ﻗﻞ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﻃﺎﻝ ﺑﻌﺪﻩ
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻠﻌﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻝ ﺩﻣﻌﻬﺎ
ﻭﻣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ ﻳﻤﺴﺢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﻭﺗﺴﻌﺪ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﻟﻘﺎﺀﻩ
ﺑﺤﺒﻪ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺘﻪ
ﻭﺃﻧﻰ ﺃﻻﻣﺲ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺴﺤﺮ ﺟﻤﺎﻟﻪ
ﻭﺃﻫﺪﺍﻧﻰ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻋﻘﺪ ﻗﺪ ﻧﻈﻤﺘﻪ
ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺗﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻰ ﻭﺿﻌﺘﻪ
ﻭﺷﺮﺑﺖ ﻛﺄﺱ ﻟﻠﻐﺮﺍﻡ ﻟﻢ ﺍﺷﺮﺏ ﻣﺜﻠﻪ
ﻭﻛﻞ ﺷﻌﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻛﺘﺒﺘﻪ
ﻭﻟﻢ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﻴﻮﻧﻪ
ﻭﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻪ
ﺃﺳﻤﻌﻪ ﻓﺄﺫﺍ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻌﺰﻑ ﺣﻮﻟﻰ
ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺗﺸﺪﻭﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﻠﺤﻨﻪ
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺠﺒﻨﻰ ﺧﺼﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺧﺼﺎﻟﻪ
ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻰ ﻟﻢ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻰ ﻏﻴﺮﺍﺳﻤﻪ
ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﺸﻖ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻭﻟﻢ ﺃﻫﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺄﺧﺒﺎﺭﻩ
ﻭﻣﺸﻴﻨﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻧﻘﻄﻒ ﺯﻫﺮﻩ
ﻭﺍﻋﻄﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﺎﺃﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﻭﺻﻔﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺳﻌﻴﺪﻩ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺮﻗﺺ ﻗﺮﺑﻪ
ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻸﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺇ ﺫﺍ ﻃﺎﻝ ﺑﻌﺪﻩ
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﺪﻭﻡ ﻟﻰ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ
ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻋﻨﻰ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺃﺛﺎﺭﻩ
ﻭﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﺑﻌﺬﺍﺑﻬﺎ
ﻭﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﺄﺳﺮﻩ
ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻛﻠﻮﺣﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ
ﺃﻳﺎﻣﻰ ﺑﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮ ﺣﺮﻡ ﺑﻬﺎﺀﻩ
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻧﺤﻴﺎ ﺳﻮﻳﺎً
ﻭﻻ ﻳﺄﻧﺴﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﻛﺮﻩ
ﺃﺫﻛﺮﻩ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻭﺇ ﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﺳﺪﻝ ﺃﺳﺘﺎﺭﻩ
ﺳﺄﺣﻴﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ
ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻮﻡ ﺻﻮﺭ ﺗﺴﻄﻊ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﺑﻨﻮﺭﻩ
ﺳﺄﻟﺰﻡ ﻣﺤﺮﺍﺏ ﻭﺣﺪﺗﻰ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﺮﻕ ﺑﺎﺑﻪ
ﻭﻳﻘﺘﻞ ﻭﺣﺪﺗﻰ ﺑﺴﻴﻒ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﻧﺼﻠﻪ
ﻓﻬﻮ ﻟﻠﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀﻭﻟﻠﻘﻠﺐ ﺃﺣﺒﺎﺑﻪ
ﻓﺎﻧﺎ ﻛﻄﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﻓﻰ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺟﺴﺪ ﺑﻼ ﺭﻭﺡ ﺑﺪﻭﻧﻪ