في ثغرها عنبٌ في كفها لهبُ
في صوتها عتبٌ في عينها غضبُ
قالت تخاطبني: إن كنتَ تعشقني
فاحمل عنائي منك القلب مُضطربُ
وامسح دموعيَ فالأحزان تسكبها
في نهرِ حبكَ والأشواقُ تلتهبُ
والخدُّ ورّدَ لا زهراً ولا ثمراً
لكنْ حياءً فمنكَ الوردُ يُختضَبُ
والقدُّ مُلكُكَ يا مَلُكي وأمنيتي
والسيفُ بُعدُكَ والأرواحُ تنجذبُ
قلتُ: انظريني أيا لحنا بقافيتي
هل يهجرُ القلبُ أضلاعاَ بها يجبُ
هل يتركُ النهرُ مجرى بات يسكنه؟
هل تتركُ العينُ ناساً سعدَها وهبوا
وهل تُسَرُّ عيوني من مشاهدةٍ
إنْ لم تعانقْ نسيماً منكِ يقتربُ؟
يا ذاكرَ الحربِ عُجْ بالليلِ ناسيها
كيما نغني لسلمِ غابَ يُستلبُ
ذكري لحبي دواءٌ للدموعِ فما
ذكرُ المدافعِ يغنيني ولا النُّوَبُ
قلبي مَزارعُ بالآمالِ أزرعُها
إن شئتَ أقبلْ كفانا همُّ ما سَلبوا
العزُّ والخيرُ والأمجادُ تُستلبُ
حينَ العروبةُ في الأعرابِ تُنتهبُ