ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ
........................
ﻋﺎﺩﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺩﻣﻌﺔ ﺗﺘﺮﻗﺮﻕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺘﻴﻦ .. ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻮﻕ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﻤﺮﺓ ﺗﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﻋﺘﺎﺏ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻛﺘﻨﻲ ﻳﺎ
ﺃﻣﻲ ؟ .. ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺑﺮﻫﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺍﺳﺘﻜﺎﻧﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭﻛﺄﻥ ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻼﺋﻜﻴﺔ ﻟﻤﺴﺖ
ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﺘﺮﻫﺎ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺨﻂ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ :
" ﺃﻣﻲ .. ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ..
ﻛﻨﺖ ﺃﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻲّ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺮﺍﻕ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ ﻓﻴﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳﻮﻣﻲ .. ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﻓﺄﺷﻌﺮ
ﺑﺎﻟﺤﻨﺎﻥ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻲ ، ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻳﺤﻮﻃﻨﻲ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺬﻣﺮ ﺃﻭ ﺃﻏﻀﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻙ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﺍﻥ ﺗﻠﻮﻣﺎﻧﻨﻲ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺤﺐ .
ﺁﻩ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ .. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﺯﺭﻉ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﺯﻫﺮﺓ ﺗﻨﺒﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻧﻈﺮﺕ
ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻼﻣﺤﻚ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﻮﺍﺳﻴﻨﻲ . ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺃﺣﻔﺮ
ﻭﺟﻬﻚ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻳﺎ ﺻﺪﺭﻱ ، ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻨﻲ ﺃﻭ ﺗﻐﺰﻭﻩ ﻗﺴﻮﺓ ﺃﻳﺎﻣﻲ .
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪﻙ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﻳﻮﻟﺪ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﺣﺰﻥ ﻳﺤﺎﺻﺮ ﺭﻭﺣﻲ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ
ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ ، ﻭﻫﻦ ﻳﺤﻤﻠﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺣﻤﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ، ﻓﺘﺄﺳﺮ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻴﻨﻲ ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻚ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﻭﺭﻭﺣﻚ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﺗﻀﻤﻨﻲ .. ﺗﻀﺊ ﻗﻠﺒﻲ .. ﻭﺗﻤﻨﺤﻨﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻓﺄﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺃﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻡ ﻟﻚ ﻫﺪﻳﺘﻲ .. ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﺩﺧﺮﺗﻬﺎ ﺳﺄﺭﺳﻠﻬﺎ
ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻊ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ .. ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺎﻗﺔ ﺣﺐ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺿﻢ ﺻﻮﺭﺗﻚ
ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻱ .... ﺍﺑﻨﺘﻚ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ "
ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺩﻓﺘﺮﻫﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺷﺮﻋﺖ ﺗﻌﺪ ﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﻭﺑﺴﻤﺔ ﺃﻣﻞ ﺗﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .