ﻃﻴﻒ " ﺣﻴﺎﺓ ...بقلم الكاتب المغربي محمد ﺩﺭﻳﻮﺵ_ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻃﻴﻒ " ﺣﻴﺎﺓ ."
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﻷﺗﻨﺎﻭﻝ ﻗﻬﻮﺗﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ، ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻋﻘﺪﺕ
ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺐ ﺍﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺣﺴﺴﺖ
ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ .
ﻣﺎ ﺇﻥ ﻭﻟﺠﺖ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺣﺘﻰ ﻻﺣﺖ ﻟﻲ ﺟﺎﻟﺴﺔ، ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺗﺤﺘﺴﻲ ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ ﻭﺗﺪﺧﻦ ﺳﻴﺠﺎﺭﺗﻬﺎ، ﺷﻘﺮﺍﺀ
ﻓﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﺑﻠﺒﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻀﺎﺭﻳﺲ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﺸﻮﻕ، ﻧﻈﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﻋﻴﻨﻲ ﺧﻨﻔﺴﺎﺀ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺤﺠﺒﺎﻥ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻮﻧﻬﻤﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ
ﺃﺟﺰﻡ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﺯﺭﻗﺎﻭﺍﻥ ﻛﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻟﻢ ﺃﺷﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻟﻮﻥ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻏﻴﺮ
ﻣﻔﺒﺮﻙ ﺑﺼﺒﺎﻏﺔ ﺻﺎﻟﻮﻥ ﺣﻼﻗﺔ ﻣﻐﻤﻮﺭ . ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﺘﺰﻳﺪﻫﺎ
ﺃﻟﻘﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻫﺎﺗﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺣﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ .
- ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻣﻰ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؟
ﺑﺪﺃﺕ ﺯﺧﺎﺕ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﺘﻘﺎﻃﺮ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻜﺸﻮﻑ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺮﺑﻊ ﻭﺷﻢ ﺟﻤﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻭﺭﺩﺓ ﻣﻊ ﻧﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﺑﻠﻮﻥ ﺃﺑﻴﺾ ﻧﺎﺻﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺘﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ . ﺭﻓﻌﺖ ﻧﻈﺮﻱ ﺑﺘﺆﺩﺓ
ﻛﻤﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻟﻴﻌﺎﻧﻖ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺑﺪﺕ ﻟﻲ ﺷﺤﻤﺘﺎ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﻣﺮﺻﻌﺘﺎﻥ ﺑﻌﺪﺓ ﺃﻗﺮﺍﻁ
ﻛﺎﻟﺜﺮﻳﺎ، ﺟﻴﺪ ﺩﻗﻴﻖ ﻳﻨﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﺪ ﺑﺨﺮﺯﺍﺕ ﻻﺯﻭﺭﺩﻳﺔ ﻭﻭﺍﺳﻄﺔ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﻤﻨﺤﺪﺭ ﺻﺪﺭﻫﺎ
ﻟﺘﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎﻫﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ... ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺭﻭﻋﺘﻪ ﺷﻜﻼ ﻭﺣﺠﻤﺎ ﻭﻏﻮﺍﻳﺔ .
ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﻻ ﺷﻲﺀ ﺃﺷﺪ ﺑﺆﺳﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﻓﻲ ﺃﺗﻢ ﻧﻀﺠﻬﺎ ﻣﺸﺪﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺒﺘﻬﺎ
ﺑﻐﺼﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﻊ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻗﻄﻔﻬﺎ، ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻚ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻼﻣﺲ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻮﺛﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻐﻒ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻠﻤﻈﻬﺎ .
ﺗﺴﻤﺮﺕ ﺑﻤﻜﺎﻧﻲ ﻛﻤﻦ ﺍﻧﻐﺮﺳﺖ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ، ﻣﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺭﺗﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﺳﺘﺠﻤﺎﻉ ﺣﺬﺍﻗﺘﻲ
ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻋﺪﻟﺖ ﻫﻨﺪﺍﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺼﺒﺖ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻛﻨﺨﻠﺔ ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﻧﺤﻮﻫﺎ
ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻫﻞ ﻟﻲ ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻚ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ؟ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﻦ، ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ
ﻓﺎﺭﻍ ﺇﻻ ﻣﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻻﺛﻨﺒﻦ .
ﺭﻓﻌﺖ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺑﺒﻂﺀ ﻧﺤﻮﻱ ﻣﺘﻔﺮﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻲ ﺍﻟﻘﻤﺤﻴﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺿﻴﺮ . ﺗﻔﻀﻞ، ﺍﺟﻠﺲ !
ﺍﻗﺘﻌﺪﺕ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻬﺎ ﻛﻲ ﻻ ﺃﻓﻠﺖ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻗﻠﺖ ﻣﺤﺪﺛﺎ
ﻧﻔﺴﻲ ": ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ﻟﻮﻗﺖ ﺃﻃﻮﻝ ." ﺃﺭﺩﻓﺖ :
- ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﺳﻤﻴﺖ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ، ﻭﻣﺮﺭﺕ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﻟﻴﺠﺎﻟﺲ ﻏﺮﻳﺐ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻓﺘﻜﺘﻤﻞ ﻋﺒﺜﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻤﻦ ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ؟
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺨﺒﺚ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻔﺚ ﺩﺧﺎﻥ ﺳﻴﺠﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
- ﺃﻧﺎ ﺣﻴﺎﺓ، ﺃﻧﺎ ﻃﻴﻒ ﻫﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻳﺆﺛﺚ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﺒﻄﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺎﻟﺒﻮﻥ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ﻓﻴﺘﻤﻨﻊ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺃﻃﻮﻝ ﻓﺄﻃﻮﻝ .
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺪﻣﺎﺋﻲ ﺗﻐﻠﻲ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ، ﺩﻭﺍﺭ ﺧﻔﻴﻒ ﻳﺮﺍﻭﺡ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﺮﺃﺳﻲ ﻛﻤﻦ ﺗﺴﻠﻞ ﺧﺪﺭ ﺧﻔﻴﻒ ﻋﺒﺮ
ﻣﺴﺎﻣﻲ، ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻏﻮﺍﻳﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﻭﻳﺴﺘﻬﻮﻳﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ، ﺷﻼﻝ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻳﻨﻬﻤﺮ
ﺑﺎﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻲ ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺯﺧﺎﺕ ﻋﺮﻕ ﻣﺘﺮﺍﺻﺔ ﻛﻨﺪﻑ ﺍﻟﺜﻠﺞ . ﺳﺮﺣﺖ ﺑﺘﻔﻜﻴﺮﻱ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺗﺬﻛﺮ
ﻣﺘﻰ ﻭﺃﻳﻦ ﺳﺒﻖ ﻟﻲ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ، ﻣﺮﺭﺕ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺰﻧﺔ ﺑﺮﻓﻮﻑ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻨﻬﺎ
ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ .
- ﻻ ﺗﺤﺎﻭﻝ .. ﻗﺎﻟﺖ .
ﺟﺎﺀ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻣﺒﺎﻏﺘﺎ ﻟﻴﻨﺘﺸﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﻳﻢ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﻭ :
- ﻻ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﻣﺎﺫﺍ؟ ﺃﻧﺎ ﺗﺎﺋﻪ ﻻ ﺃﻟﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ، ﻫﻞ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺑﻠﻨﺎ؟
ﺃﻃﺮﻗﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺛﻢ ﺭﻣﺖ ﺑﺠﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻛﻠﻔﺤﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ :
- ﻧﻌﻢ ... ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻢ، ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺰﻳﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻢ
ﻛﻞ ﻣﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻟﻦ ﺗﺘﺬﻛﺮﻧﻲ ﻷﻧﻨﻲ ﻋﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮ .
ﺃﺷﺤﺖ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﺳﻬﺎﻡ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﺮﻗﻨﻲ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﺇﺳﻔﻨﺞ، ﻋﺪﺕ
ﺑﺘﻔﻜﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺑﻌﻴﺪﺍ، ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺟﻨﻴﻨﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺑﺤﺠﻢ ﻗﺒﻀﺔ ﻳﺪ ﺑﺮﺣﻢ ﺃﻣﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺍﻳﺔ
ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺗﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﺳﺄﺻﺮﺥ ﺻﺮﺧﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻﻋﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ، ﺣﻴﻦ ﻋﻼ
ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﺰﻏﺮﻭﺩﺓ ﻭﻗﺮﺕ ﺑﺴﻤﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻬﻠﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﻟﻌﻨﺘﻬﺎ ﺑﻘﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻲ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .
- ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﺫﺍ .. ﺃﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﺋﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ، ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺧﻄﻪ ﻗﺪﺭ ﻛﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻟﻨﻤﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻮﻋﺎ ﺃﻭ ﻛﺮﻫﺎ . ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻣﻰ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ؟ ﺃﻛﻨﺖ
ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﻻﻗﻴﻚ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﻋﺠﺐ ﺑﻚ ﻭﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﺗﻌﻠﻖ ﺑﻚ ﻣﻨﺬ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻴﻚ؟
ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺳﻴﻞ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺟﻬﺮﺍ ﻭﺳﺮﺍ، ﻟﻮﻫﻠﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﻗﻊ ﺗﺴﻠﺴﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻓﻨﻘﺮﺭ ﺧﺮﻭﺟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ
ﻋﺪﻣﻬﺎ . ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻬﺎ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﻘﻮﻟﻴﻦ ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺑﺘﻮﺍﺟﺪﻱ ﻫﻨﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ، ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﻘﻮﻟﻴﻦ
ﺃﻧﻚ ﺳﺘﻜﻮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﻏﻴﺮﻱ، ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺎﺗﻔﻚ ﺳﻴﺮﻥ ﺍﻵﻥ ﻟﻴﺼﻠﻚ ﺻﻮﺕ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﺋﻼ
ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺄﺧﺮ .
ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﺤﺪﺓ، ﺗﺘﻠﻘﻔﻪ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻴﺄﺗﻴﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﺭﺟﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﺨﻂ :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺣﻴﺎﺓ، ﺳﺂﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ، ﻟﻦ ﺃﺗﺄﺧﺮ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﺑﺼﺮﻱ ﺍﻟﻤﻨﻐﺮﺯ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻷﺗﺒﻴﻦ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺃﻣﺎﻣﻲ
ﻓﺎﺭﻏﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻛﻮﺏ ﻗﻬﻮﺗﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﻣﻨﻔﻀﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺄﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ