ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ.. بقلم الكاتب المصري إيهاب بديوي |مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻄﻠﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻘﺎﺀ ﻛﻞ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀﻩ، ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ ﻣﺮﻫﻘﺎ ﻣﺘﻤﻨﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺳﺮﻳﻌﺎ، ﺃﻧﺰﻟﺘﻪ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻮﺣﺪﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺠﺒﻞ . ﻭﻗﻒ
ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻋﺮ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ ﻋﺒﻮﺭ ﺇﺣﺪﻯ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﺣﻴﻦ
ﻣﺮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻔﻪ . ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ﻓﻮَّﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﺂﺧﺮ ﺳﻴﺎﺭﺓ
ﻋﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﻭﺻﻮﻝ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ .
ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺳﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﻫﺒﻮﻁ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﺭﻏﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ
ﻭﺍﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﺶ ﺷﻴﺌﺎ، ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﺎﺕ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻛﻞ ﻣﺠﻨﺪ
ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺆﻭﻧﺘﻪ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻭﺳﻼﺣﻪ ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ . ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﺑﺨﻄﻰ ﺣﺜﻴﺜﻪ ﻟﻴﺼﻞ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ .
ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻓﺘﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ . ﺍﻃﻤﺄﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧﻠﻔﻪ . ﺗﻬﻠﻠﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻩ . ﺃﺧﺬ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﻓﺮ ﺳﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ، ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﺒﻠﻲ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﻋﻮﺭﺓ، ﻭﻗﻒ
ﻳﺸﻴﺮ ﻟﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﻪ ﺑﻞ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻟﻌﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺗﻮﻋﺪ ﺑﺸﻜﻮﺍﻩ
ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺑﻞ ﻭﺿﺮﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ . ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺗﻘﻒ ﺑﻌﺪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ، ﺃﺳﺮﻉ
ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺳﻌﻴﺪﺍ، ﺣﻴﻦ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺎﺭﺕ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺩﻭﻳﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ، ﺍﺷﺘﻌﻞ ﻏﻀﺒﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ،
ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ . ﺣﻤﻞ ﺣﺠﺮﺍ ﺿﺨﻤﺎ ﻭﺃﻟﻘﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ، ﺣﻴﻦ ﺍﻗﺘﺮﺏ
ﺳﻤﻊ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻳﻔﺘﺢ، ﺗﻮﺟﻪ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻳﻌﺎﺗﺒﻪ، ﻟﻤﺤﻪ ﺗﺤﺖ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﺼﺎﺡ ﻓﻴﻪ :
ﺇﻧﻪ ﺃﻧﺖ ﺇﺫﺍ ﻳﺎ ﻋﺎﻣﺮ، ﺳﻮﻑ ﺃﻗﺘﻠﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﻤﻖ .
ﺃﺳﺮﻉ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﻫﺎﺋﻞ، ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ﺛﻢ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ . ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ؟
ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻳﻤﺴﺢ ﻋﺮﻗﻪ، ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﺰﻣﻦ .
ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﻘﻠﻴﻞ . ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻓﻮﺟﺊ
ﺑﻌﺎﻣﺮ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻮﻗﻬﺎ، ﺍﺣﺘﻨﻖ ﻭﺍﻧﺘﻔﺨﺖ ﺃﻭﺩﺍﺟﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺴﺒﻪ ﻭﻳﻠﻌﻨﻪ، ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩﻳﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻌﺎﻣﺮ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻣﻬﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﻧﻴﺔ ﻟﻌﺎﻣﺮ .
ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻫﺪﺃ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻔﻰ، ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻨﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﺣﺘﻰ
ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺎﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﻠﻘﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﺫﻫﻠﺘﻪ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻭﺃﻟﺠﻤﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻇﻦ
ﺃﻧﻪ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻟﻠﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺳﺠﻨﻪ .
ﺩﺧﻞ ﻣﻜﺒﻼ ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﻡ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻟﻜﻦ ﺃﺛﺎﺭﻩ ﺑﺸﺪﻩ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﻋﺎﻣﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻳﻘﻔﺰ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻟﻪ ﻟﺴﺎﻧﻪ، ﺃﻓﻠﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ ﻣﺮﺍﻓﻘﻴﻪ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻒ ﻋﺎﻣﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺮﻙ ﺑﺨﻔﺔ ﻭﻣﻬﺎﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﻻﺭﺗﻄﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ، ﺃﺧﺬ ﻳﻠﻌﻨﻪ ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﻋﺎﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ؟ !
ﺃﺣﻜﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺒﻀﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺫﻫﻠﻪ ﻭﺃﺭﻋﺒﻪ ﻭﺃﻭﻗﻒ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﺣﺪ
ﺯﻣﻼﺋﻪ :
ﻋﺎﻣﺮ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﻔﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺻﻠﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻣﺲ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﻣﻘﺘﻮﻻ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ؟
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﺴﻘﻂ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺃﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻪ ﺑﺎﻛﻴﺎ، ﻫﺪﺃﻩ ﺃﻗﺮﺏ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻟﻘﻠﺒﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ، ﺍﺭﺗﻤﻰ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﻟﻘﺪ
ﺟﺎﺀﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻳﺮﻗﺺ ﻭﻳﻀﺤﻚ ﻭﻳﺒﻜﻲ .. ﺛﻢ ﺣﻜﻰ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻨﺬ ﻫﺒﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺗﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣﺘﻰ ﺣﻀﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﻓﺎﺻﻄﺤﺒﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ، ﺩﺧﻞ ﻣﺮﻋﻮﺑﺎ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍ ﻣﺸﻮﺷﺎ، ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺮﺗﺐ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ .
ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺛﻢ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ :
ﺟﻨﺪﻱ ﻣﺠﻨﺪ ﺭﺍﺷﺪ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺠﻨﺪ ﻋﺎﻣﺮ، ﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ؟
ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺎﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﺻﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺑﺮﻳﺊ .
ﺣﺪﺛﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﺗﺒﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﺋﻼ :
ﺃﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﺷﺨﺺ ﺷﻮﻫﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ .
ﺃﺟﺎﺏ : ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ، ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﻠﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺟﺪﺍ ﺑﻘﺮﺏ
ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺧﺪﻣﺘﻪ .
ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺑﻌﻨﻒ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺼﺮﺍ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻗﺮﺏ ﻣﻨﺘﺼﻒ
ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﺗﻢ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺑﻬﺎ
ﺧﺪﻭﺵ ﻭﺟﺮﻭﺡ ﻭﺗﻨﻘﺺ ﺫﺭﺍﻋﺎ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ .
ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﻏﺪﺭﺕ ﺑﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺒﺐ ﻓﺰﻋﻪ، ﻭﺳﻴﺤﺪﺩ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺑﻌﺪ
ﻗﻠﻴﻞ، ﻟﻮ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺍﻵﻥ ﺳﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ .
ﺍﻧﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻀﺮﺏ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺬﻱ : ﻟﻘﺪ ﺣﺬﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻭﺣﺪﻩ، ﻳﺎ
ﺇﻟﻬﻲ، ﺳﻴﻈﻞ ﻳﻄﺎﺭﺩﻧﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻲ ...
ﺗﻌﺮﺽ ﻹﻏﻤﺎﺀﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﺗﻢ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﻭﻟﺤﻴﻦ ﻭﺻﻮﻝ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ .
ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﺪﻡ
ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﺰﻋﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻭﻳﺮﻓﻀﻮﻥ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻜﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ .
ﻭﺻﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ، ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻫﺒﻮﻁ ﺣﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ، ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻳﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ .
ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺣﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ، ﻟﻜﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﻢ ﺍﻧﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻬﻒ .
ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻭﻳﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ .
ﻣﺜﻞ ﺭﺍﺷﺪ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﺃﺟﺎﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺣﻜﻰ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻮﺩﺗﻪ
ﻟﻠﻤﻌﺴﻜﺮ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻬﻒ . ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﻠﻴﻼ ﻳﺴﺘﺠﻤﻊ ﺷﺘﺎﺕ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ
ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ :
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﻋﺎﻣﺮ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، ﺗﻌﺜﺮﻧﺎ ﻓﻲ
ﻣﺪﺧﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻛﺪﺕ ﺃﺳﻘﻂ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻧﻘﺬﻧﻲ، ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻠﻪ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺟﺪﻧﺎ
ﻣﻤﺮﺍ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻳﺔ، ﺛﻢ ﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﺃﺫﻫﻠﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ .
ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺟﻨﺪﻱ ﻳﺨﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻌﺠﻞ ﺟﺪﺍ، ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ
ﺭﺍﺷﺪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻭﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ .
ﺭﺟﻞ ﺳﺒﻌﻴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺃﻳﻀﺎ، ﺩﺧﻞ ﻣﻌﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﺗﺤﺖ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﻣﻨﻪ، ﺣﻴﺎﻫﻢ
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺣﻀﻮﺭﻩ، ﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺮﻳﺎﺕ ﻳﺘﻢ ﺇﺟﺮﺍﺅﻫﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﻜﻬﻮﻑ
ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺑﻬﺎ . ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺭﻳﺒﺔ ﺛﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻗﺎﺋﻼ :
ﺍﺳﻤﻊ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ، ﻧﺤﻦ ﻗﻮﻡ ﻧﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﻻ ﺩﺧﻞ ﻟﻨﺎ ﺑﺸﻲﺀ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻟﻠﺘﻬﺮﻳﺐ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﺘﺒﻌﻬﺎ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻋﺎﺩﺓ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻤﺨﺎﺯﻥ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺍﺩ ﺗﻬﺮﻳﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺸﺎﺀ
ﻭﺣﺪﺗﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻫﻢ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﻴﺮﻭﻧﻬﺎ ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ .
ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻬﺮﻳﺒﻪ؟
ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻛﻞ ﺷﻲﺀ : ﺁﺛﺎﺭ، ﻣﺨﺪﺭﺍﺕ، ﺳﻼﺡ، ﻋﺒﻴﺪ، ﻣﺴﺮﻭﻗﺎﺕ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ : ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻫﻨﺎ، ﻓﻜﻴﻒ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ .
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻨﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ، ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ، ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻫﻨﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻟﺘﻨﺘﻘﻢ ﻣﻤﻦ ﻗﺘﻠﻬﺎ، ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﺮﺿﺘﻢ ﻟﻈﻮﺍﻫﺮ
ﻏﺮﻳﺒﺔ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ . ﻫﺬﺍ ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻛﻬﻒ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ؟
ﺍﺭﺗﺒﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺠﺄﺓ، ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻭﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻩ .
ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻮﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﺭﺍﺷﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺣﺪﻳﺜﻪ .
ﺭﺍﺷﺪ : ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ؟
ﻓﺎﺟﺄ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻤﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﻌﺮﻓﻪ؟
ﺭﺍﺷﺪ : ﻟﻘﺪ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﻋﺎﻣﺮ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﺃﺛﺎﺭ ﺣﻨﻘﻨﺎ ﻓﺘﺮﺻﺪﻧﺎﻩ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻳﺼﻌﺪ ﻣﻊ ﻭﻟﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ
ﻭﻳﺨﺘﻔﻲ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺼﻌﺪ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻓﺮﺻﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻨﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ
ﻳﺤﺪﺙ .
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻜﻬﻒ، ﻓﻘﺪ ﺧﺸﻲ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻟﻴﺨﻔﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﺍﺷﺪ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺣﺪﻳﺜﻪ .
ﺭﺍﺷﺪ : ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻠﻤﻊ ﻓﻲ ﺭﻛﻦ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺗﺤﺖ ﺿﻮﺀ ﻫﻮﺍﺗﻔﻨﺎ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ،
ﺍﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﺷﻲﺀ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﻤﺜﺎﻻ ﺫﻫﺒﻴﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ، ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺃﺧﺬﻩ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻮﺟﺌﻨﺎ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺟﺜﺔ
ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻣﻼﺑﺲ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻋﺒﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻴﻜﻞ ﻋﻈﻤﻲ .
ﺍﺭﺗﻌﺪ ﻭﻋﻠﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺣﺪﻳﺜﻪ .
ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻬﻒ .
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺁﺧﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ، ﺗﺮﺟﻠﻮﺍ ﻭﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﺻﻌﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ .
ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻩ ﻟﻠﻜﻬﻒ . ﺑﺤﺜﻮﺍ ﻃﻮﻳﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ . ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻤﻠﻤﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺷﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺗﺮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻴﻞ . ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺑﺤﺜﺎ ﺻﺮﺥ ﻣﺠﻨﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ . ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻫﻪ ﻭﺗﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ
ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻭﺭﺍﺷﺪ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ . ﻫﺪﺃ ﺭﺍﺷﺪ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ .
ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﺎ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻭﻣﺤﻜﻤﺔ . ﻫﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺻﺮﺥ ﺭﺍﺷﺪ :
ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﺍ . ﻟﻘﺪ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺍﺕ . ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ . ﺃﺳﺮﻉ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻄﺮﻕ ﻋﻠﻴﻪ . ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ . ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺠﻨﺪﻳﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ . ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺷﺊ ﻣﺎ
ﺧﻠﻔﻪ . ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ . ﺻﺎﺡ ﺭﺍﺷﺪ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻓﺎﺟﺄﻩ ﻗﺎﺋﻼ : ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺪﻳﻨﻚ . ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺟﺪﺍﺭ ﻭﻫﻤﻲ . ﻫﻞ ﻟﻚ ﺩﻭﺭ ﺃﻧﺖ ﻭﻏﻴﺮﻙ
ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻫﺬﻩ . ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ . ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺪﻋﻴﻪ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ . ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﻗﻮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺗﻤﺸﻴﻂ
ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺟﻴﺪﺍ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ... ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﺭﺍﺷﺪ ﻟﻠﻜﻬﻒ . ﻣﻊ ﺁﺧﺮ
ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺿﻮﺀ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ . ﺻﺎﺡ ﺭﺍﺷﺪ : ﻫﺎ
ﻫﻲ . ﺛﻢ ﺃﺳﺮﻉ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻭﺍﻧﻜﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ . ﺍﺭﺗﺎﺡ ﻗﻠﻴﻼ ﺭﻏﻢ
ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ .
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻌﺔ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ . ﺣﺴﺐ
ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻪ ﺩﺧﻞ ﺃﻭﻻ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻭﺗﺄﻣﻴﻨﻪ . ﻧﺰﻝ
ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻮﻥ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺭﺍﺷﺪ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻗﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺒﻮﻁ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻛﻠﻪ . ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻟﻠﻜﻬﻒ . ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﺤﻴﻂ
ﺑﺠﺜﺔ ﺍﻟﻤﺠﻨﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ . ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺭﺍﺷﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺛﺒﺖ ﺻﺪﻕ ﻛﻼﻣﻪ . ﻧﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻗﺎﺋﻼ :
ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺘﻚ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻫﻨﺎ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺩﺧﻞ ﻟﻜﻢ
ﺑﻬﺎ .
ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﺜﺔ . ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺮﺍﺷﺪ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﺭﻋﺐ : ﺃﺧﺮﺟﻮﻧﻲ
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ . ﺳﻮﻑ ﺃﻣﻮﺕ . ﺃﺧﺮﺟﻮﻧﻲ . ﺳﻴﻄﺮ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺻﺮﺥ ﻓﻲ
ﺣﺰﻡ : ﻓﻠﻴﺜﺒﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ . ﻣﻦ ﺳﻴﺘﺤﺮﻙ ﺳﺄﺣﺎﻛﻤﻪ . ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺑﺈﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ..
ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺻﻮﺗﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ . ﺳﻘﻂ ﺭﺍﺷﺪ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺎﺩ ﺍﻟﻬﺮﺝ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺝ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ . ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻓﺎﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ . ﻧﻈﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺤﻔﺮﺓ
ﺩﺍﺋﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻧﺴﺒﻴﺎ . ﺻﺎﺡ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ . ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﻔﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ . ﺃﻟﻘﻰ ﺣﺠﺮﺍ ﻓﺴﻤﻌﻮﺍ
ﺻﻮﺗﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ . ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ﻟﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ . ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﻱ ﻋﺒﺚ ﺑﺎﻟﻜﻬﻒ . ﻃﻠﺐ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺁﻟﺔ ﺣﻔﺮ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻜﻬﻒ .
ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺻﻮﺗﺎ ﻗﺎﺩﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ . ﺻﺮﺥ ﺭﺍﺷﺪ . ﺛﺒﺖ ﺍﻟﺒﻌﺾ . ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺼﻮﺕ، ﺑﺪﺃ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ . ﻟﻤﺢ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﺭﺃﺱ
ﺛﻌﺒﺎﻥ ﺿﺨﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ . ﺧﺮﺝ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .
ﺻﺎﺡ ﻓﻴﻬﻢ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ . ﺇﻧﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﺛﻌﺒﺎﻥ . ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺳﻨﻜﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ . ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻭﺛﺒﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻛﻠﻪ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ .
ﻓﻮﺟﺌﻮﺍ ﺑﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺴﻜﺮ . ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ
ﻣﻐﻠﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ . ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺧﻼﺀ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﻮﺭﺍ . ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺩ
ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ :
ﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻣﻠﻚ ﻹﺣﺪﻯ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺠﻦ، ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﺎ ﺧﺮﻭﺟﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﻣﺴﺎﺀ
ﺍﻟﻐﺪ . ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ : ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺟﺪﺍ ﺍﻥ ﻟﻠﺠﺒﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻛﻢ . ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﺋﻼ : ﺗﻘﺼﺪ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ . ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺗﻤﻮﻩ ﻟﻪ ﺩﺧﻞ ﺑﻬﺎ . ﻭﺳﺘﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻴﺖ ﻣﻨﺬ
ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ . ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺤﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ . ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺤﺪﻳﺜﻬﻢ .
ﺣﺬﺭﻭﻩ ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ . ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ . ﺑﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ . ﻭﺟﺪﻭﻫﻢ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ . ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺷﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺬﻳﺎﻥ .
ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ
ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ . ﺃﺧﺬ ﻳﺮﺩﺩ : ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺎﺩﻡ . ﺳﻴﻌﺬﺑﻮﻧﻨﺎ . ﺳﻴﻄﺎﺭﺩﻭﻧﻨﺎ .
ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻗﺎﺋﻼ : ﻟﻮ ﺍﺿﻄﺮﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﻒ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﺴﺄﻓﻌﻞ . ﻻﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﺑﻴﻨﻨﺎ .
ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ . ﺻﻌﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻠﻪ . ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩ ﺑﻨﺴﻒ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻠﻪ ﺑﻌﺒﻮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺿﺒﺎﺏ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ . ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻣﺘﺨﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻲ . ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻋﻠﻰ
ﺣﺎﻟﻪ . ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻨﺴﻒ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ... ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺿﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻬﻒ .
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻫﺒﻮﻃﺎ ﺣﺎﺩﺍ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ . ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ . ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﻔﺎﺟﺄﺗﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺜﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﺿﺨﻢ ﺛﻢ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺟﺜﺘﻪ . ﺗﺤﺘﻪ
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻌﺼﻮﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺪﺧﻞ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﺰﻳﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ . ﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻣﺘﺼﻞ ﻭﺟﺪ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ . ﺃﻣﺮ ﺑﻨﺴﻔﻬﺎ . ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺿﻴﻘﺎ .. ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ . ﺟﺪﺍﺭ ﺁﺧﺮ . ﺗﻢ
ﻧﺴﻔﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎ . ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺑﻴﺖ ﻣﻬﺠﻮﺭ . ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ . ﻭﺿﺤﺖ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ . ﺃﻣﺮ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﺑﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ . ﻭﺳﻂ ﺍﻧﺪﻣﺎﺟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ . ﻓﻮﺟﺌﻮﺍ ﺑﺎﻧﻔﺠﺎﺭ ﺿﺨﻢ ﻳﻬﺰ ﺍﻟﺠﺒﻞ . ﺳﺎﺩ ﺍﻟﻬﺮﺝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ . ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻘﻴﺎﺩﺍﺗﻪ
ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺰﺍﺕ . ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻋﻨﺪ
ﺭﺍﺷﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﺷﺪﻩ ﻗﻠﻴﻼ . ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ :
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﻓﻪ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ؟ ﻟﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻥ ﻋﺎﻣﺮ ﺗﻮﻓﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺪﻏﺔ
ﺛﻌﺒﺎﻥ . ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻭﻗﺘﻠﻨﺎﻩ . ﺃﻧﺖ ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﺩﻣﻪ . ﻭﺣﺘﻰ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻜﻢ ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﺳﻨﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻨﻬﺎ ﻧﻈﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺳﻼﺡ ﻭﻛﻨﻮﺯ ﻣﻬﺮﺑﺔ . ﺗﻢ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻭﺷﻴﺨﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﺇﺻﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ . ﺳﻴﺘﻢ ﺗﺴﺮﻳﺤﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻟﻈﺮﻭﻓﻚ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻚ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻣﺆﻫﻠﻚ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺘﻚ . ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺷﺊ
ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ . ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﺳﺮ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻚ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻪ .
ﻛﺎﻥ ﻣُﺤﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺁﺧﺮ . ﻳﺘﻤﺘﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﺗﺮﺩﺩﻳﺔ :
ﻟﻦ ﻳﻨﺠﻮ ﺃﺣﺪ . ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﺟﺜﺘﻪ ﻳﺤﺬﺭﻛﻢ . ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺳﺘﺮﻭﻧﻪ . ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻪ ﺳﻴﻘﺘﻠﻜﻢ . ﻟﻦ ﻳﻨﺠﻮ
ﺃﺣﺪ . ﻟﻦ ﻳﻨﺠﻮ ﺃﺣﺪ