بريق
غرقت فيها ؛ عشت مع كل حرف تكتبه في رواياتها ؛ جعلتها سيدة منامي ويقظتي ؛أغرق في قصصها عن الحب وحروفها العذبة التي تنثرها على صفحتها وتنال إعجاب الملايين وتعليقات الآلاف ؛ حلمت لو ألقاها مرة واحدة وأموت ؛ ها أنا أجلس قبالتها على طاولة واحدة . بعد أن جمعت كل رصيدي وقصصت به تذكرة لأحضر حفل توقيع كتابها الأخير ؛ تأملت عينيها وهي تبتسم لمن يحيها ثم تعود لفوضى مشاعرها بين حزن مفاجئ وابتسامة باهتة كنت أظن أن العيون خلقت ليرى صاحبهما ما حوله ؛ ولكني بعد أن قضيت لحظات متأملا عينيها اكتشفت أننا نرى الناس من خلال عيونهم ‘ وكأنهما نافذتان نطل من خلالها على أرواحهم ؛ لم أعثر وأنا أطل عليها من تلك النافذة ما يدلني إلى أي شيء يمكن النفاذ إليه .
يد تحكم قبضتها على رقبتي عجزت عن التقاط أنفاسي ؛ نهضت من أمامها بحثا عن هواء نقي ؛ لم تنتبه لمغادرتي! كانت عيونها معلقة بمن يدخل ويخرج ومن يقلب في كتبها المرصوصة بأعداد ضخمة على أرفف المعرض ؛ اتصلت بزوجتي التي لا أتحمل عفويتها وغضبها السريع وتعجبها وهي تجلس بجواري من مناظر في الطريق تبدو طبيعية لكل البشر حتى الأطفال ؛ ردت بعفويها التي كنت أمقتها : عامل إيه ؟ وفقت في الشغل؟ البس كويس واتغطى كويس وقلل من التدخين . ولم يفتها أن تملي عليّ قائمة من الطلبات .
في منتصف كلمة أغلقت الجوال وأكملت النصف الآخر من الكلمة بدمعتين . عدت لطاولة في المعرض جلست أرقب نجمتي اللامعة ؛ بدت تجاعيد وجهها التي حاولت أن تخفيها بألوان المساحيق وكأنها شوارع بها أثار أقدام رجال لا حصر لهم . فتحت صفحتي بالفيس ؛ قرأت كلماتها التي أرفقتها بصورة طبيعية خلابة . أزلت علامة إعجابي ؛ ضغطت بيدي لإلغاء الصداقة ولكني لم أستطع .