ﺟﻤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻌﻘﻞ ﺭﺟﻞ ، ﻓﺘُﺨﻤَﺪُ ﻋﺎﻃﻔﺘُﻬﺎ ، ﻭﺗﻨﺒﺮﻱ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻟﺘﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ " ،ﻭ
ﺣﺒﺬﺍ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ، ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻓﻘﻂ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ .. ﻋﺎﺩَﺕْ
(ﻟِﻴﻠْﻴَﺎﻥ ) ـ ﺫﺍﺕُ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺭﺑﻴﻌﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ، ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ
ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ :ـ ( ﻣﺎﻣﺎ ﻣﺎﻣﺎ ) ﺍﻟـ ( ﻣِﺲّ ) ﻧﺎﺩﺗﻨﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ : ـ ـ ﻳﺎ ( ﻟِﻲ ﻟِﻲ )
ـ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖُ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﺟﺪﺍ ـ ﻳﺎ ( ﻣﺎﻣﺎ ) .... ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻋﺎﺩﺕْ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ـ
ﺍﻟـ ( ﻣِﺲْ ) ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻦ ﺃﻟﺼﻖ ﻟﻚ ( ﺇﺳﺘﻜﺮ ) ﻣﺜﻞ ﺯﻣﻼﺋﻚ ﻷﻥ ﺧﻄﻚ ﺳﻲﺀ " ، ﻭﺃﻧﺎ ـ ﻭﺍﻟﻠﻪ ـ ﻳﺎ
( ﻣﺎﻣﺎ ) ﺣﺎﻭﻟﺖُ ﺗﺤﺴﻴﻨﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ، ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ؟ .. ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺣﻴﻨَﻬﺎ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﺒﻠﻠﺘﻴﻦ ﺑﺪﻣﻊ ﺃﺻﺎﺏ ﺣﺮﻩ ﻣﻬﺠﺘﻲ ، ﻭﻧﺸﻴﺞٍ ﺍﻧﻔﻄﺮ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ ﺃﻡ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺷﺎﻕ ﻣﺼﻔﺮّﺍ ﻭﺟﻬﻬﺎ ، ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻏﺎﺋﺮﺗﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ، ﻋﺒَّﺄﺕ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺍﻟﺤﺰﻥَ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉَ ﻭﺃﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ، ﺛﻢ ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺑﻤﺠﺮﺩ
ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﺔ ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻧﺒﺮﺕ ﺃﻣﻮﻣﺘﻲ ﻓﻘﻠﺖ : ـ ـ ﻭﺍﻟﻠﻪ ـ ﻏﺪﺍ ﻟﺘﻌﺮﻓﻦ ﻫﺬﻩ ( ﺍﻟﻤﺲ ) ﺷﻐﻠﻬﺎ
ﻣﻌﻲ .. ﻏﺼﺔ ﺃﻟﻤَّﺖْ ﺑﻲ ، ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻻﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺕْ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ، ﻭﻟﻢ
ﺗﺮﺍﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻏﻠﻴﻈﺔُ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ، ﻻ ﻻ ، ﻟﻦ ﺃﺳﻜﺖ ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺣﺎﻣﻴﺎ
ﻭﻣﺪﺍﻓﻌﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ، ﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻷﺛﺒﺖ ﻟﻚ ـ ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺘﻲ ـ ﺃﻥ ﺃﻣﻚ ﺑﻤﺎﺋﺔ
ﺭﺟﻞ ، ﻭﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺼﺒﺤﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ﻣﻬﻴﻀﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻫﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺐ ﻭﺩﺏ .. ﻛﻞ ﺫﻟﻚ
ﻗﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ﻳﻌﺘﺼﺮﻧﻲ ﺍﻋﺘﺼﺎﺭﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻳﻀﺎ
: ـ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻛﺮﻩ ﻣﻌﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﺰﻳﺔ ـ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ـ ، ﻭﺍﻟﻤَﺪْﺭﺳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ، ﻟﻦ ﺃﺫﻫﺐ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻴﻮﻡ .... ﻭﻧﺎﺟﻴﺖُ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻷﻃﺮﺍﺡ ﻗﺎﺋﻠﺔ :ـ ﻭﻳﻠﻲ ﻭﻳﻠﻲ ﺃﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻲ ، ﺃﻭ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻧﺼﻴﺮ ، ﺃﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻭﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﻜﻞ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎ ، ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ؟ ، ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ؟ ... ﺻﺤﺒﺘُﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡَ
ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻷﺿﻊ ﺣﺪًّﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘُﻜَﺮّﻫﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ، ﻣﺸﺖِ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻣﻌﻲ
ﻭﺑﺼﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﺮﺡ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺗﻘﺪﻡ ﺧﻄﻮﺓ ﻭﺗﺆﺧﺮ ﺃﺧﺮﻯ ، ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻥْ ﻟﻮ ﺍﻧﺸﻘﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺑﺘﻠﻌﺘﻨﻲ
،ﻭﻻ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﻫﻜﺬﺍ ، ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﻟﻮ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ، ﻭﺃﻗﻮﻝ : ـ ( ﺁﺍﺍﻩٍ ) ، ﻭﻟﻌﻞّ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺨﺘﻠﻒ ﻟﻮ ﺑﻘﻲ ﺯﻭﺟﻲ ، ﺃﻭ ﺃﺑﻲ ، (ﻧﻌﻤﻤﻤﻤﻢ ) ﺃﺑﻲ ﺃﺑﻲ ! ...
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻭﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ، ﻓﺘﺬﻛﺮﺕُ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﺤﺒﻨﻲ ﻓﻴﻪ
ﺃﺑﻲ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﻷﻭَّﻝ ﻣﺮﺓ ﻧﺎﺩﺗﻨﻲ ﻣﻌﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ
ﺑﺄﺣﺐ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰّ ( ﻓِﻲ ﻓِﻲ ) ﻭﻗﺎﻟﺖ :ـ ﺃﻡ ﺗُﺤﺒِّﻴﻦ ( ﻓﻴﻔﻴﺎﻥ ) ﺃﻛﺜﺮ ؟ .. ﻭﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﻓﻌﻼ ،
ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ـ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﺭﻫﺎ ـ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ـ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ـ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
ﺟﺎﻓﺔ ، ﻭﻷﺗﻔﻪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﻌﺎﻗﺒﻨﻲ ، ﻓﺘﻮﻗﻔﻨﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻔﺼﻞ ، ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﺑﺈﺣﺮﺍﺟﻬﺎ ﻟﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ، ﻭﺇﻥ ﺃﺟﺒﺖ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ : ـ ﻃﻴﺐ ﻃﻴﺐ ﺍﺟﻠﺴﻲ .. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺮَّﻫﻨﻲ ﺯﻣﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺣﺼﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻧﺪﺍﺅﻫﺎ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺟﺮﺓ :ـ ـ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺃﻣﻬﺎ ، ـ ﺃﺟﻴﺒﻲ ، ـ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺃﻣﻬﺎ ـ ، ﻗﻔﻲ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﻣﺪﻣﻨﺔً ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻎ ﺍﻟﻌﻠﻚ ، ﻧﻌﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺩﻣﺎﻧﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ، ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﺡ ، ﻣﺎ
ﺯﻟﺖ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻈﺮﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﻀﻎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻣﻀﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ، ﻭﻳﺘﻨﺎﺛﺮ ﻣﻦ ﻓﻤﻬﺎ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺫﺍﺫ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﺗﻬﺘﻢ ﺑﻤﻼﺑﺴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ، ﻭﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ
ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ، ﻭﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ، ﻛﺎﻧﺖ ( ﻣِﺲْ ﺻﻔﺎﺀ ) ﻣﻠﻜﺔ ﺟﻤﺎﻝ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ
ﺃﺑﻲ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﺩﺭﺟﺔ ، ﻓﺄﻋﺎﺩﺗﻨﻲ ﻟﻤﻘﻌﺪﻱ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺼﻒ ... ﺫﻫﺐ ﺃﺑﻲ
ﻣﻌﻲ ﺑﻤﺤﺾ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ، ﻭﻟﻮﻻ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺃﻣﻲ ﺑﺎﻹﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻻﺻﻄﺤﺒﺘﻨﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﺩﺕ
ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺇﻻ ﺑﻠﺔ ...
ﺻﺤﻴﺢ ! ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﺤﺒﻴﺐ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،
ﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ،ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﺍ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻵﻥ ﺇﻥ ﻛﻮﻧﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻢ ﻳﺴَﻬّﻞ ﻟﻲ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺑﻲ ، ﻭﻟﻌﻞ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺟﻼ ﻗﺪ ﻳﺴﻬﻞ ﻟﻪ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻊ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺗﻬﺘﻤﻤﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻦ ﻭﺭﺷﺎﻗﺘﻬﻦ ... ﺗﺘﺼﻮﺭﻭﻥ ؟ ! ، ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻥ
ﺃﺑﻲ ﻭﺳﻴﻤﺎ ﺭﺷﻴﻘﺎ ﻭﻳﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﻭﻳﻔﻮﺡ
ﻃﻴﺒﻪ ﻭﻳﻌﺒﻖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻠﻪ ، ﺃﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺐ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﺮﺍﻧﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ
ﻣﺨﻄﻮﺑﺎﻥ ، ﻣﺎﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﻦُّ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻃﻴﻌﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ، ﻟﻜﻦ ـ ﻳﺎ ﺳﺎﺍﺍﺍﺩﺓ
ـ ﺃﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺃﺻﻼ ( ﻫﻬﻬﻬﻬﻬﻪ ) ، ﻧﻌﻢ ﺃﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻖ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻳﻮﻣَﻬﺎ ﺃﺻﺼﺼﺼﻼ .... ﺃﺑﻲ ﻃﻠﺐ
ﻣﻨﻲ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ، ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻔﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻓﺘﺮﺟَّﻞ ﻣﻦ
ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ، ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻏﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻠﻚ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ـ ﺇﻫﺪﻱ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻌﻠﻤﺘﻚ ﻣﻊ
ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺣﻠﻮﺓ ، ﻭﻻ ﺗﻨْﺴﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻟﻬﺎ ﺇﻧﻚِ ﻣَﻦْ ﺃﺣﻀﺮﺗِﻪ ، ﻭﺇﻧﻚِ ﺗﺤﺒﻴﻨﻬﺎ ، ﻭﻋِﺪِﻳﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺤﺴﻦ
ﻣﺴﺘﻮﺍﻙِ ، ( ﻫﺎﺍ ) ، ﻫﻞ ﻓﻬﻤﺖِ ؟ ! ... ﻧﻌﻢ ﻓﻬﻤﺖُ ﺍﻟﺪﺭﺱَ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ، ﻭﺃﺷﻜﺮﻙ . ﺗﻤﺘـــــــــــــــــــــــــ