‏(ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ‏)...ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ المغربي ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻠﻘﺎﺋﺪ - مجلة نجوم الأدب و الشعر

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ـــــــ
ﻣﻦَ ﺍﻟﻤﺆﻛَّﺪ،ﺃﻧَّﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔٍ ﻳُﺮْﺛﻰ ﻟﻬﺎ. ﻓﺤﻴﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎ،ﻭﻻ ﺗﺼﻞُ ﺇﻟﻰ
ﻧﺘﻴﺠﺔ،ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﻣُﺠﺒﺮٌ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺭ ﻃﺒﻴﺒﺎً ﻧﻔﺴﺎﻧﻴﺎً ﻟﻴُﻌﺎﻟِﺞَ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜُﻘﺐ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒِّﺐُ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ.
ﻓﻤﺜﻼ ﺣﻴﻦ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ،ﻭﺗﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ،ﻭﺗﻄﻠﺐُ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ،ﺛﻢ
ﻓﺠﺄﺓً ﺗﺘﺬَﻛَّﺮُ ﺃﻧّﻚَ ﻧﺴﻴﺖَ ﺣﺎﻓﻈَﺔ ﻧﻘﻮﺩﻙ.ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ. ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ. ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻓﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﻏﻚ؛ﻭﺗﺮﻛِّﺰ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺍﻙ
ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ،ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. ﻓﻤﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ،ﺍﺧﺘﻔﺖْ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ.ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ
ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ. ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻻﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ،ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ،ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﺩﻧﻲ ﺇﻻ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ .ﺛﻢ ﺃﺭﺳﻠﺖُ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﺎﺋﻼ
ﻗﺼﻴﺮﺓ،ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻭﻛﺘﺎﺑﻴﺔ. ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ. ﻓﻘﻤﺖ،ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺧﻄﻮﺓ،ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺣﻼَّﻗﺘﻬﺎ؛ﺛﻢ
ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺮَّﻥُ ﺑﻪ؛ﺛﻢ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖْ ﺗﺮﺗﺎﺩُﻩُ؛ﺛﻢ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ
ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﺼﻘﻠﻲ،ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. ﻭﺳﺄﻟﺖُ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﺎﺭﺗﻨﺎ ﺷﻴﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻐﺪﻳﺮﻱ. ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻭﻟَّﻴﺖُ ﺳﺎﺋﻼ ﺇﻻ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻧﻔﺴﻪ.ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﺎ ﺃﺣﺪ.
ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐُ ﻫﻮ ﺃﻥَّ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺳﺎﺭَﺓ ﻻ ﺗﻐﺎﺩﺭُ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺳﻴّﺎﺭﺗﻬﺎ. ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺤﺐ ﺍﻹﺧﺘﻼﻁ
ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻉ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺳﻴّﺎﺭﺗﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺮﻛﻮﻧﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﻴﻼ. ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻷﻣﺮ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻲ. ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ،ﻓﺰﻭﺟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴَّﺐْ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻻ ﻣﺮَّﺓً ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩُﻋﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻔﻞ ﺯﻓﺎﻑ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﺼﻘﻠﻲ. ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ،ﻛﻨﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﺑﺮﻓﻘﺘﻬﺎ .ﺃﻣﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮّﺕْ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ،ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺗﻐﻴَّﺒﺖ
ﻭﻟﻮ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً.
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ،ﻓﺰﻭﺟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﻟﻜﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻬﻢ .ﻓﺄﺑﻮﺍﻩﺍ ﺗُﻮُﻓِّﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ
ﺳﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺇﺣﺪﻯ ﺟﺎﺭﺗﻬﻢ. ﻭﺟﺪَّﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺮﻳﺮﺓ ﺗﻮﻓَّﺖْ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﺰﻭﺍﺟﻨﺎ. ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻋﻠﻤﻲ،ﻓﻬﻲ ﺣﻜﺖْ ﻟﻲ ﺃﻥَّ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﺪّﺗﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮﺓ ﻛﻠﻬﻢ
ﻳﻘﻄﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻝٍ ﻏﺮﺑﻴﺔ،ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ.
ﺇﺫﻥ،ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ،ﻫﻲ ﺃﻧّﻲ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﺳﺄﺑﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ . ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ،ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖُ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻥْ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻌﺮَّﺿﺖْ ﻟﺤﺎﺩﺛﺔ. ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ
ﺇﺳﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ. ﻭﺍﺗﺼﻠﺖُ ﺑﻤﺼﺤّﺎﺕٍ ﻛﺜﻴﺮﺓ. ﻷﻧﻲ ﻓﻜَّﺮْﺕُ ﺃﻧﻪ
ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺘﺨﻀﻊ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ،ﺑﺤﻴﺚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻣﺮﺿﺎ ﺧﻄﻴﺮﺍ ﻭﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻄﻊْ ﺃﻥ ﺗﺒﻮﺡ ﻟﻲ ﺑﺬﻟﻚ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ،ﺍﺳﺘﺒﺪَّ ﺑﻲ ﺍﻟﺸﻚُّ. ﻓﻘﻠﺖُ ﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺜﻼ ﺗﻌﺮَّﺿﺖ ﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﺑﺔ
ﺇﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻟﻜﺎﻧﻮﺍ ﺍﺗَّﺼَﻠﻮﺍ ﺑﻲ ﻟﻴﻄﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﻔﺪﻳﺔ. ﻭﺑﺼﺮﺍﺣﺔ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺛﺮﻳﺔ
ﺟﺪﺍ. ﻓﻬﻲ ﻭﺭﺛﺖ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻬﺎ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﻜﻨﻬﺎ،ﻣﻌﻤﻼ ﻟﻠﻨﺴﻴﺞ،ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ،ﻭ
ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺭﺍﻗﻴﺔ،ﻭﺳﻴﺎﺭﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﺮﺳﺪﻳﺲ،ﻭﺃﺭﺍﺿﻲ
ﻓﻼﺣﻴﺔ،ﻭﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻠﻮﺯ ﻭﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻥ. ﻭﻫﺬﺍ،ﻑﻱ ﻧﻈﺮﻱ،ﻗﺪ ﻳُﻌﺮِّﺿُﻬﺎ
ﻟﻺﺧﺘﻄﺎﻑ. ﻟﻜﻦ ﻟﺤﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ،ﻟﻢ ﻳﺮِﺩْﻧﻲ ﺃﻱ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﺨﺘﻄﻔﻴﻦ.
ﺇﺫﻥ،ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺇﻻ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﺍﻟﺸﻚ. ﻧﻌﻢ.ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖُ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺑﻤﻌﻴﺔ
ﻋﺸﻴﻖ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﺮَّﻓﺖْ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻲ ﺑﺬﻟﻚ.ﻫﺬﺍ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝٌ ﻭﺍﺭﺩ. ﻟﻜﻨﻲ ﺭﺑﻤﺎ
ﻣُﺨﻄﺊٌ . ﻓﻄﻴﻠﺔ ﻋﻤﺮ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ،ﻟﻢ ﺃﻻﺣﻆ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﻣﻌﻲ ﺃﻱَّ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺣﻴﺚُ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ. ﻓﻨﺤﻦ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻛﻞُّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻡ
ﻭﺍﻹﻃﻤﺌﻨﺎﻥ. ﻭﺃﻧﺎ ﺑﺪﻭﺭﻱ،ﻛﻨﺖُ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻣﺘﻔﺘِّﺤﺎً؛ﻓﻼ ﺃﻋﻨِّﻔُﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻘُّﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ،ﻷﻧﻪ
ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻘﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ،ﻛﻨﺖُ ﺃﺣﺲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺒﺎﺩﻟﻨﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ. ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﺗﺨﻮﻥُ ﺯﻭﺟﻬﺎ.
ﺑﻜﻞ ﺻﺮﺍﺣﺔ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺄﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳُﺮْﺛﻰ ﻟﻬﺎ.
ﻓﺄﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ،ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﺃﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ
ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ،ﻣُﻌﺘﻘﺪﺍً ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻈﻬﺮ . ﻭﺣﻮﺍﻟﻲ،ﺍﻝﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺎﺀ،ﻗﺮﺭﺕُ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺃﻥ
ﺃُﺣﻴﻂَ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ. ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺧﺮﺟﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻭﺻﻌﺪﺕُ ﺳﻴّﺎﺭﺗﻲ ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ ﻟﻤﺮﻛﺰ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺣﺘﻰ ﺭﻥَّ ﻫﺎﺗﻔﻲ. ﻓﻘﻔﺰﺕُ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﺍﺳﺘﺒﺸﺮﺕُ ﺧﻴﺮﺍً .
ﺿﻐﻄﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭ ﺍﻷﺧﻀﺮ،ﻓﻮﺻﻠﻨﻲ ﺻﻮﺕ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﺼﻘﻠﻲ ﻭﻫﻲ
ﺗﻘﻮﻝ:
ـ ﻳﺎ ﻣُﺮﺍﺩ ...! ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ...ﻭﻻ ﻣﻦ ﺩﻟَّﻪُ ﻋﻠﻲَّ ... ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺷﺨﺺٌ ﻳﺪَّﻋﻲ ﺃﻧَّﻪُ ﺃﺥُ
ﺳﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﺎ،ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻠﻬِّﻒٌ ﻟﻠﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪُّﺙ ﺇﻟﻴﻬﺎ ... ﻫﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﺥٌ ﻣﻦ
ﺃﺑﻴﻬﺎ؟ ...ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺛْﻨﻲ ﻋﻨﻪ؟ ... ﻫﻞ ﻇﻬﺮﺕ؟
ﻓﺄﺟﺒﺖُ :
ـ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ...ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖْ ﺃﻥ ﺣﺪَّﺛﺘﻨﻲ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻋﻨﻪ ... ﻻ،ﻻ،ﻟﻢ
ﺗﻈﻬﺮْ ﺑﻌﺪُ .
ﻓﻘﺎﻟﺖْ:
ـ ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﻋﻨﻮﺍﻧﻜﻢ ... ﻭﻫﻮ ﻣﺼﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺭﺗﻜﻢ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ...
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﺳﺄﻋﻮﺩ ﺍﻵﻥ ﻟﻠﻔﻴﻼ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ...ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ.
ﺃﺩﺭﺕُ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ،ﻭﻏﻴَّﺮﺕُ ﺭﺃﻳﻲ ﺑﺈﻃﻼﻉ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ،ﻭﻗﺪْﺕُ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﻴﻼ،ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ '' : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺧﺮﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻬﺮِّﺝ؟ ''
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳُﺘﺒَﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ