ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ.. بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ
ـــــــ
ﺣﻴﻦ ﺳﻘﻄﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ،ﻟﻢ ﺃﻓﻘﺪ ﻭﻋﻴﻲ؛ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﻣُﻔﺎﺟﺊ ﺃﺿﻌﻒ ﻛﺎﻣﻞ
ﺟﺴﻤﻲ . ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻲ ﺍﺳﺘﺮﺟﻌﺖُ ﻗِﻮﺍﻱَ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔٍ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖُ ﺑﻌﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻭﻗﻊ .
ﻭﺑﻌﺪ ﻣُﻀﻲِّ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ،ﺗﻮﻗَّﻔﺖْ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻣﺘﺒﻮﻋﺔ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ،ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻘِﻞُّ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺇﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﻣُﺴﺎﻋﺪﻳﻪ .
ﻫﺮﻭﻝَ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻧﺤﻮﻱ؛ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺷﺤﻮﺏ ﻭﺟﻬﻲ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ :
ـ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺰﺭﻳﺔ ... ﻳﺠﺪﺭُ ﺑﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺍﻹﺳﻌﺎﻓﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ...
ﻓﺤﺮَّﻛﺖُ ﺭﺃﺳﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ،ﻭﺃﺷﺮﺕ ﺑﻴﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺟﺜﺔ ﺯﻭﺟﺘﻲ .ﻓﺘﺤﻠﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣﻮﻟﻬﺎ؛
ﺛﻢ ﺷﺮﻉ ﺇﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺤﺺ ﺍﻟﺠﺜﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺼﺤﺒﺘﻬﻤﺎ ﻣُﺼﻮِّﺭٌ ﻳﻠﺘﻘﻂُ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻣﻦ
ﻛﺎﻓﺔ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺠﺴﻢ . ﻓﺄﺧﺬ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺮُﺵُّ ﺟﺴﻢ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺑﻤﺴﺤﻮﻕ ﺃﺑﻴﺾ،ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻹﺛﻨﺎﻥ ﻗُﻔّﺎﺯﺗﺎﻥ
ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ . ﺛﻢ ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻳُﻠﺼﻘﻮﻥ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻳُﺰﻳﺤﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺑﻄﺎﺭﻳﺔ .ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ ﻭﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻴﺪ .ﺃﻣﺎّ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ
ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﺷﻴﻤﻬﻢ . ﻓﺎﻟﺠﺜﺔ ﻗﺪ ﺗﻐﻴَّﺮ
ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺰﺭﻗﺔ ﻭﺍﻹﺧﻀﺮﺍﺭ . ﻭﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥ ﺫﺑﺎﺑﺔ ﺑﺤﺠﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺑﻰ ﺍﻹﻧﺼﺮﺍﻑ
ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘَﺤُﻂَّ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻒ ﺯﻭﺟﺘﻲ .
ﺍِﻧﺘﻈﺮﻧﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮﻃﻴﺎﻥ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﻗﺎﻣﺎ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ . ﻓﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻟﺮﺟﻠﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﺩﻉ
ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ . ﻓﺘﻢَّ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﺮﻑٍ ﻭﺟﻴﺰ . ﺛﻢ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻲ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ :
ـ ﺳﻨﻌﻮﺩ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻻﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ... ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺴﺘﺠﺪﻧﻲ
ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ . ﺛﻢ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﻴﻼ .
ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻟﻮﺣﺪﻱ،ﺍﺳﺘﻠﻘﻴﺖُ ﻓﻮﻕَ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺳﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺏ . ﻭﻓﺠﺄﺓ،ﺝﺫﺏ
ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻔﺪﻳﺔ . ﻓﻘﻔﺰﺕُ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﻫﺮﻭﻟﺖُ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺏ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻘﺖُ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﺃﺧﺮﺟﺖُ
ﺳﻴّﺎﺭﺗﻲ ﻭﺃﺩﺭﺕُ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻭﻗﺪﺗﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻔﻴﻼَّ . ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻹﻏﻼﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻱ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ،ﺳﻤﻌﺖُ ﺻﻮﺕ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﺮﻱ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
ـ ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ...! ﻟﻘﺪ ﺷﻜﻜﺖُ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻙ ... ﻭﺃﻋﺘﺬﺭ ﻟﻚ ...ﻭﺳﻮﻑ ﻟﻦ ﺃﺭﻓﻊ ﺃﻱ ﺩﻋﻮﻯ ﺿﺪﻙ ... ﻟﻜﻦ ﻣﻦ
ﻓﻀﻠﻚ ﻻ ﺗﻨﺲَ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱَّ ﺛﻤﻦ ﺗﺬﻛﺮﺓ ﺍﻹﻳّﺎﺏ ﻟﻜﻨﺪﺍ ...
ﻓﺘﻔﺮَّﺳﺖُ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻐﻀﺐ،ﻭﻛﻨﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺸﺘﻤﻪ؛ﻟﻜﻨﻲ ﺗﻤﺎﻟﻜﺖُ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ
ﺃﻋﺼﺎﺏ :
ـ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺎﺕ ... ﻓﻨﺢﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﺃﺧﺘﻚ ... ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ
ﺃﻥ ﺗﻤﺮَّ ﻏﺪﺍ،ﻭﺳﺄﺭﻯ ﻣﺎ ﻳُﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ ...
ﻓﻄﺄﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ،ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﺤﺴﺮ :
ـ ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺳﺄﻗﻀﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ...
ﻓﺘﺤﺖُ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺻﻌﺪﺕُ،ﺛﻢ ﻗﻠﺖُ ﻟﻪ :
ـ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻀﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ...ﻭﻏﺪﺍ ﺳﺄﻣﻨﺤﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﻭﺃﺫ ﺗﺬﻛﺮﺓ
ﺍﻹﻳﺎﺏ .
ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺸﻜﺮﻧﻲ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻤﻠﻖ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖُ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻧﺤﻮ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ . ﻭﺣﻴﻦ ﺩﻟّﻮﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻢ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺗﻮﺟَّﻬﺖُ ﻧﺤﻮﻩ . ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻃﺮﻗﺘﻪ،ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﻋﻤﻴﺪ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ،ﻓﺪﺧﻠﺖُ . ﻟﻢ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻣﻨﻬﻤﻜﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺤﺠﻢ . ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺭﺁﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺃﻣﺎﻡ
ﻣﻜﺘﺒﻪ،ﺛﻢ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺎﺋﻼ :
ـ ﺣﺴﺐ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ،ﻓﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻗُﺘِﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺘﺤﻠﻞ
ﺍﻟﺠﺴﻢ . ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ . ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ
ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺜﺔ ... ﺃﻭ ﺗﻬﺸﻴﻢ ﻟﻠﺠﻤﺠﻤﺔ ...ﺃﻭ ﺧﻨﻖ ...ﺃﻭ ﺿﺮﺏ ﻓﻲ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ
ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ ... ﻭﻫﻢ ﺍﻵﻥ ﻳﺤﻠﻠﻮﻥ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﺎ ...ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺎﺗﺖ
ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ...ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻷﻱ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﺃﻭ ﺗﺴﻤﻢ ...ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﺘﺤﺮّﻳﺎﺕ،ﻭﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﻣﺮ ... ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﻮﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﺑﺸﻲ ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ
ﻹﺧﺎﻓﺘﻬﺎ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﺄﺣﺪﺛﺖ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
ـ ﻟﻜﻦ،ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ... ﻟﻮ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﻮﻥ ﻟﻤﺎ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻔﺪﻳﺔ ...
ﻓﺄﺟﺎﺏ :
ـ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﺃﻓﺰﻋﺘﻬﻢ،ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺜﺔ ...
ﻓﻘﻠﺖُ :
ـ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﻴﺘﺨﻠﺼﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ... ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳُﻠﻘﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ
ﺑﻌﻴﺪ،ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺳﺘﺘﺤﻠﻞ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ .
ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ،ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲَّ ﺑﺈﻣﻌﺎﻥ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ـ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺨﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ... ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺃﻥ
ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﺍ ﺑﺎﻟﺠﺜﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ...ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ...
ﻓﻘﻠﺖُ :
ـ ﺃﻻ ﻳُﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻔﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺑﺎﺧﺘﻔﺎﺀ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﻋﻠﻲ ...ﻓﻲ
ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻄﻒ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﺎ؟ ...ﻫﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ ...
ﻓﺤﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺤﻴﺮﺓ،ﻭﻗﺎﻝ :
ـ ﻫﺬﺍ ﻟﻐﺰ ...ﻭﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻓﻜِّﻪ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻒ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺯﻭﺟﺘﻚ ... ﻫﻞ ﺭﺁﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ؟ ... ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺷﺨﺺ ﺗﺤﺪﺛَّﺖْ ﺇﻟﻴﻪ؟ ...ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻼ
ﻭﻟﺤﻈﺔ ﻣﻮﺗﻬﺎ ...ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﺷﺎﺳﻊ ... ﻣﺘﻰ ﻭﺩَّﻋْﺘﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ؟
ﺃﺟﺒﺖ :
ـ ﻛﻨﺖُ ﺳﺄﺣﻀﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎً ﻣُﻘﺮَّﺭﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ... ﻭﺯﻭﺟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ
ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﻭﺗﺘﻮﺟَّﻪُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ...ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺮﺑﻤﺎ
ﻭﺩَّﻋﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ...
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ :
ـ ﺇﺫﻥ ...ﻟﻨﻘﻞ ﺃﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻧﺼﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺮﻛِّﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﺤﺎﺛﻨﺎ ... ﻭﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻥ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ...
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ،ﺃﻃﻞ ﺷﺮﻃﻲ ﺑﺰﻳﻪ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻭﻗﺎﻝ :
ـ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ...ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻙ ... ﺇﻧﻪ ﻳﺪَّﻋﻲ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﺳﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺪﻳﻮﺭﻱ ... ﺍﻟﻀﺤﻲﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺜﺮﺗﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻼ ...
ﻓﺘﺒﺎﺩﻟﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻳﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻭﺍﻹﺳﺘﻐﺮﺍﺏ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ