ﻗﺼﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 73 ، ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﺍﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺳﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻱ ﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ.
ﻓﻮﺟﺊ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺨﻮﺫﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻴﺔ ﻟﻠﺮﺃﺱ ، ﻭﻣﻤﺴﻜﺎ
ﺑﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ،ﺻﺎﺡ ﻓﻴﻪ: ﺇﺭﺗﺪ ﺍﻟﺨﻮﺫﺓ ﻳﺎﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ . ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻰ
ﺭﺑﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ، ﻻﺣﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺨﻠﻒ ، ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻪ .
ﻓﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﻋﻨﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻮﺫﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ
ﻛﻴﺴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻯ ﻭﻧﺼﻒ ﻗﺎﺭﻭﺻﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮ.
ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺮﻳﻒ/ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﻋﺸﻘﻪ ﻟﻠﺸﺎﻱ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ، ﻭﻟﻮ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎﺏ ﻏﺬﺍﺋﻪ، ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺤﻮﺏ ﻭﺍﻟﻬﺰﺍﻝ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻮﺟﻬﻪ ﻭﻛﻢ ﻭُﻗِﻌَﺖ
ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺰﺍﺀﺍﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ،
ﻋﻨﻔﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﺨﻮﺫﺓ ، ﻓﺄﻓﺮﻏﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺭﺗﺪﺍﻫﺎ.
ﺑﻌﺪ ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺪ ﻟﻴﻼ – ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﺑﺮﺩ
ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ - ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞ ﻓﻲ ﺣﻔﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮﻫﺎ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﻟﻠﻘﺬﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﺸﻈﺎﻳﺎ. ﺣﺪﺙ
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻤﻮﻋﺎ: ﺁﻩ ﻟﻮ ﻛﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﺩ . ﻓﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ﻃﻴﺐ ﺍﺗﻔﻀﻞ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻴﺪ
ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ، ﺑﻬﺎ ﺷﺎﻯ ﻳﻐﻠﻲ . ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ .. ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ، ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺷﻌﻞ ﺗﺤﺘﻪ ﻗﺮﺻﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻟﺠﺎﻑ ﻭﺻﻨﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ، ﻓﻀﻞ ﺃﻥ
ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻘﺎﺋﺪﻩ ﺭﻏﻢ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻪ ﻟﻬﺎ. ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﻧﺼﻔﻴﻦ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ، ﻓﺸﺮﺏ
ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻓﻜﺎﻥ ....... ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ : ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ - ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ /ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ 803
ﻣﺪﻓﻌﻴﺔ
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﻳﻒ/ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻤﻐﺎﻭﺭﻱ ﺻﺎﻟﺢ ـ ﺟﻨﺪﻱ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ