ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ... بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ــــــ
ﺑﻌﺪ ﺑِﻀﻊِ ﺩﻗﺎﺋﻖ،ﻭﺻﻠﺖُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻴﻼّ. ﻭﻋﻠﻰ ﺑُﻌْﺪِ ﺃﻣْﺘﺎﺭٍ،ﺭﺃﻳﺖُ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻱ ﺷﺨﺼﺎً ﻳﻀﺮﺏُ ﺍﻷَﺭﺽ ﺟﻴﺌَﺔً ﻭﺫﻫﺎﺑﺎً.
ﻧﺰﻟﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ،ﻭﻓﺘﺤﺖُ ﻣﺮﺃﺏ ﺍﻟﻔﻴﻼ،ﻭﺭﻛﻨﺖُ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻗﺮﺏ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺯﻭﺟﺘﻲ
ﺳﺎﺭﺓ؛ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖُ ﻭﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺏ ﻭﺧﻄﻮﺕُ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻷﻓﺘﺤﻪ. ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﻧﺤﻮﻱ ﻭﻗﺪ ﺗَﻬَﻠَّﻞَ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ . ﻓﺤﻴّﺎﻧﻲ،ﻭﺑﺎﺩﻟْﺘُﻪُ ﺍﻟﺘّﺤﻴﺔ.ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻨﻲ:
ـ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﺼﺮﻱ؟
ﻓﺄﻭْﻣﺄﺕُ ﺑﺮﺃﺳﻲ ﻣُﺠﻴﺒﺎً ﺑِﻨﻌﻢ . ﻓﺘﺎﺑﻊ ﺑﻠﻄﻒ ﻇﺎﻫﺮ:
ـ ﺗﺸﺮَّﻓﺖُ ...! ﺑﺎﻝﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﻧﺎ ﺃﺥُ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺳﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﺎ ... ﻭﺇﺳﻤﻲ ﻫﻮ ﺣﻤﺰﺓ ﺍﻟﺪﻳﻮﺭﻱ .
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﻣﺮﺣﺒﺎ،ﻣﺮﺣﺒﺎ ...!ﺗﺸﺮَّﻓﺖُ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻚ ...ﺗﻔﻀﻞ !
ﻭﺃﺷﺮﺕُ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺘﺤﺖُ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ .ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺻﺎﻣﺘﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖُ
ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ،ﻓﺪﻋﻮﺗﻪ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ.ﺛﻢ ﻋﺮﺿﺖُ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻨﺠﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ،ﻷﻥَّ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺑﻌﺪُ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎً. ﻓﺮﻓﻊ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺿﺎﺣﻜﺎً ﻭﻗﺎﻝ:
ـ ﻻ،ﻻ،ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ...! ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ... ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻳﺴﻜﻲ؟
ﻓﺎﻧﺪﻫﺸﺖُ ﻭﻗﻠﺖُ:
ـ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ،ﻻ... ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻨﺰﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﺣﺎﻧﺔ ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﻨﻲ ﺑﺄﺩﺏ ﻭﻗﺎﻝ:
ـ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ... ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﻋﻴﺶُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ... ﻭﺃﻧﺎ ﺗﻌﻮَّﺩﺕُ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻣﻨﺬ
ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺳﻨﻲ ﺇﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ... ﻓﻜﻨﺪﺍ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ.
ﻓﺼﺤﺖُ ﺑﺎﻧﺸﺮﺍﺡ:
ـ ﺁﻩ ...! ﺇﺫﻥ ﺃﻧﺖَ ﻗﻀﻴﺖَ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻓﻲ ﻛﻨﺪﺍ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ :
ـ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ...
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻚ ﻣﺎ ﺯﻟﺖَ ﺗُﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ؟
ﻓﺮﺩَّ ﻗﺎﺋﻼ:
ـ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ،ﻻ ﺗﻨﺲ ﺃﻥ ﺃﻣّﻲ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ... ﻭﺍﻟﺠﻤﻲﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻣﻲ ...
ﺻﻤﺘْﺖُ ﻟﺤﻈﺔ،ﺛﻢ ﻗﻠﺖُ :
ـ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ،ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﻳﻮﻣﺎً ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮﻙ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﺎ... ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ؟ ...ﻭﻫﺬﻩ
ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ...
ﻓﺄﺟﺎﺏ :
ـ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ،ﺳﺎﺭﺓ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ... ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻚِ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻲ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ... ﻓﻘﺪ ﺗﺰﻭﺝ ﺃﻣﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺷﺎﺑﺎًّ،ﻓﺄﻧﺠﺒﺘﻨﻲ... ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻠﻰ
ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳُﺮﺍﻡ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻻ ﻳﺘﻮﺭّﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺮﻱ ﻭﺭﺍﺀ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ...ﻓﻄﺎﻟﺒﺖ ﺃﻣﻲ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ،ﻟﻜﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳُﻄﻠِّﻘﻬﺎ ... ﻭﻋﻦﺩﻣﺎ ﺗﻘﺪَّﻣﺖْ ﺑﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ
ﻛﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻠﻴﻘﻬﺎ. ﻓﺘﻌﺮﻓﺖْ ﺇﻟﻰ ﺃﻟﻤﺎﻧﻲٍّ ﻳﻤﺘﻬﻦ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺃُﻏﺮﻡ
ﺑﻬﺎ،ﻓﺘﺰﻭّﺟﺎ ﻭﺍﺻﻄﺤﺒﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﺳﻜﻨﺎﻩ ﺑﻜﻨﺪﺍ... ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ،ﻛﺎﻥ ﺃﺑﺎً ﻣﺜﺎﻟﻴﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ...ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﺃﻣﻲ،ﻗﺼَّﺖْ ﻋﻠﻲَّ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ... ﻭﻣﻨﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺧﻄﻂُ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺘﻲ ... ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ،ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﻲ ...
ﻓﻘﻔﺰﺕ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻲ،ﻭﻧﻈﺮﺕُ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺳﺘﻔﻬﺎﻡ،ﻭﻗﻠﺖُ :
ـ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺣﻘﻮﻕٍ ﺗﺘﺤﺪّﺙُ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ :
ـ ﺍﻹﺭﺙ ... ﻓﺄﻧﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻲ ﺑﻌﺾٌ ﻣﻨﻪ ... ﻭﻟﻌﻠﻤﻚ،ﻓﺄﻧﺎ،ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻴﻦ،ﺗﻘﺪَّﻣﺖُ ﺑﺸﻜﺎﻳﺔ
ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻃﺎﻟﺐُ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺤﻘﻲ ... ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺭﻓﻀﺖْ ﺃﺧﺘﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺇﻳﺎﻩ ...
ﻓﻘﻠﺖُ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻠﻲَّ ﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺏ :
ـ ﻟﻜﻦ ...ﺃﻧﺖَ ﻗﻠﺖَ ﺑﺄﻥَّ ﺃﻣﻚ ﺗﺨﻠَّﺖْ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ...
ﻓﺄﺟﺎﺏ :
ـ ﺗﻠﻚ ﺣﻘﻮﻕ ﺃﻣﻲ ...ﺃﻣﺎ ﺣﻘﻮﻗﻲ ﺃﻧﺎ،ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﻟﺪﻱَّ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺙ...
ﺗﻔﺮَّﺳﺖُ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻴﺎًّ . ﻭﻓﺠﺄﺓ،ﺑﺪﺍ ﻟﻲ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺳﺎﺭﺓ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ
ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﻨﻪ. ﻭﻣﺎ ﻻﺣﻈﺘﻪ،ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺓً ﻣﻠﻴﺌﺔ
ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ :ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮ،ﻭﺑﺎﻹﻡﻛﺎﻥ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺴﺠﻦ. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺄﺩﺏ ﻭﻟﻄﺎﻓﺔ. ﻓﻘﻠﺖُ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻻﺣﻈﺖُ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﺎﺑﻊ
ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ:
ـ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﻀﺮ ﺣﻴﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺑﻴﻚ؟
ﻓﺘﺠﻬَّﻢَ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻝ:
ـ ﻛﻨﺖُ ﺃﻗﻀﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺳﺠﻨﻴﺔ ... ﻓﺰﻭﺝ ﺃﻣّﻲ،ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ،ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺠﻦ،ﺃﻋﻠﻤﻨﻲ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺃﺑﻲ... ﻭﻗﺪّﻡ ﻟﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻫﺘﻢ
ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ... ﻓﺎﻓﺖﺭﻗﻨﺎ ﻛﺎﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ... ﻭﻣﻦ ﺛﻢَّ ﺍﺧﺘﻤﺮﺕْ ﻟﺪﻱَّ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ
ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺃﺧﺘﻲ ﺑﺤﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺙ ... ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻵﻥ،ﺛُﻠﺜﻴﻪ
ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻲ ...
ﻓﻘﻠﺖُ ﻣﻐﺘﺒﻄﺎً:
ـ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ... ﺇﻥْ ﺻﺎﺩﻗَﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ...
ﻓﺄﻃﻠﻖ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺪﻭﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ :
ـ ﻭﻣﺎ ﺍﻟّﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ... ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺪﻱَّ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ
ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺍﻹﺑﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻟﺘﻬﺎﻣﻲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺭﻱ... ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻭﺭﺛﺘﻪ ...
ﻓﻘﻠﺖ:
ـ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ... ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻧﻚ ...
ﻓﺼﺎﺡ،ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﻘﻊ ﻟﻮﻧﻪ :
ـ ﻣﺎ ﻫﻲ؟
ﻓﻘﻠﺖُ ﺑﺘﺄَﻥٍّ:
ـ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺘﻚ ﺳﺎﺭﺓ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﺖْ ﺑﻜﻞ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ ﻟﻲ ...
ﻓﻔﻐﺮ ﻓﻮﻫﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ،ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤﺎً :
ـ ﺳﺄﺭﻓﻊ ﺿﺪﻫﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ... ﻷﻧﻬﺎ ﻭﺭَّﺛﺖْ ﺷﺨﺼﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺭﺛﺔ... ﺃﻳﻦ
ﻫﻲ ﺍﻵﻥ؟ ... ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬَ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻨﺤﻰً
ﻋﺪﺍﺋﻴﺎ ...
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﺃُﺧﺘﻚ ﺍﺧﺘﻔﺖْ ...ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﺧﺒﺮ ...
ﻓﺎﺻﻔﺮَّ ﻭﺟﻬﻪ،ﻭﻗﺎﻝ:
ـ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ؟ ... ﺃﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺟﻮﺍﺑﺎً ﻻﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ؟
ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ :
ـ ﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﻟﻢ ﺃﺗّﺼﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ...
ﻓﺼﺎﺡ:
ـ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻨﺘﻈﺮ؟ ... ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ،ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ... ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻚ ﺗُﺨﻔﻲ ﺷﻴﺌﺎً
ﻣﺎ ... ﺣﻴﻦ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺷﺨﺺ،ﻳﺠﺐ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﻗﺖ ... ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ
ﻫﻲ ﺃﻧﻚ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺨﻠَّﺼﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﺮﺙ ﺃﻣﻼﻛﻬﺎ... ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﻣُﺨﻄﺊ؟
ﻭﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺸﺪﻭﻫﺔ ﻣﻤﺎ ﺍﺗﻬﻤﻨﻲ ﺑﻪ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻳُﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ