ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ..ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻠﻘﺎﺋﺪ - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ
ـــــــــــــــــــ
ﺗﺰﻭﺟﺖُ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﻛﻨﺖُ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃُﺣﺲُّ ﻛﺄﻧّﻲ ﺃﻋﻴﺶُ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ
ﺍﻟﺸﻚ .ﻓﺰﻭﺟﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ . ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﺣﻴﻦ ﻧﻜﻮﻥ ﻧﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺇﻻ ﻭﺗﺴﺘﺪﻳﺮُ
ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﺘﺘﺒﻊ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﻭﺗﺸﺮﻳﺢ ﻗﺪﻫﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺠِّﺮ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻏﻀﺒﺎً .ﻓﻠﻢ ﺗَﻤُﺮَّ ﺇﻻ ﺧﻤﺴﺔ
ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻃﻠَّﻘﺘﻬﺎ .
ﺃﻣّﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻌﺖُ ﻓﻲ ﻣُﻌﻀﻠﺔ ﺃﺩْﻫﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ . ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﺫﻣﻴﻤﺔً ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﺠﻌﻞ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﻳﻨﻔُﺮُ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥٍ ﺷﺎﺫﺓ . ﻭﻛﻢ ﻗﻀﻴﺖُ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﺎﻫﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔٍ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ،ﻷﻥ ﻣﺬﺍﻕ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﺬﺍﻕ ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﻥ .
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﺒﺴﺖُ ﺃﺣﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻲ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺩﺕُ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ،ﺧﺮﺟﺖُ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻭﻣﺮﺭﺕُ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺑﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ،ﻧﺎﺩﺍﻧﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ :
ــــ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻚ ﺑﺎﻷﻣﺮ ... ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﺎﻁ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻚ ...
ﻓﺼﺤﺖُ ﺑﺎﻧﺪﻫﺎﺵ :
ــــ ﻭﻷﻱ ﺳﺒﺐ؟
ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻲ ﻭﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ :
ــــ ﻟﻘﺪِ ﺍﺷﺘﺮﺕ ﻣﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺃﻋﺸﺎﺑﺎً ﺳﺎﻣﺔ ...ﻫﻞ ﻓﻬﻤﺖَ ﻗﺼﺪﻱ؟
ﻓﺤﺮَّﻛﺖُ ﺭﺃﺳﻲ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺏ ﻭﺗﺮﻛﺘﻪ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖُ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ .ﻭﺑﻌﺪ ﺭُﺟﻮﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ،ﻗﺪﻣﺖْ ﺯﻭﺟﺘﻲ
ﺍﻟﻜﺴﻜﺲ .ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻗُﺒﺎﻟﺘﻲ .ﺣﻴﻦ ﻣﺪﺩﺕُ ﻳﺪﻱ ﻷﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﻛﻞ،ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻷﻛﻞ . ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﺒﺐ،ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺻﺎﺋﻤﺔ . ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﺬﺑﺔ ﺟﻠﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ .ﻓﺎﻣﺘﻨﻌﺖُ ﺃﻧﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﻛﻞ . ﻭﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺔ ﺫﻟﻚ،ﻗﻠﺖُ :
ـــ ﻟﻘﺪ ﺗﺬﻛﺮﺕُ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ... ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﺿﻌﺖِ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻨﺄﻛﻞ،ﺗﺒﺪﺃ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﻟﻲ ﺳﻤﺎ ﻟﺘﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻲ ...ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻯ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮﻣﻴﻦ ...ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻠﻲ ﺃﻭ ﺃﻧﺖِ ﻃﺎﻟﻖ ...
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﻗﻨﺎ،ﺍﺳﺘﺮﺟﻌﺖُ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻓﺮﺣﺖُ ﺃﻳَّﻤﺎ ﻓﺮﺡٍ ﺑﺎﻧﻔﺮﺍﺝ ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ ﺑﻴﻨﻨﺎ .ﻏﻴﺮ
ﺃﻧﻲ ﻻﺣﻈﺖُ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻌﻮﺩﺗﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻛﻨﻲ ﺍﻟﻜﺴﻜﺲ .ﻓﻠﻢ ﺃﺳﺄﻟﻬﺎ ﻭﻟﻢ
ﺃﻧﺪﻫﺶ ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖُ ﻗﺪ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺿﻊ ﺛﻘﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ .........................................
................................................................
.........................................................................................................
.............................
ﻣﺮَّ ﻳﻮﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻠﺖُ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃُﺻﺎﺏُ
ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﺍﻟﻨﺼﻔﻲ . ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻴﺮ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺎﺋﻊ
ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺒﺢ ﻣﺴﺎﺀ