ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺻﻼﺡ ... ﻣﺼﺮ ﻋﻦ ﻗﺼﺘﻪ ﻛﻨﺰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻛﻨﺰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﺍﻟﻌﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﻭﺍﻟﺪﻱ، ﻳﺒﻴﻊ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻳﺎﺭﺓ . ﻟﻪ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﺭﺗﻄﻤﺖ ﺑﺴﻘﻒ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻟﻜﻨﻪ
ﻟﻜﻲ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻻﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻖ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺣﻴﻦ ﺑﺸﺮﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻟﻪ ﻭﺟﺪ
ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺟﺪﻧﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ .
ﺑﻌﺪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ، ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﺑﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ . ﻭﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺬﻫﺐ ﻓﻲ
ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺘﺴﺘﻐﺮﻕ ﺇﺳﺒﻮﻋﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ؛ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻭﻧﻘﺘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﻣﻌﻪ ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻛﻨﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﻗﺎﺻﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻠﺔ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ
ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﻤﺄﻧﻪ .. ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﺤﻔﺮ ﺑﺌﺮ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺳﻨﺠﺪ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ
ﺗﺮﺷﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻭﻫﻲ ﺣﺠﺮ ﺑﺮﺅﻭﺱ ﻣﺴﻨﻮﻧﺔ . ﺍﺷﺘﻐﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺨﺮﺝ
ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ . ﻗﻠﺖ ﻣﻤﺎﺯﺣﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﻫﻞ ﻧﺤﻔﺮ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﻟﻨﺠﺪ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺃﻡ ﻟﻨﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻤﻚ . ﺧﻄﻒ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﺣﺠﺮﺍً ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﺑﺮﺃﺱ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎ ﻟﻤﺴﻪ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺻﺎﺭ ﻧﺎﺭﺍً ﺑﻴﻦ
ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﺮﻕ . ﺍﺗﺠﻬﻨﺎ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻧﺤﻔﺮ ﻧﻔﻘﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻤﺮﻭﺭﻧﺎ ﺭﺍﻛﻌﻴﻦ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻼﻡ
ﺑﺎﻟﻔﻮﺍﻧﻴﺲ، ﻛﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺣﺠﺮﺍً ﺳﺮﻧﺎ ﺧﻠﻔﻪ . ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺍﻵﻥ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻭﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ . ﻫﻞ ﺍﻟﺠﺪ ﺫﻛﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ؟ . ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺜﺮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﺰﻩ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﺗﺮﻙ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ؟ . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﺮﺃﺳﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺳﻨﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ . ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻮﻏﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎ ﻣﺮﻋﺒﺔ، ﺍﻧﻄﻔﺄ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻔﺎﻧﻮﺱ ﻓﺠﺄﺓ، ﻓﺼﺎﺡ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ : ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻌﻚ ﺃﺭﻧﻲ ﺭﺟﻮﻟﺘﻚ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻳﺼﺮﺥ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ . ﻋﺎﺩ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻔﺎﻧﻮﺱ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﺸﻌﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﺎ، ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻧﻬﺮﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻛﻠﻨﺎ ﻧﺘﺴﻠﻖ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ . ﺑﺪﺃ ﻳﻘﺺ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ
ﻣﺎ ﺭﺃﻯ . ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎ ﻣﺨﻴﻔﺎ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻧﺎﺭﺍ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻠﺘﻬﻤﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎ
ﺿﺨﻤﺎ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ . ﻭﺣﺪﻱ ﻟﻢ ﺃﺭَ ﺷﻴﺌﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻛﻤﻠﻨﺎ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻔﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺭﺗﻄﻤﺖ ﺃﺩﻭﺍﺗﻨﺎ ﺑﺠﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻨﻬﺎﻝ
ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻨﺎ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻴﻦ . ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺳﺮﻳﻌﺎ .
ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ، ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺇﻻ ﻟﺮﺟﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺰﻡ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻓﻲ
ﺍﻷﺳﻔﻞ . ﺿﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﻓﺄﺗﺖ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻱ .. ﺍﻟﺘﻘﻄﺖُ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ . ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﺎﻧﻮﺳﻪ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻣﺎ
ﺇﻥ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺿﻮﺀ ﻓﺎﻧﻮﺳﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ . ﺧﺮﺝ ﻣﻬﺮﻭﻻ
ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺻﻔﻌﺎﺕ . ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻪ ﺛﻢ ﺳﻘﻂ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ . ﺗﻤﻠﻜﻨﺎ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻠﻦ
ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ، ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ .
ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﻨﺎ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﻨﺎ ﻓﻠﻢ ﻧﺠﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﻟﻴﺤﻀﺮ
ﺭﺟﻼ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺰﻡ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺎﻷﺳﻔﻞ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ .
ﺫﻫﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﺄﺣﻼﻣﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ . ﺣﻴﻦ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﺍﻷﻣﻞ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﻓﻠﻢ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻭﻻ
ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻭﻻ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﻭﻻ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ .. ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻋﺮﻕ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ