ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺭﺍﻙ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺑﺸﺮﺍ ﻳﻘﺘﺎﺕ ﻣﻦ ﻋُﻤْﺮِ ﺍﻟﺜﻮﺍﻧﻲ ﻛﻲ ﻳﻌﻴﺶ ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃﺕُ ﻣﺎ ﻳﺨﻂّ ﻳﻤﻴﻨﻚ ﺳﺮﺣﺖُ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ، ﻇﻨﻨﺖُ ﺃﻥّ ﻣَﻦ ﺃﻧﻄﻖ ﺍﻟﺤﺮﻑ ، ﻗﺎﺩﻡٌ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻴﻪ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻗﺪ ﻏﻂّ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ . ﻗﻠﺖُ ﻟﻬﺎ :
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻲ ﻋﻨﻲ ﻫﻨﺎ ، ﺇﻧّﻲ ﻫﻨﺎﻙ، ﺃﻗﺘﻔﻲ ﺁﺛﺎﺭ ﻣَﻦ ﻣﺮّ ﻳﺘﻠﻤّﺲ ﺳُﺒُﻞَ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻟﻌﻠّﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻔﻴﺖُ ﺁﺛﺎﺭﻩ
ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﻋﻜﺎﻅ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺾّ ﺃﻫﻠﻪ . ﻓﺄﺭﻯ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻭ
ﺍﻟﺰﻫﻴﺮ ... ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮﺅ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﺗﺮﺟّﻞ ﺑﺤﻠّﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻄّﺮﺓ ﺍﻟﺒﻬﻴّﺔ . ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻈﻠﻴﻞ ، ﻫﻼّ ﻋﻤّﺪﺗﻨﻲ
ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﺷﻌﺮﻙ ، ﻛﻲ ﺃﻓﻚّ ﻋﻘﺎﻟﻲ ﺇﺫﺍ ﻗﻴّﺪﻧﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ؟ ﻳﻤﺮّ ﺑﻼ ﺍِﻟﺘﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ : " ﻗﻔﺎ
ﻧﺒﻚ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻯ ﺣﺒﻴﺐ ﻭ ﻣﻨﺰﻝ " ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ ؟ .
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻲ ﻋﻨﻲ ﻫﻨﺎ ، ﺇﻧّﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻫﻰ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻠﻲ،ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺴﺮﺩ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮّﺯ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ . ﺇﺫﺍ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻓَﻴَﺪَﺍ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﺩﺭﻳﺲ
ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠّﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ . ﺁﻩ ﻟﻮ ﺗﺮﻱ ﺟﻨﺎﺣﻲّ ﺗﻄﻮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺃﺟﻤﻊ ﺭﺣﻴﻖ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻟﻠﺤﺮﻑ ﺭﻭﺣﺎ ، ﺳﻜﺒﻮﻩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ، ﺳﺘﺮﺍﻧﻲ ﺃﻗﻄﻒ ﺍﻟﺜﻤﺮ ﻣﻦ ﺣﺪﺍﺋﻖ
ﺑﻮﺷﻜﻴﻦ، ﻭ ﺃﺗﻮﺿﺄ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﻦ ، ﻭﺭﻓﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻮﺑﺎﺳﺎﻥ .
ﻟﻌﺮﻓﺖِ ﺃﻧّﻲ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻟﺴﺖ ﺃﻧﺎ، ﻓﺄﻧﺎ ﻫﻨﺎﻙ ، ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻫﻨﺎ، ﻓﺎﻟﺠﺴﺪ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﻛﺎﻟﻘﻤﺮ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ، ﻳﺴﺘﻀﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﺨﺒﺄ ﺑﻴﻦ ﻃﻴّﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ