روحٌ تائهة
عدتُ ذاتَ ليلةٍ ، وقدّ ثقَّب الرصاص كامل جسدي ، شعرتُ بأنّ الأشياء بدأتْ تغيّم أمام ناظريّ ، تغطى بصري بجدارٍ حليبي ساطع الضوء ، أو هكذا قدّ تخيل ليّ ، لففتُ نفسي بملاءةٍ بيضاء ٍ كبيرةٍ ومضيتُ أبحثُ عنه !
مِمنْ ستقص أيها الساحر ؟
كان ميتاً سلفاً ، وسيموت كلّ الأبرياء كنوعٍ من الحاجز الذي يمنع العينين من القفز من مكّانهما ، الريش الجميل لا يصنع طائراً ملوّناً ، والحبّ وباء قاتل عندما لا يكون الإله مقدساً ، بعض الّلمعان وسيلة للتعفن ، كفى لا نُريد مزيداً من المُكر .
على الرغم من أنّها ليست سوى أنفاس ، فإنّ الكلمات التي تخرج منّي أبدية ، كانت العينان بحاجةٍ إلى خياطةٍ وتثبيت ؛ كمّا أنّ اللحم سيء السُمعة ، سيتصارعان ولن تصل معهما إلى نتيجة ، مثلمّا تتصارع الأفكّار كلّها في رأسي الآن ، إنّهُ وجه الماضي الشخصي لهُ ، والذي اعتقد أنّهُ بِلاّ وجه أو ملاّمح .
سيعرف بيقينٍ كان ، إنّهُ وجهٌ مُركّبٌ مِنْ وجوهِ ماضيهِ البعيد !
بدأتُ أنظر إلى طرفيّ الطريق ، ثمّ لمحتُ سواداً ما يتقدم مِنْ البعيد ، دخلتُ في زقاق يؤدي إلى سياج حديقة الورود الأقحوانيّة التي كنتُ أقضي فيها نهاري .
كان خائفاً يبحثُ عن مصدرِ الموت ؟
هذا الموت جاءهُ مِنْ الخلف على آخر ناصية احتضارهِ البطيء ، على إسفلت الشارع الموحش .