ﺷﺮّﺩﺗﻚ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ، ﺁﻣﺮﻳﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﺨﻄﻰ، ﺯﺍﻋﻤﻴﻦ ﺃﻥّ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﺣﻴﺎﺓ ، ﻧﻮﺭﺍ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻪ ﻓﺠﺮﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ . ﺃﺭﺍﻙ ﻗﺪ ﻣﺪﺩﺕَ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺣﺒﻼ، ﻭﺗﺴﻠﻘﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ
ﻇﻨﻮﻧﺎ ! ﻭﺳﺎﺑﻘﺖَ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ ، ﻓﺮﺃﻳﺖُ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻫﻚ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺎﺕ ﻛﻼﻣًﺎ، ﻫﻤﺴﺖَ
ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﻤﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎ، ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺗﻠﻤﻴﺬﺍ ﻭﻃﺎﻟﺒﺎ، ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ
ﺃﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻭﻟﻢ ﺃﻗﺮﺃ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻧﻖ ، ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ " ﻻ " ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺮ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻳﺎ
ﺻﺪﻳﻘﻲ، ﺑـ " ﻻ" ﺯﺭﺕُ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ، ﻭ ﺗﺠﺮّﻋﺖُ ﻛﺄﺱ ﻛﺮﺑﺎﺝ ﻋﺘﻴﻖ، ﺣﻴﻦ ﻳﻬﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﻳﺎ
ﺟﺴﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﻬﻮﻙ ، ﺃﺭﻯ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻀﺎﺣﻜﺔ ﺗﺒﺮﻗﻌﺖْ ﺑﻐﻴﻤﺔ ﻣﺨﺘﻮﻣﺔ ﺑﺨﺎﺗﻢ ﺳﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻟﺒﻼﺩ . ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ " ﻻ" ﻛﻴﻒ ﺃﻣﺸﻲ ﺣﺎﻓﻴﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ، ﻭﻻ ﺃﻟﺒﺲ ﺑـ" ﻧﻌﻢ" ﺃﺣﻠﻰ ﺣﺬﺍﺀ . ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ " ﻻ "
ﻛﻴﻒ ﺃﻃﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻘﻮﺓ، ﺭﻏﻢ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺮّﺍﺱ، ﻭﺳﻴّﺎﻑ ، ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﻟﻠﻄﻮﺍﺭﺀ .
ﻧﺤﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ " ﻻ" ﻧﺰﺭﻉ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ، ﻭﻧﺮﻭﻳﻬﺎ ﺩﻣﺎﺀ، ﻟﺘﻤﺪّ ﺍﻟﻈﻞّ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﺍﻟﺒﻼﺩ . ﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ، ﺣﻴﻦ
ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﺰﺭﻉ، ﻭ ﺗﺘﻄﺎﻭﻝ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ، ﺳﺘﺮﺍﻧﺎ ﻣﺮﻣﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﺀ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ "ﻧﻌﻢ " ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻝ
ﻳﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ .