ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ... بقلم الكاتب المصري إيهاب بدوي - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻜﻢ .
- ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﺼﺪ؟
- ﺃﻗﺼﺪ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺟﻴﺪﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﻚ .
- ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻝ؟
- ﺑﻞ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
- ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ .
- ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻀﻼ ﻻ ﻳﺪ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﻄﺎﻟﺒﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺑﺄﻥ ﺃﺣﺘﺮﻡ ﺃﻧﻚ ﺍﻷﻛﺒﺮ
ﻣﻨﻲ . ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﻻ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ .
- ﺃﻧﺖ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺣﺪﻭﺩﻙ .
- ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻌﺪﻯ ﺣﺪﻭﺩﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ . ﻣﺎﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻟﻚ .
- ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻚ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻚ ﺣﻘﻘﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ !
- ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻟﻢ ﺃﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ .
- ﺇﺧﺮﺱ . ﻫﻞ ﺗﻈﻨﻨﻲ ﻓﺎﺷﻼ؟
ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺨﺸﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺮﺍﺷﻖ :
- ﻫﻮ ﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ .
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻏﻀﺐ ﻋﺎﺭﻡ :
- ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺇﺫﻥ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ؟ ﻛﻠﻜﻢ ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻘﻔﻮﻥ ﺿﺪﻱ . ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﺣﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﺗﻐﺘﺮﻓﻮﻥ ﻣﻨﻪ؟
ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺗﺮﻫﺎ :
- ﻛﻨﺎ ﻧﻨﺼﺤﻚ .
- ﺃﻳﺔ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺼﺪﻳﻨﻬﺎ ! ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻫﻤﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻨﻪ . ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻀﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ
ﺃﻭﻻﺩﻱ . ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻴﻦ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺟﺪﻛﻢ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺗﻌﺎﺗﺒﻮﻧﻨﻲ ﻭﺗﺴﻨﻮﻥ ﺧﻨﺎﺟﺮﻛﻢ .
ﻋﺎﺩ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻐﺮﻩ ﺑﻌﺪﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﺨﻴﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺣﺬﺭًﺍ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻨﺎ .
ﻋﺎﻭﺩﻩ ﻏﻀﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﺻﻒ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺃﻧﺖ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺣﺪﻭﺩﻙ .
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ . ﺭﻏﻢ ﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺍﻷﻡ ﺑﻌﻴﺪﻫﺎ . ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺠﺔ .
ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺍﻷﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﻭﺭﺣﻠﺖ ﺑﺬﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﺪﻡ . ﺍﻧﻘﺴﻢ
ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻳﻘﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺧﻮﻳﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻷﻡ ﺑﺬﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ . ﻓﺮﺣﺖ
ﺑﺎﻟﻔﺴﺘﺎﻥ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻟﺰﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻦ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ .
ﺍﻛﺘﺸﻔَﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺒﺮﻫﺎ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ . ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﺰﻓﺎﻓﻬﺎ .
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ . ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺖ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻬﺎ . ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ .
ﻟﻢ ﺗﻜﺪ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣًّﺎ ﻟﺨﻤﺴﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺩﺧﻞ ﺿﻌﻴﻒ
ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺿﻴﻘﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .
ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﻧﻈﺮَﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﻤﺮﻫﺎ . ﻛﻢ ﻣﺮﺁﺓ ﻛﺴﺮﺗﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻠﻐﻬﺎ ﺑﻌﻤﺮ
ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺍ . ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺾ . ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ . ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻦ
ﺃﺟﻠﻬﻢ . ﺗﻬﺒﻬﻢ ﺯﻫﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﺤﺮﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺘﻌﺔ ﻷﺟﻠﻬﻢ .
ﻛﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﻬﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻟﻴﻨﺎﻡ ﺃﺣﺪﻫﻢ . ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ .
ﻛﺒﺮﻭﺍ . ﺗﺼﻮﺭﺕ ﺃﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻗﺪ ﻣﺮﺕ ﻭﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺼﺎﺩ . ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻤﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻝ . ﻛﻠﻤﺎ
ﻛﺒﺮﻭﺍ ﺻﻌﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺃﻋﺒﺎﺅﻫﺎ . ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﺨﺸﻮﻩ ﺃﻭ ﻳﻘﻔﻮﺍ ﻟﻪ . ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻷﺧﻴﻪ . ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻋﺪﻭﻯ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻷﺏ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﻔﻀﻴﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ . ﺭﻏﻢ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﻟﻠﻢ ﺍﻟﺸﻤﻞ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ . ﺇﻻ ﺃﻥ ﺣﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍ . ﺳﺘﻮﻥ ﻋﺎﻣًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻬﻢ
ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﺳﺘﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﺁﻻﻡ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺃﻓﺮﺍﺡ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ . ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﺑﻨﻬﺎ
ﺍﻷﻛﺒﺮ . ﺍﺣﺪﻯ ﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺑﻄﻔﻞ ﻣﻈﻠﻮﻡ . ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺿﻴﻘﺎ ﻭﺿﻐﻮﻃًﺎ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ . ﻟﻜﻦ . ﻣﺎ ﺫﻧﺒﻬﺎ ﻫﻲ؟
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ . ﻫﻞ ﻫﻮ ﻋﻘﺎﺏ ﺇﻟﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﺠﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ؟ ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻛﺎﻥ ﺣﺒًّﺎ ﺻﺎﻣﺘًﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ . ﺃﻱ ﺫﻧﺐ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﻪ ﺁﻻﻣًﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻃﻮﺍﻝ
ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ؟ ﻫﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻋﻘﺎﺏ؟ !
ﻳﺎﺇﻟﻬﻲ ...
ﺻﺮَﺧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﺣﻴﻦ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻨﻔﻌﻠًﺎ ﻟﻴﻬﻮﻱ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ
ﻓﻲ ﺟﻨﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺳﻜﻴﻨًﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺿﺮﺏ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺰﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﻪ . ﺧﻠَّﺺ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤَّﻞ . ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ . ﻧﻈﺮﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ . ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻼ ﻗﻤﺮ ﺃﻭ ﻧﺠﻢ . ﻟﻴﻠﺔ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﻭﺳﻄﻮﺓ . ﺃﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺣﺴَّﺘﻬﺎ . ﺇﻧﻪ
ﺣﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﺮ . ﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻫﺒﺎﺀًﺍ .
ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺪﻣﻮﻋﻬﺎ ﺗﻐﻄﻲ ﺟﺮﺍﺡ ﻋﻤﺮﻫﺎ . ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ . ﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ
ﻭﻧﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺍﻷﻳﻤﻦ . ﺗﺠﻤﻌﺖ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ