ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ...بقلم الشاعر العراقي ستار الكعبي-مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺟﺮﺡ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻮﺣﻪ
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺻﻤﺖ ﻟﻠﻘﺒﻮﺭ
ﺑﺎﻟﻮﻳﻞ ﻗﺪ ﻧﺎﺩﺗﻪ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ
ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﻗﺪ ﻣﻞ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍ
.......... ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ
ﺣﻴﺚ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﺟﻰ
ﻓﻲ ﺳﻬﺪ ﻟﻴﻞ ﻧﻮﻣﻪ
ﺍﺷﺒﺎﺡ ﺭﻋﺐ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﺭ
ﺧﻮﻑ ﺗﺸﻈﻰ ﺣﺰﻧﻪ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺗﻴﻪ ﺍﻟﻔﺤﻮﺭ
ﺃﺡﻻﻣﻬﻢ ﻣﻔﺰﻭﻋﺔ .......
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺩﻑﺀ ﺩﻫﺮﻫﺎ
ﻭﺻﺒﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺣﺸﺔ
ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ ..... ﺗﺮﺣﺎﻟﻬﺎ
ﺝﻻﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻣﻌﺪﻭﻡ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ
ﻻ ﻳﺮﺗﻮﻱ ﺇﻻ ﺑﻔﻴﺾ ﻟﻠﻨﺤﻮﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻳﻄﻮﻱ ﺣﻠﻤﻨﺎ
ﻳﻘﺘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺵﻻﺋﻨﺎ
ﻭﻳﺮﺗﺪﻱ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺠﻮﻯ ﺃﻛﻔﺎﻧﻪ
ﻓﻲ ﻋﺮﺱ ﻣﻮﺕ ﻧﺼﺮﻩ
ﻳﺘﻠﻮ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻴﺮ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﺒﺮﻩ
ﻗﺪ ﺿﺎﻕ ﺑﺎﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻐﻔﻴﺮ
ﺃﺻﺎﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺗﻤﺘﻤﺖ ﺃﻗﺪﺍﺭﻧﺎ
ﻓﻴﻨﺎ ﺣﺴﻴﻦ ﺫﺑﺤﻮﺍ
ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻓﻲ ﻏﺮﺑﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﻣﺼﺎﺋﺒﻲ ﺗﺘﺮﺍ ﺗﻨﺎﺟﻲ ﺑﺆﺳﻬﺎ
ﺩﺍﻋﺒﻬﺎ ﺍﻷﻧﻴﻦ ﺟﺰﺭﺍ ﺑﺎﻟﺜﺒﻮﺭ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻓﺠﺮﻱ ﻗﺎﺑﻌﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﻪ
ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺩﻭﻣﺎ ﻃﺎﻓﺤﺎﺕ ﺑﺎﻟﻘﺬﻯ
ﻗﺪ ﺩﻓﻨﻮﺍ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﻜﻴﺮ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺟﺮﺣﻲ ﻳﻤﺘﻄﻲ ﺃﻭﺟﺎﻋﻪ
ﻳﺸﻜﻲ ﺩﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻟﻠﺴﺮﻭﺭ
ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﺎ ..... ﻓﻲ ﺳﻠﻤﻬﺎ
............ ﺭﺍﻳﺎﺗﻪ ﺧﻔﺎﻗﺔ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﻯ ﻳﻌﻠﻮ ﻭﻳﻌﻠﻮ ﺑﺎﻟﺰﺋﻴﺮ
ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐ ...ﺑﺎﻷﻓﺮﺍﺡ ... ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ
ﻳﺎ ﺣﻠﻤﻲ ﻛﻢ ﺗﺴﺘﻐﻴﺚ ﺻﺎﺭﺧﺎ
ﺭﺣﻤﺎﻙ ﻗﺪ ﻋﺬﺑﺘﻨﻲ
ﺃﻣﺎ ﻛﻔﺎﻙ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ
ﻛﻢ ﺃﺭﺗﺪﻱ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﻋﻨﻮﺓ
ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ ﻋﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﻬﺎ
ﻛﺎﻟﺒﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ
ﻣﺪﺍﻣﻌﻲ ﺍﻟﺤﺮﻯ ﺑﺄﺳﺤﺎﺭ ﺍﻟﺪﺟﻰ
ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻳﻦ ﻛﺎﻟﻐﻴﻢ ﺍﻟﻤﻄﻴﺮ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺭﻗﺘﻪ
ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺃﻣﻲ ﻋﺸﻘﻬﺎ
ﻭﻋﺬﺏ ﻣﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﻴﺮ
ﺃﻧﺖ ﻡﻻﻙ ﺷﻤﺴﻪ ﻓﻲ ﻋﺘﻤﺘﻲ
ﻗﺪ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﻛﺎﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﺪﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﻰ ﺍﻟﺮﺅﻯ
ﺇﻁﻻﻟﺔ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ
ﻫﺎﻣﺖ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻢ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ
ﻓﻲ ﺣﺒﻬﺎ ﺃﺗﻠﻮ ﺗﺮﺍﻧﻴﻢ ﺍﻟﻬﻮﻯ
ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺪﻣﻰ ﻗﺪ ﻋﺎﻧﻘﺖ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﺎ
ﻓﻲ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﺗﺎﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻧﺴﺎﻙ ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻴﺘﻲ
ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺒﺒﺘﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ... ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ... ﻓﻲ ﺟﻮﻉ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ
ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻤﻲ ﻗﻴﺪﻙ ﺑﺎﻕ ﻳﺮﺗﻮﻱ
ﻣﻦ ﻧﺰﻑ ﺃﺡﻻﻡ ﻣﻨﺎﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ﻭﺭﺍﻳﺘﻲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ
ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻛﺎﻟﻌﺎﻧﻲ ﺍﻷﺳﻴﺮ
ﻫﻴﺎ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﺗﺮﻛﻲ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ
ﻋﺸﻘﻲ ﺇﻟﻬﻲ ﺑﻤﺤﺮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ
.............ﻛﻢ ﺻﺒﻮﺭ
ﻓﺎﻟﺤﺐ ﻳﺤﻴﺎ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ
ﻣﻦ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﺃﻟﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﺮ ﺣﻮﺕ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﺛﻮﺑﻪ ﺯﻏﺐ ﺍﻟﺨﻄﻰ
ﻋﺮﻳﺎﻥ ﻛﺎﻟﻮﻟﻴﺪ ... ﺩﺍﻋﺒﺘﻪ ﺃﺣﺰﺍﻥ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ
ﻳﻔﺘﺮﺵ ﺍﻟﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ
ﺍﻟﺤﺐ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻬﺮﻭﺏ
ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ
ﻫﻴﺎ ﺗﻌﺎﻟﻲ ..... ﻗﺒﻠﻲ
...........ﺧﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ
ﻣﺪﻱ ﺟﻨﺎﺣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﺃﺣﻀﺎﻥ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﺶ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺷﻲ ﻣﻦ ﺣﺼﻴﺮ
ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﺤﺐ... ﻙﻻ
........ ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻲ ﻫﺠﻤﺔ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ
ﺑﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﻠﻬﻮ ﺣﻠﻤﻨﺎ
ﻓﺎﻟﺒﻌﺪ ﺟﻤﺮ ﻳﺼﻄﻠﻲ
ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﺟﺘﻴﺎﺡ ﻟﻠﺴﻌﻴﺮ
ﺧﻮﻓﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺣﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻯ
ﺑﺎﻟﺠﻠﺪ ﻳﻘﺴﻮ ﺳﻮﻃﻪ
ﻳﻠﻘﺎﻙ ﺩﻭﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺭ
ﻳﺎ ﺣﻠﻤﻲ ﻣﻠﺖ ﻋﺬﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻰ ﺣﺴﺮﺍﺗﻬﺎ
ﻟﻴﻠﻲ ﻃﻮﻳﻞ ﺳﻬﺪﻩ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ
ﻗﺪ ﻓﺎﺽ ﺑﺎﻟﺘﻨﻬﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻜﺴﻴﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻮﻋﺔ ﻣﻬﺮﺍﻗﺔ
ﻓﻲ ﺣﺒﻮﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﺛﻘﻠﺖ ﺟﻬﺪﻱ ﺍﻟﺤﺴﻴﺮ
ﻻ ﺗﺬﺑﺤﻲ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻐﻔﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻐﺎﻣﻪ
ﺫﻛﺮﺍﻙ ﺟﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻃﻮﺍﻑ ﻟﻠﺸﻌﻮﺭ
ﻓﻲ ﻟﻬﻮﻧﺎ ..... ﻓﻲ ﺻﻤﺘﻨﺎ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻚﻻﻡ ﻓﻲ ﺟﻮﻯ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻜﺮﻳﺮ
ﻣﻞ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻱ ﺻﺒﺮﻩ
ﻭﺍﻷﻧﺲ ﻓﻲ ﺷﺠﻮﻱ ﻧﻌﻰ ﺃﻳﺎﻣﻪ
ﺗﺮﻧﻮ ﺃﻟﻴﻚ ﻟﻬﻔﺘﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺭﻭﺽ ﻋﻄﺮﻩ
ﺷﻢ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﻓﻲ ﺭﺑﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﻴﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺜﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻤﻰ
ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺼﺪﻯ ﻛﻢ ﻳﺮﺗﻮﻱ
ﻋﺬﻭﺑﺔ ﺭﺿﺎﺑﻪ
ﻭﺯﻣﺰﻡ ﻓﻲ ﺷﺮﺑﻪ
ﻟﻜﻞ ﻛﺪﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ
ﻻ ﺗﺮﻛﻴﻨﻲ ﻝﻷﺳﻰ
ﺃﻃﻮﻱ ﺑﺂﻫﺎﺗﻲ ﺯﻓﻴﺮﻱ
ﻓﻲ ﺑﺮﺯﺥ ﻟﻠﻬﺠﺮ ﻳﻤﻀﻲ ﻭﺻﻠﻨﺎ
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ .... ﺃﻳﻦ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺮﺗﻤﻲ
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ... ﺃﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻣﺪﻣﻌﻲ
ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ