قصة قصيرة:وهم
لم أك أدري بأن قلبي يستطيع أن يقودني إلى ذاك اللقاء المخطّط له في ذلك اليوم، فمعركته مع عقلي لم تحسم بعد..
كان تعارفنا على الشّابكة مدعاة لفرح عارم يكلّلنا يوميا، التقينا بالأفكار بالكتابة بالضّياع، ولعلّ الإعجاب وإدمانه كانا لبَّ الالتقاء..نعم لقد أدمنتُ وجودها، وأدمنتْ كلماتي، حتى جرفني إليها نوعٌ من الإحساس الممتع بتياره الشديد..لم أستطع إلا أن أبادلها يومها في تقاسم السّهر..لم أكن أحسبُ وقتاً لم تكن فيه ..
وصلتُ بشغف مبكرا بنصف ساعة تقريبا إلى تلك الحديقة التي تقبّل شاطئ البحر حيث موعد قلبينا، كانت تجلسُ على مقعد متأبطة كتابها وتسرحُ في المدى..اقتربتُ، لم تعرْني انتباها،ليست هي، قلتُ لنفسي، و تابعتُ دوراني باحثا بتردّد..اقتربَ الوقتُ المحدّدُ، زاد اضطرابي وخوفي، تأجّجَ عقلي وحَميَ وطيسُ معركته مع عاطفتي مرة أخرى..شردْتُ، غبتُ، لم أكن موجودا وأنا أنسحبُ مترددا تاركا لقاء مفترضا سيرهقني..
في البيت اختلَّ كِياني وأُمْطِرْتُ بتساؤلات رهيبة:ماذا سيحلّ بها ؟ماذا سيكون موقفها؟أين ثقتها بي وشوقي للّقاء؟يا خجلي من نفسي أولا..توقفتُ مرارا قبل أن أفتحَ جهازي.! إنّها رسالة منها تردّدتُ للحظات وضغطتُ :
اعذرني حبيبي، من منتصف الطريق عدتُ خائفة، أرجعتني غزارة دمعي وارتباكي من لقائك، لم أستطع رؤيتك، سأبقى الافتراضية التي تحومُ حولك كفراشة، وأنت ترسمني بمختلف الألوان.
::::::::::::::::::::::::::::::::::