ﻛﻔﺎﺡ ﺃﻡ
ﺗُﻮﻓﻲ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﺪﺍ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻳﺤﻠﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺷﺄﻧﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﺃﻏﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻛﻞ ﻣﺘﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻭﻟﺪﻫﺎ .. ﻭﺃﺧﺬﺕ
ﺗﻌﻤﻞ ﻭﺗُﺠﺎﻫﺪ ﻭﺗﻜﺎﻓﺢ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺗُﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﻦ ﺃﺭﻗﻰ
ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .. ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﻢ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﺓ
ﺑﺈﻣﺘﻴﺎﺯ ﻣﻊ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﻗﺮﺃﻫﺎ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻰ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﻜﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺃُﻫﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺄﻝ ﺟﻬﺪﺍ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﺣﻘﻘﺖ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﻭﺣﻠﻢ ﺃﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
.. ﻭﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﺘﺘﻮﻳﺞ ﻭﻗﺒّﻞ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻪ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ
ﻭﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﻟﺒﺎﺳﻪ .. ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳُﺼﻔﻘﻮﻥ
ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻡ ﻳُﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳُﻬﻨﺌﻮﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ