ﻣﺴﺦ.. بقلم الكاتبة التونسية صالحة بورخيص- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻳﻘﻔﺎﻥ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮِّﻳﻦ ﺑﻠﺒﺎﺳِﻬﻤﺎ ﺍﻷﻧﻴﻖ .. ﻫﻲ ﺗﺮْﻓﻞ ﻓﻲ ﺛﻮﺏ ﺃﺑﻴﺾ ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ " ﺑﺪﻟﺔ" ﺟﻤﻴﻠﺔ ..
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻳﺘﻮﺳﻄﻦ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻐﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺳﻂ ﻫﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻭ
ﺍﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻸ ﺍﻷﺭﺟﺎﺀ .. ﺍﻧﻪ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺨﻄﻮﺑﺔ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﺷﺮﻳﻂ ﺑُﺚَّ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ"ﻓﻴﺲ ﺑﻮﻙ .."
ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻄﻮﺑﺔ ﺷﺎﺏ ﻭﻓﺘﺎﺓ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ ﺇﺫ ﺃﺭﻯ
ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻃﻔﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﺍ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ .. ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﺮﻳﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﻣﻼﺀﺍﺕ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻘﻠﻪ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮ ﻋﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻵﺧﺮ ﺗﺒﺪﺭ
ﻣﻨﻪ ﺗﺼﺮّﻓﺎﺕ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺗﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ..
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﺘﺒﺪﻭ ﻧﺸﻴﻄﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ˓ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻌﺮﻳﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺑﺄﻧﺎﻣﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻻ
ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺤﻜﻢ ﺷﺪّﻩ ﺛﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﻴﺪ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻟﻢ ﻳﻠﻮِّﺛﻬﺎ ﺩﻧﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻟﻮِّﺛﺘْﻬﺎ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ..
ﺗُﻮَﺯَّﻉ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳّﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ .. ﺇﻧﻬﺎ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻻ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭ ﻫﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺷﺪَّﺕْ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﻘﻴِّﺪﻩ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻋﺮﺑﻴّﺔ
ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ .. ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺘﻤﻊ ﻣﺸﺪﻭﻫﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻡّ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺿّﺢ ﺳﺒﺐ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘِﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺮﺡ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻃﻬﻤﺎ ﺻﻐﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻜﺒﺮﺍﻥ ..
ﺃﻱ ﺗﻔﺎﻫﺔ .. ﺃﻱ ﺑﺴﺎﻃﺔ ..... ﺑﻞ ﺃﻱ ﺷﺬﻭﺫ ﻓﻜﺮﻱ ﻭﺗﻬﻮﺭ .. ﺃﻱ ﻗﺘﻞ ﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻠﻰ
ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ..؟
ﺇﻧﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻄُّﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﺗﺮﺗﻮﻱ ﺷﺠﺮﺗﻬﺎ ﻭﺗﺘﺸﺒّﻊ ﺑﻨﻤﻮّ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﻧﻀﺢ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻰ ﺣِﻴﻦ ﻗﻄﺎﻓﻪ