انسَيْ همومَكِ يا رفيقةُ وارفعي
للسَّعدِ في صحرا الحياةِ لواءا
كيما تثورَ زلازلٌ مِنْ ضحكةٍ
فتزيحَ مِنْ دربِ الوئامِ بلاءا
تخشى المصائبُ مِنْ عطورٍ غنائنا
فتُحيلُ صوتاً للأنينِ غناءا
إنَّ التفاؤلَ يستفيقُ ببسمةٍ
فارسمْ بثغرِكَ ما يضيءُ سماءا
يومي مع الأيامِ ماضٍ ذِكرُهُ
فلتكسُ أيامي الزَّمانَ بهاءا
يا حلوُ ألهمني لأصنعَ عالماً
ليكونَ مِنْ شكوى الهمومِ براءا
والسعدُ رائعُ لو وُهِبنا فُسحةً
كيما نعيشَ بروعةٍ سعداءا
الشمسُ تطلُعُ مِنْ عبيرِ كلامِكمْ
بالحُبِّ تُشرقُ أو تفوحُ ضياءا
إني لأضحكُ يا صديقي عاشقاً
للنيلِ في دنيا الفكاهةِ ماءا
قومٌ بنَوا دنيا برائعِ وُدّهمْ
ما غيرُ وُدٍّ قدْ يُقيمُ بناءا؟
أمّا الجَمالُ فباردٌ يروي الحشا
وكماءِ ثلجٍ أنعشَ الصَّحراءا
بالقربِ منها سوفَ أقعدُ ناظِراً
فعسى النسائمُ أنْ تصيرَ هواءا
ويطيرَ قلبي خلفَ موجِ ثيابِها
وإذا غرِقتُ فلا أريدُ عزاءا