ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﻓﻰ ﻇﻬﻴﺮﺓ ﻳﻮﻡ ﻗﺎﺋﻆ.. ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﺧﻄﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻰ } ﻣﺸﺎﻭﻳﺮﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻛﻴﺔ{ ﺑﺸﻮﺍﺭﻉ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎﺩ , ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻰ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺑﻤﻴﺪﺍﻥ } ﺍﻷﻭﺑﺮﺍ{ ﺗﻮﺭﻣﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ
ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﺮﺑﺔ ﻳﺪ ﺑﻌﺠﻼﺕ ﺧﺸﺒﻴﺔ .
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺟﺬﺏ ﻃﺮﻑ ( ﺍﻟﺒﺎﻟﻄﻮ ) ﺍﻟﻜﺎﻛﻰ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﺀ } ﺑﺎﻟﺮﻗﻊ{ ﺭﺍﺟﻴًﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻗﺴﻄًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ
ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺫﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻴﺖ.
ﻭﻷﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺪﻩ ﻟﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ .
ﻋﻨﻔﻪ ﺑﺸﺪﺓ ﻗﺎﺋﻼً :
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻻ ﺗﺸﺘﻜﻰ .
ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ !
ﺍﺿﻤﺮﻫﺎ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﺗﺠﻠﺪ .
ﻗﺎﻭﻡ ﻋﺠﺰﻩ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ , ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﺬ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﺎﺥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺬﺍﺋﻪ
}ﺍﻟﻜﺎﻭﺗﺶ { ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﺀ ﺑﺎﻟﺜﻘﻮﺏ .
ــ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺎﻗﻪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻯ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻯ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ .
ﻓﺠﺄﺓ ..
ﺍﻛﺘﺸﻒ ﻣﺮﻭﺭ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ.. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ
ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻭﺷﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗﻨﺸﺮ ﻇﻠﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ , ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻧﺰﻭﻯ ﻓﻰ ﻃﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ !
ﻭﻗﻒ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ.. ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ .
ــ ﺑﺒﻂﺀ ﺷﺪﻳﺪ ﺳﺤﺐ ﻣﻦ ( ﺍﻟﺘﺎﺑﻠﻮﻩ) ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﺍﺻﻔﺮﺕ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺔ .. ﻗﺮﺑّﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﻀﺨﺎﺥ، ﺛﻢ ﺭﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺆﺑﺆ ﻋﻴﻨﻪ.. ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺺ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺱ .
[ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻬﻤﺬﺍﻧﻰ ]
ﺗﺒﺴﻢ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺿﺎ , ﺛﻢ ﺃﺳﻜﻨﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺃﺷﺪ .
ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﻗﻂ ﺗﻤﺎﺛﻞ ﺍﺳﻢ } ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ { ﻻﺳﻢ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺗﺎﺟﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
***