
ومين ايده على ضهرى
ومين بيبص فى عنيا
يقول سبحان
وانا تايه ومش دريان
ومين فتش فى اوراقى
ومين يبحث عن العنوان
ومين بيمد رجليا
ومين طرقع لى فى ايديا
وانا عدمان
جه المجنون معاه ليلى
يقول اشعار
وجابوا كثير معاه عزة
مع النثار
جميل معمر بيتهادى
بثين لاح كالاقمار
وانا تايه
بلا احساس ولااستشعار
وجابوا الشيخ من المسجد
وانا راقد ومتمدد
لاانا بنبش ولابنهد
وقال شدوا عليه توبه
كمان بابه
ونادوا كل احبابه
واستعدوا للمشوار
ولا الطب معاه نافع ولاالرقية
ولا مية وكية نار
اصل العلة مخفية
عن الانظار عن الافكار
عن الادبا عن الاشعار
عن السحرا عن النظار
وقفلوا الباب وغطونى
بتوب اخضر وفيه اشجار
فى عز الضلمة والعتمة
ولانجمة ولااقمار
ودمع الناس بيتحدر
على خدودهم كما المدرار
دخل جدى واكبرهم من الاعمار
وبص فى ايدى وعنيا
عرف اسرار
وجا بودنه على قلى
سمع دقاته بتنادى
تقول اذكار
وبين الاهة والاهة
بقول اسمه
لا سبور أو دفتار
خرج جدى وشد الباب
وبيهرول كما الاعصار
وهبت نسمة الاسحار
وريح يوسف بيسبقها
كما الاطيار
وشفت الحيطة تتشق
وهد جدار
وشفت الطوبة تتدحرج
وتتفتح بها الازهار
لقيت طيفك هبط عندى
من الشباك وجاز اسوار
ملاك ابيض ملوش اوصاف
ملوش اطراف خطف الابصار
وراح واقف ويدحكلى
وفى عيونه لقيت انهار
ومد ايديه وملسنى
كما التيار
ومن ريقه يسقينى
رحيق من نار
لقيت روحى بترجع لى
من الاظفار
وبين الشهقة والشهقة
بدأت اعطس بدون انذار
وصار اسمه على لسانى
بأحلى شعار
وقمت اجرى كما الرهوان
وفى المضمار
لقيت جدى معاه حبى
أيا لبنى يابنت نذار
وقف جدى وسمعنى كلام سمار
قديما قالوا فى الامثال
وكم فيها من الاخبار
وقالوا الحب قتال
وفتاك بلا قوس ولا أوتار
وطل العشق بيطفى لهيب النار
وماء الحب بينبت شجر اخضر
من الاحجار.
د \ احمد عبد الرحمن