مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز الأول مكرر القصة القصيرة قصة أحزان عمّتي المعلّقة 47.7 درجة للكاتبة منيرة الصالحي/ تونس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوزان عبدالقادر




عدد المساهمات : 11030
تاريخ التسجيل : 12/09/2015

المركز الأول مكرر القصة القصيرة قصة أحزان عمّتي المعلّقة 47.7 درجة للكاتبة منيرة الصالحي/ تونس Empty
مُساهمةموضوع: المركز الأول مكرر القصة القصيرة قصة أحزان عمّتي المعلّقة 47.7 درجة للكاتبة منيرة الصالحي/ تونس   المركز الأول مكرر القصة القصيرة قصة أحزان عمّتي المعلّقة 47.7 درجة للكاتبة منيرة الصالحي/ تونس I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 19, 2016 7:20 am

أحزان عمّتي المعلّقة
كانت ممدّة دون حراك، جسمها المتروك منهوكا مفكّك الأوصال فاقدا جميل المعاني.
وعائشة تنظر إليها بعينين زائغتين وقلب مسكون بحبّ هذه المرأة، هذه المرأة الّتي ترى فيها ذكريات أبيها الجميلة، ذكريات يريد أن يحتفظ بها في قلبه ويغلق أبوابه على حلاوتها، حلاوة عائشة فقط تدرك طعمها لأنّها الهواء الذّي يتنفّسه والدها...
والدها أخ هذه المرأة المسجّاة أمامها منذ أيّام. هي على هذه الحالة الميئوس من شفاءها منذ فقدت إنسانيّتها على يد زوج وضعته الأقدار في طريقها فكان لها أكبر كارثة في حياتها، حياة كانت تعيشها في سلام وأمان بعد طلاقها أحسّت عائشة بمرارة في حلقها وقالت :" كنت ستكونين سيّدة نفسك يا عمّة... !كنساء قبائل الصّحراء الكبرى وسيكون لك شأن وهمّة....
ماذا فعلت بنفسك حين رميت بها في جحيم هذا المتخلّف؟ لما أهنت نفسك و عبثت بنا معك؟
آه يا عمّتي لقد مزّقت قلب أبي المسكون بي وبك... ! "
تئنّ العمّة لطيفة وتحرّك الشّفتين بكلّ صعوبة :" ما...ء......ماء يا العائشة في نبضي، ناوليني ماء حتّى أبلّ ريقي وأمسح شفتي..."
تسرع البنيّة وتسقي الفم المشقّق وتمسح ما فاض عنه من قطرات ماء الزّهر وتعيدها لمكانها وهي تدعو لها بالشّفاء العاجل حتّى تزاح عن القلوب هذه الغمّة الطّويلة...
كانت الدّموع تسري في صمت ثمّ تتفرّق على الخدود الجافّة. تمسحها عائشة بلطف فتحسّها حريقا في الكفّ يشتعل ، حريق من الذّكريات المتّقدة في القلب المكلوم.
تحاول عائشة تخفيف الوجع عن هذا الجسد المحموم فترسم ابتسامة لعلّها تشدّ من أزر هذا الوجه المقهور.
ابتسامة تمنّتها شافية فربّما تحمل في طيّاتها بعض العافية ....
كانت العمّة تنظر بعينين يائستين إلى عائشة وحال قلبها يقول:" لا تكتئبي يا ابنة أخي فالموت طريق يمشيه الجميع ولكن الألم طريق يسلكه الأغبياء فقط، مثلي يا صغيرتي...
فلا تتّبعي خطواتي وكوني كهؤلاء النّسوة اللاّتي انبهرت بهنّ يا غاليتي ..."
تحسّ عائشة بكلامها العالق في حلقها فتردّ عليها بنظرة حانية:" لا يا عمّة ...أنت كنت طيّبة في زمن كثر فيه الذّؤبان، وكنت مسالمة في وقت طغت فيه العقبان، لقد تعاملت مع هذا الزّوج بكلّ أمان ولكنّه كان فارغا من الإنسان..."
تدير وجهها عن العمّة وتنظر إلى النّافذة المطلّة على الحديقة ويستقرّ نظرها تحت شجرة التّين الممتدّة ...امتداد هذا الوجع ...
شجرة التّين تلك شاهدة على عذاب عمّتها وبكت لحالها عندما كشفت سرّها لأخيها بين أحضانها ذات صيف.
لم يكن الأب ولا العمّة منتبهان لوجود عائشة معلّقة بين أغصانها تقطف التّين خلسة.ومن خوفها تمسّكت ولبست الأوراق كحرباء...
ويا لهول ما سمعت يومها... !
الحكاية مرّ عليها سنوات ولكنّ آثارها مازلت عالقة في ذاكرتها أكثر من آثار الجروح الّتي أصابت جسمها عندما سقطت بعد أن فقدت توازنها على اثر سماعها ما ألمّ بعمّتها...
لم تصدّق أذنيها يومها وهي تسمع عمّتها تشكو لأبيها حالها بعد أن ضغط عليها لتعترف له بما أصابها.
فهي تذبل يوما بعد يوم ونورها يخفت في كلّ مرّة يراها فيها.
فألحّ عليها في السّؤال حتّى فنيت فيها كلّ الحيل في الكتمان.
قالت بصوت تخنقه العبارات إنّه كسّر ضلوعها ضربا بالعصا لأنّها منعت عنه ما جنته من نقود عملت بها عند جارتها من الصّبح حتّى المساء فصاح أبي:"يا ويله منّي هذا "السّاقط" سأكسّر رأسه بيديّ هاتين...؟
ابتسمت وبكت وقالت :" لو تعرف ماذا فعل معي أيضا ستدفنه حيّا يا أخي وسندي... !"
قال أبي بصوت مشحون بحزن وغضب:" تكلّمي يا لطيفة ... ! فأنت أختي وأمّي وابنتي ....
يا رفيقة العمر لما كتمت همّك عنّي فنحن قلب واحد ينبض في جسدين لما فعلت هذا يا قرّة العين ؟ هيّا تكلّمي وعنّي شيئا لا تخفي..."
"ولديّ يا أخي ... !" وانفجرت باكية بكاء مرّا سقط لهوله ورق الشّجر وطارت الفراخ إلى السّماء تستجدي الصّبر والفرج لها القلب المحطّم.
أخذها بين يديه محاولا أن ينفض عنها هذا الجنون الّذي بدأ يتسرّب لعقلها المضطرب وقال :" ولديك...؟
ما بهما ولديك...؟ لقد ماتا منذ سنين واندمل جرحهما الغائر في الكبد ...
ما الّذي ذكّرك بهما الآن؟ لقد ظننت أنّك رضيت بما كتبه الله لك وصبرت على قضائه وقدره فولداك شبعا موتا يا عزيزتي..."
قاطعته وهي تصرخ وتمزّق صدرها بأظافرها حتّى أنّه بقي ينظر ولم يجد ما يفعله.
قالت وهي تضرب صدرها بكلّ ما بقي فيها من قوّة :" لم يموتا يا أخي... ! لم يمت ولديّ ...لم يموتا..."
أخذها بين أحضانه ليهدّأ من روعها وقال :" استغفري مولاك يا امراة فولداك ماتا منذ زمن...أطلبي لهما الرّحمة ..
ما بك أخيّتي هل بدأ جنون ينخر عقلك بعد كلّ هذا الزّمن...؟
أم هي حياتك البائسة مع ذلك التّعيس جعلتك تنكرين الحقائق وتبحثين عن الوساوس ؟
دفعته بعنف ما عهده في أخته، أخته وهل هذه أخته الواقفة أمامه ...؟ مستحيل فأخته أكثر حياء وحشمة، أخته لا ترفع في وجهه صوتها ولا تكشف عن صدرها...
هذه إمرأة أخرى تصيح :" انظر إلى هذا الصّدر العاري يا أخي لقد تحجّر ولم يعد يشعر بالخجل ...
آه يا أخي لو تدري ماذا يكتم بين جنباته...؟
آه يا أخي لو تعرف السرّ المدفون في شرايينه...؟
آه يا أخي لو تدرك ثقل الحمل الّذي يرزح تحته صبري ...؟ "
سقط منه جسده تحت شجرة التّين العظيمة وبقي يراقب صياحها وألمها في صمت وهو يتكهّن ما تخفيه هذه الكلمات المفزعة...
لم يمت ولداي يا أخي...لم يموتا كما أخبرت الجميع ...
لقد قتلا ...قتلا فلذتا كبدي ...
قتلا بيد أبيهما السكّير المعربد ...
نعم يا أخي ...
هو من قتلهما الواحد تلو الآخر ...
وأنا خوفا منه وعليه قلت لقد ماتا من ارتفاع الحرارة ...
لقد أغرق الأوّل في سطل ماء حتّى قطع عنه الفرح وتركه كقطعة خشب فوق سطح الماء يسبح ...لأنّه وهو يحبو كسّر له زجاجة النّبيذ الوحيدة الّتي بقيت عنده ...
وكتم نفس الثّاني بالوسادة لأنّه لم يتركه ينام في ليلة جنّ فيها جنونه على شمّة ذرّات للثّلج الأبيض لم يجد إليها سبيلا .
آه يا أخي ... !ومهما تحدّثت لن أفرغ صندوقي المملوء عذابات سبّبها لي هذا الرّجل الّذي ظننت نفسي احتميت بأسواره فإذا به هو المعتدي ...
أراد أخوها الكلام فوجد نفسه غير قادر ....
وسقطتّ أنا من فوق الشّجرة كعذق مملوء تمر تناثر على الأرض...
انفجرت باكية وأنا أحضن عمّتي وأصرخ :" لماذا سكت على هذا المجرم ...؟ كيف ترضين لنفسك بهذه المهانة...؟
هل هذا حبّ أم مذلّة...؟ فما تعوّدناك بالمهانة ترضين يا عمّتي ...
ألم تسمعي بحظوة المرأة في قبائل الصّحراء ؟
أنّهنّ يعشن في منازلهنّ كالملكات لا ترفض لهنّ مطالب، يخدمهنّ الجميع ولا يعجبهنّ العجب ...سيّدات في بيوتهنّ متحكّمات في مصائر أزواجهنّ يضربنهنّ عرض الحائط متى شئن ...والعزوة لهنّ ولفلذات الكبد ...
أين أنت من هؤلاء يا عمّتي...؟ فلو علمن بما حدث لك لتنكّرن لجنسك مدى العمر ...
ظلّت عمّي تلطم وتصرخ حتّى فني فيها الجهد وأنا أحاول إسكاتها وجعل أبي ينطق...
دون جدوى ...
فلا هي صمتت ولا هو تكلّم...
حتّى سقطت جثّة هامدة حملها أبي في صمت إلى سرير أمّه ومدّدها ...
ومنذ ذلك اليوم وهو يحرسها بمساعدتي ...
بقيت أنظر إليها بكلّ عطف فصوّبت نظرها ناحيتي ثمّ حوّلته عنّي راجية أن أتبعه وكأنّها تبحث عن شيء بعينيها ....تبعت نظراتها فقادتني إلى صرّة صغيرة معلّقة وسط الكوّة...
أخذتها بين يديّ فوجدتها دافئة، هممت بفتحها ...
وفي الأثناء دخل أبي وصرخ فيّ...:" لا.. لا تفتحيها يا بنيّتي...
يكفينا ما عرفنا من أسرار عمّتك فغرائبها أكثر من غرائب أيّ امرأة من قبائل البربر في هذه الصّحراء الشّاسعة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز الأول مكرر القصة القصيرة قصة أحزان عمّتي المعلّقة 47.7 درجة للكاتبة منيرة الصالحي/ تونس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المركز الأول مكرر القصة القصيرة قصة نفق 46.7 درجة للكاتبة رجاء العلوش/تونس
» المركز الثامن مكرر ومضة طموح 50 درجة للكاتبة سعيدة محمد صالح / تونس
» المركز الأول القصة القصيرة قصة انْطِفـَــــاءٌ46.7 درجة للكاتب المنجي حسين بنخليفة /تونس
» المركز الرابع مكرر القصة القصيرة جدا قصة مداعبة43,5 درجة للكاتبة نبيلة الشيخ/اليمن
» المركز الأول القصة القصيرة جدا قصة منسوب 46.5 درجة للكاتب محمد خالدي/ المغرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ سوزان عبدالقادر :: المسابقات-
انتقل الى: