ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﺎﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺑﺎﻟﺰﻫﻮﺭ ﻭﺑﻄﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻭﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﻋﺼﺎﺋﺮ
ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ،ﻋﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﺼﻘﺮ ﻣﺪﺭﺏ . ﺇﺧﺘﺮﺕ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻇﻠﻴﻼ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ
ﻭﺍﺭﻓﺔ،ﺃﺯﺣﺖ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺩﻋﻮﺕ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ . ﺗﻮﺭﺩﺕ ﻭﺟﻨﺘﺎﻫﺎ ﻛﺸﻔﻖ ﻣﺤﻤﺮ ﻭﺷﻜﺮﺗﻨﻲ
ﺑﺈﻳﻤﺎﺀﺓ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ .ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﻳﺪﺍﻋﺐ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﻲ . ﺧَﺪَﺭ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻰ
ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻲ .ﺃﺟﻠﺲ ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ . ـ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻴﻞ . ﺗﺒﺘﺴﻢ : ـ ﺇﻧﻪ ﺟﻤﻴﻞ ﺣﻘﺎ .
ﺃﻋﺘﺪﻝ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻲ،ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻬﺬﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ . ﻟﻮ ﺷﺎﻫﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻌﺎﺭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ
ﻟﻨﻈﺮﺇﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻕ . ﻛﻴﻒ ﻟﻤﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻓﻲ
ﻋﺰ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ؟ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻮﺭﻉ؟ .. ﺃﻧﻈﺮ ﺧﻠﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺑﺲ ﻓﺎﻃﻤﺔ،ﺃﻧﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﺍﺣﺘﺸﺎﻡ
ﻇﺎﻫﺮ،ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ،ﻧﻄﻠﺐ ﻋﺼﻴﺮﻳﻦ ﺑﺎﺭﺩﻳﻦ،ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺫﻫﺎﺑﻪ،ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻋﺮﻕ ﺑﺎﺭﺩ
ﻳﻨﻔﺠﺮ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻡ ﺟﻠﺪﻱ،ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺃﺗﻤﺎﻟﻚ ﺃﻋﺼﺎﺑﻲ ﻭ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻲ . ﻛﻴﻒ ﻟﻜﻮﻣﺔ
ﻋﻀﻼﺗﻲ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻌﺶ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ؟ﺃﻡ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻱ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻜﻨﻲ؟ . ﻳﻘﻄﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺣﺒﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ،ﺑﻴﺪ ﻣﺪﺭﺑﺔ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ،ﺃﺷﻜﺮﻩ، ﺃﺭﺗﺸﻒ ﺭﺷﻔﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺃﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻓﻲ
ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ،ﺗﺠﻴﺒﻨﻲ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺘﻔﻮﻗﺔ ﻛﻌﻬﺪﻫﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ،ﺃﻫﻨﺌﻬﺎ ﺑﺼﺪﻕ، ﻭﺗﺘﺪﻓﻖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺷﻼﻻ
ﻣﻦ ﻓﻤﻲ،ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ، ﻭﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺍﻟﻮﻃﻴﺪﺓ ﺑﺄﺧﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ،ﻋﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ
ﻓﻴﻬﺎ،ﻭﻋﻦ ﺇﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻲ ﻷﺧﻼﻗﻬﺎ ﻭﺳﻌﺔ ﻋﻠﻤﻬﺎ . ﺳﺮﻭﺭ ﻳﻀﻤﻨﺎ ﻛﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﺗﺤﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﻗﻨﺪﻳﻞ،ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ
ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻓﻨﻀﺤﻚ ﻣﻞﺀ ﺃﺫﻧﻴﻨﺎ ﻛﻄﻔﻠﻴﻦ ﺻﻐﻴﺮﻳﻦ،ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﻄﻴﺮ ﻣﺮﻓﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ
ﻭﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﺬﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ،ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻴﺸﻬﺪﺍ ﻏﺮﻕ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻛﺸﻤﺲ
ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ،ﻟﻢ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻏﺎﻣﺮﺓ ﺗﺘﻤﻠﻜﻨﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﺧﻄﻄﺖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ،ﺣﺪﺛﺖ
ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻲ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ،ﺭﺣﺐ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮﺓ،ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ
ﻭﻣﻜﺎﻧﻪ ،ﺣﺘﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺨﻄﻮﺑﺔ ﺇﺷﺘﺮﻳﺘﻪ ،ﻓﻘﻂ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ . ﺗﺤﺴﺴﺖ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ ﻭﺗﻨﻬﺪﺕ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ،ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﺒﺎﺩﻟﺘﻬﺎ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻡ،ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ
ﺣﻠﻘﻲ ﺗﺄﺑﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ،ﺷﻌﺮﺕ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﻥ ﺯﺑﺎﺋﻦ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ،ﺍﻟﻜﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻣﺮﻱ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺇﻓﺼﺎﺣﻲ ﻋﻦ ﻣﻜﻨﻮﻥ ﺻﺪﺭﻱ . ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺁﻣﺎﻝ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ
ﻭﺍﻹﻧﻜﺴﺎﺭ . ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻲ ﻭﻳﺴﺮﻱ ﻋﺒﺮ ﺟﺴﺪﻱ ﻛﻠﻪ،ﺗﻤﺎﻟﻜﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ
ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ،ﺇﺳﺘﺄﺫﻧﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺴﻞ ﻟﻐﺴﻞ ﻳﺪﻱ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ
ﺃﺧﻴﺮﺓ ﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺍﺳﺘﺠﻤﺎﻉ ﻗﻮﺍﻱ ﻭﺗﻬﻴﺌﻲ ﻟﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ،ﻋﺪﻟﺖ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻭﺭﺳﻤﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﻋﺪﺕ . ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻛﺄﻣﻴﺮﺓ ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ،ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ، ﺳﻌﻴﺪﺓ،ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ
ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺣﺎﻟﻤﺔ ،ﺧﻄﻮﺓ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ،ﻭﺧﻄﻮﺓ ﺳﺎﺑﺤﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ،ﺇﻧﺪﻫﺸﺖ ﺃﻥ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ
ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ،ﺃﻧﻬﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻗﺔ،ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺤﺒﻮﺭ : ـ ﺗﺼﻮﺭ،ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻲ .!! ﻫﻨﺄﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﭐﺳﺘﺒﺪ ﺑﻲ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ،ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﻓﺮﺍﺣﻲ
ﺑﺪﺭ ﻣﻜﺘﻤﻞ ﺗﺘﻘﻠﺺ ﺇﻟﻰ ﻫﻼﻝ