ﺩﻕ ﺍﻟﺠﺮﺱ، ﻓﻨﻬﻀﺖ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺗﺰﻏﺮﺩ ﻓﺮﺣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺩﻡ،
ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺘﺴﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ، ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺷﻜﺮﺕ ﺳﺎﻋﻲ
ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺛﻢ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ... ﺗﺮﻧﺤﺖ ﺑﻤﺸﻴﺘﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﻭﺃﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﺗﺮﺗﺠﻒ
ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، ﺟﻠﺴﺖ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﺤﻔﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ،
ﺻﻮﺑﺖ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﻴﻨﻬﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺨﻂ ﻣﻨﺴﻖ ﺭﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ.. ﺃﻭﻝ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ: ﻣﻦ
ﺗﻮﺃﻡ ﺭﻭﺣﻚ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺃﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ ..ﺍﻫﺘﺰﺕ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻓﺮﺣﺔ ﺛﻢ
ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﻟﻠﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﺤﻀﺮﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺻﻮﺕ ﺗﻮﺃﻡ ﺭﻭﺣﻬﺎ ..
- ﺳﺮﺣﺖ ﺑﺨﻴﺎﻟﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﺄﺟﻨﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ.. ﺑﺪﻭﻥ ﺷﻌﻮﺭ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ
ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻠﻮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ... ﺭﺟﻌﺖ ﺗﻤﺸﻲ
ﺑﻬﺎﻣﺔ ﺍﻷﻧﻮﺛﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ، ﺟﻠﺴﺖ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺮﺃ ﺑﺼﻮﺕ ﺗﻮﺃﻡ ﺭﻭﺣﻬﺎ..
- ﺗﻮﺃﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ: ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻄﻠﻊ ﻓﺠﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺎ ﺗﻮﺃﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ..ﺃﻧﺖٍ
ﻭﺃﻧﺎ ﻧﺠﻤﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻀﻴﺌﺘﺎﻥ ﺣﺎﺭﺳﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﻫﻴﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﺳﻤﻮ ﺟﻤﺎﻟﻪ
ﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ .. ﻳﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺧﻠﻖ ﺭﻋﺎﻧﻲ ﺑﺒﺮﻛﺎﺗﻪ
ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻭﺩﻓﺊ ﻣﺸﺎﻋﺮﻙ ﺍﻟﺠﻴﺎﺷﺔ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣﻊ ﺩﻣﻲ ﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﺗﺴﺮﻱ ﺍﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﺎﻳﺎ
ﺫﺍﺗﻲ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺮﻕ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﻗﻲ ﻋﺒﻖ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻓﻮﺍﺣﺔ ﻳﺸﻤﻬﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻋﻄﺮ ﻓﻮﺍﺡ ﺻﺪﺍﺡ ... ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺣﻄﺖ ﻓﻮﻕ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻳﺪﺍ
ﻓﺎﺳﺘﻘﻀﺖ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺃﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺗﻮﺃﻡ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ ﻭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ، ﺛﻢ ﻫﻤﺴﺖ ﺑﺈﺫﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻥ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻳﻘﻀﺖ ﻭﺗﻔﺠﺮﺕ ﺑﺮﺍﻛﻦ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ ﺃﻧﻮﺛﺘﻬﺎ
ﻭﻟﻤﻊ ﻧﻮﺭﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﻴﻌﺎﻧﻖ ﺩﻓﻲﺀ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﻮﺃﻡ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻷﺑﺪﻱ ، ﻓﺴﺎﻓﺮﺍ ﻣﻌﺎ
ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻲ ،ﻓﺄﺳﺪﻝ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻲ ﺑﺴﺘﺎﺭ ﻣﻨﺴﻮﺝ ﺑﻘﻤﺎﺵ
ﺣﺮﻳﺮ ﻳﺰﻳﻦ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﺘﻮﺃﻡ ﺍﻷﻣﻴﺮ