ﻓﻲ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠّﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺤﺎﺭﺍﺕِ ﻭﺍﻷﺯﻗّﺔ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻣﻦ ﺭﻭّﺍﺩﻫﺎ، ﻭﺩﺑﻴﺐُ ﻛﻌﺐِ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﻴﺮﻱ ﻟﺨﻔﻴﺮِ
ﺍﻟﺪّﻭﺭﻳﺔِ ﻳُﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥٍ ﺑﻌﻴﺪٍ، ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺎﺻﻴﺔِ ﺍﻟﺸّﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﺣﻤﺎﻣﺔٌ ﺧﺎﺭﺝ ﻋُﺸﻬﺎ ﻗﺎﺻﺪﺓً
ﺗﻘﻠﻴﺐَ ﺍﻟﺒﻴﺾ .
ﻳﺼﻴﺢ ﺍﻟﺨﻔﻴﺮ ( ﻫﺎ .. ﻣﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ ) ﻛﻲ ﻳﻘﻠﻊَ ﻣﺎ ﺗﺴﺮّﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﺰﻉ .
ﺃﺭﺧﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺿﻴﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔِ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﺘﺤﻞُ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺍﺕِ
ﻭﺍﻷﺯﻗّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈّﻼﻡ ﺍﻟﺒﺎﻫﺖ .
ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺒﺔٍ ﻃﻮﻳﻠﺔٍ، ﺳﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ .. ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺘﺎﻋَﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ؛ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﺴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺣﺮﻡ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؛ ﻣﺤﻞ ﻋﻤﻠﻪ، ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖْ ﺑﻪ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺴّﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳّﺔ ﻓﻲ
ﻣﺤﻄّﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ .
ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ( ﺍﻟﻜﻮﺑﺮﻱ ) ﺍﻟﻮﺍﺻﻞِ ﺑﻴﻦ ﻛﻮﻣﺔ ﺍﻟﺪّﻳﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻤﻤﻬّﺪ ﺍﻟﺮّﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ .
ﺗﻠّﻘﺎﻩ ﺍﻟﺨﻔﻴﺮ ﺑﺎﻟﺘّﺮﺣﺎﺏ .. ﺷﺪّ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ .. ﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻳﻠﺘﻘﻂُ ﺃﻧﻔﺎﺳَﻪ ﻭﻳﺴﺘﺮﻳﺢُ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻪ .
ﺑﺤﺮﻛﺔٍ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺿﻴﺔٍ ﺃﺧﺮﺝ (ﻣﺠﺪﻱ ) ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺐ ﺍﻟﺪّﺍﺧﻠﻲ ﻟﻤﻌﻄﻔﻪ ﺍﻟﺠﻠﺪﻱ ﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﻠﺒﺔ
ﺍﻟﺴّﺠﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﺪﻑ .. ﻓﺘﺤﻬﺎ .. ﻧﺎﻭﻟﻪ ﺳﻴﺠﺎﺭﺓً، ﻭﺇﻣﻌﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮﻳّﺔ ﺃﺧﺮﺝَ ﺍﻟﻘﺪّﺍﺣﺔ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒّﺔ، ﺃﺷﻌﻞَ
ﺍﻟﺴّﻴﺠﺎﺭﺗﻴﻦ .
ﻓﻴﻄﻤﻊ ﺍﻟّﺬﻱ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺮﺽُ، ﺃﺧﺬﺗَﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺗﻄﺎﻳﺮ ﺍﻟﺪّﺧﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻴﻬﻤﺎ .
ﺣﺪّﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺮّﺍً : ﺃﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ (ﻣﺠﺪﻱ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﻴﻤﻪ ) ﻛﻼﻑ ﻣﻮﺍﺷﻲ ﺍﻟﻮﺳﻴّﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴّﺎﺑﻖ؟ .
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﻊ ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻄﻰ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ .
ﻟﻢ ﺗﻄُﻞ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ؛ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻛﻞّ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ؛ ﺣﻤﻞ ﺣﻤﻠﻪ .. ﺩﻟﻒَ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓِ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻠﺔ
ﺣﻴﺚ ﺩﺍﺭ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟّﺘﻲ ﺗﺴﺪّ ﻋﺮﺽَ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ .
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻟّﺎ ﺧﻄﻮﺍﺕٍ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓً ؛ ﺗﻌﺜَﺮﺕ ﻗﺪﻣَﺎﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺣﺠﺮَ ﺍﻟﻄّﺎﺣﻮﻥ ﺍﻟﺼﻮّﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢّ ﺍﺳﺘﺒﺪَﺍﻟﻪ
ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﻗﺪﻳﻤﺎً .. ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺤِﻤﻞ ﻋﻦ ﻛﺘﻔِﻪ، ﻟﻢ ﻳﺒﺎﻝِ ﻟِﻢَ ﺳﻘﻂ ؛ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻢُ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﻳﺘﻌﺪَﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺷﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻤﺘّﺴﺨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﺯﻫﻴﺪﺓِ ﺍﻟﺜّﻤﻦ .
ﺍﻧﺤﻨﻰ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸّﻴﻠﺔ .. ﺇﺫﺍ ﺗﺄﻭﻫﺎﺕٍ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻗﺪﻣﻴﻪ .. ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺭِﻋﺪﺓ، ﻋﻨﺪّﻣﺎ ﺁﻓﺎﻕ .. ﻭﺟﺪَ
ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺎﺭﻳﺎً ﻛﻤﺎ ﻭﻟﺪﺗَﻪ ﺃﻣّﻪ