ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ.. بقلم الكاتب فضل أبو النجا - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺃﻣﺮ ﻣﺨﻴﻒ ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻨﺎ ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﺪﻭ ﻣﺎﺟﻬﻞ.
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻓﻬﻮ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺇﺫ ﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ
ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻧﺒﻐﻲ ﻭﻧﺮﻳﺪ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻧﺘﻤﻨﻰ ، ﻓﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﺒﺮﺭﺍ
ﺩﺍﺋﻤﺎ.
ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻻﺕ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﺨﻴﻔﺔ ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﻻ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻧﺮﻳﺪﻫﺎ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ
ﺭﺟﺲ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻄﻬﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺲ ، ﻧﺤﺎﺭﺑﻪ ﻭﻻ ﻧﻘﺮﺑﻪ ﻭﻻ
ﻧﺪﻋﻪ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻧﻄﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮﻗﻰ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺋﻢ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﻴﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ ﻭﺳﺤﺮﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻟﻠﻬﺮﻭﺏ ﺃﻭ ﻟﻠﺴﺒﺎﻕ
ﻟﻼﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ.
ﻣﺎﻳﺨﻴﻔﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ؟
ﻏﺎﺭﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻧﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻫﻤﺎ ﻋﻜﺲ
ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ، ﻭﺗﺠﺘﺎﺣﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻭﻳﺤﻠﻞ ﻭﻳﺠﺮﺏ ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ
ﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺎﺕ ﻭﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻨﺘﻈﺮﻩ ﺍﻧﺘﻆ ﺍﺭﺍ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻨﺎ ﻻﻧﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ
ﻟﻨﺪﻓﻌﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮ.
ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺇﺫﻥ، ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻬﻮﻻﺕ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ؟
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ، ﻧﻌﻢ .
ﻫﻞ ﻧﺨﺎﻓﻬﺎ ﻛﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ ؟
ﻧﻌﻢ ، ﻧﺨﺎﻓﻬﺎ ﻛﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ .
ﺇﺫﻥ ﻣﺎﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﻌﻨﺎ؟
ﻻ ﺗﻌﺠﺐ، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻟﻨﺼﻞ
ﻟﻤﺼﺎﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ.
ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ؟
ﻻ. ﻓﺎﻟﺜﺮﻭﺓ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺎﺕ ﻓﺎﺋﻀﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺒﻖ
ﻣﺎﻳﻤﻨﻌﻪ.
ﺇﺫﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ؟
ﻫﻨﺎ ﺇﺟﺎﺑﺘﻲ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ.
ﻭﺃﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺎﻭﺕ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ.
ﺇﺳﺄﻝ ﻏﻴﺮﻱ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻐﻠﻖ.
ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻮﺛﻮﻕ ﺓ ﻃﺒﻌﺎ ﻛﻞ ﺃﺧﺒﺎﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺎﻭﻱ
ﻓﻠﺲ ﻟﺸﺪﺓ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺘﻬﺎ ، ﻗﺎﻟﺖ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ
ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﺎﻷﻏﺮﺍﺏ ﻓﻴﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺮ ﻳﻬﺪﺩ ﻛﺎﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﻳﺔ ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺩﻉ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻳﺰ ﻋﺠﻨﺎ ﺑﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ