مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز الثالث قصة قصيرة قصة تأبّطا عشقًا 46.2 درجة للكاتبة هبة احمد غصن / لبنان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوزان عبدالقادر




عدد المساهمات : 11030
تاريخ التسجيل : 12/09/2015

المركز الثالث قصة قصيرة قصة تأبّطا عشقًا 46.2 درجة للكاتبة هبة احمد غصن / لبنان Empty
مُساهمةموضوع: المركز الثالث قصة قصيرة قصة تأبّطا عشقًا 46.2 درجة للكاتبة هبة احمد غصن / لبنان   المركز الثالث قصة قصيرة قصة تأبّطا عشقًا 46.2 درجة للكاتبة هبة احمد غصن / لبنان I_icon_minitimeالجمعة يوليو 22, 2016 7:03 am

تأبّطا عشقًا

سأرسل حلمي يفترش وسادتك، يرسم وجهًا كما موج بحرٍ يعشق المدى. هل حلمك يستطيع أن يحوي واقعي؟ هل موجك يستطيع أن يكسِر سفينتي؟ أسمع أنين بوحك، هيّا تعالي، أطلقي ذراعيك بين مرافىء العشق العتيق، سأرحل إليك، أطرق بابك بهمسٍ أن افتحي ذراعيك. لكنّ قاربي مهاجر لا عنوان يحتويه ولا أرض تقلِّه، حجرُ مينائه تكسّر منذ أزمنة، و مرساته ظهر عليها الصّدأ.

راح يقلّب ناظريه بين بوّابات المدينة يهمس في نفسه: أيّ فُستان سترتدي اللّيلة؟. جنون اللّقاء، راح قلبه يخفق، يحلم بتلك الشّموع والسّتائر المسدلة، ورائحة عبقها الأنثويّ.
ـ قال لها أغمضي عينيك، وهو يحتضنها من الخلف لترسم تلك القلادة على جيدها البضّ، أغلقتها و حلم عشقٍ هائجٍ يراودها، لوحةٌ من جمالٍ تتنمّر، وهي تصرخ بوجهه:
ـ اقترب فالحزن سيرحل بحلول الفجر.
تلمسّت تلك القلادة على أمل أن تهدّئ من روع حنينها، لكن لا فائدة، فتلك القبضتان لامستا روحها قبل جسدها، نبضاتها المتسارعة وأنفاسها الحارقة استفزّت جسده ليثورعلى جميع نساء الأرض و يعلن المقاومة ضدّ الهجر والفراق، ليقتحم أسوار مدينتها الموصدة و ليكسر قلاعها المنيعة.. مازال المساء يقترب والشّمس الغاربة ترنو من ضفّة البحر، ترسم تلك الصّورة الّتي تخلّفها الرمال، مازال يتذكّر صوتها، ضحكتها، صرخاتها وهو يحمل جسدها البضّ ويرميها في الماء. قالت له انتظر عند المساء، ليكمل بأشواقه تلك اللّوحة المتفجرّة بتلالها وهضابها اليانعة، وليبثّ الألوان لسواد تلك الجبال المظلمة، وليبعث الحياة من جديد لتلك الأسود النّائمة في الكهوف..
وها هي توقظ حلمه، يشمّ عطر أنوثتها، يرسم على شفتيها النديّتين حرارة المسافة والاشتياق. احتضنها بقوّة قائلا: لا أطيق الانتظار، فالمساء للهاربين من الأعين و أنا لا أخاف فيك لومة لائم..
هذه الّليلة سيكونان معًا، فيها سيعلنان الاستقلال و التّحالف معًا. هي تعرف أنّها تلهمه الحرف والجنون والاشتعال، سترقد بين ذراعيه. وهو يعلم جيّدًا كيف يجذبها إليه كما يجذب الضّوء تلك الفراشات الهائمة. لحظات كأنّها الدّهر بطوله ما إن دخلا ذلك المسكن القريب من البحر، راحت تشعل شموع الانتظار، توقظ في داخله كلّ سنوات عشقه، كانت الصّالة أشبه بالمُعتمة، وهي تعدّ العشاء. قلبه يتسارع بخفقان مضطّرب، لا يريد الانتظار تتمايل أمامه في المطبخ بخفّة ودلال على نغمات فيروزيّة لتثير أمواجه مع تيّارها الجارف.
لم يأكل، فبينما هي تتماوج أمامه، صار يطلق زفرات الجنون. بعد أن أكملا العشاء طلبت منه أن تغيّر ملابسها، قالت:
ــ لا تدخل خلفي في غرفتي وضحكت بغنجها المعهود. أنفاسه تفرّق الدّخان المتصاعد من سيجارته، هو ينتظرها، يتأمّل جمالها، يختلس النّظر خلف الباب شبه المغلق، هي مازالت تغيّر ملابسها، تداعب رغبته، متى تكون معي، كأنّها سنين من الانتظار، يعشق أنوثتها، كل حركة منها تجعل منه طفلاً ثائرًا يريد لعبته بأيّ ثمنٍ، داخله يصرخ و يتألّم، فما أصعبه من عقاب. يحبس أنفاسه كلّما مرّ الوقت، لحظاتٌ تفصل بينه و بين فوزه بلقب ملك العالم، لا يدري متى يكون عطرها بين أنفاسه المشتعلة بالترقّب، وكأنّ سباقه مع الزّمن شارف على الانتهاء و حربه على جميع ملوك الأرض قد انتهت وسيبدأ الآن بمراسيم استلام الحكم وعدّ الغنائم..
نعم الآن هو ملكٌ متوّجٌ على عرشه ينتظر صدور المرسوم الرسميّ الّذي سيؤهّله إلى تطبيق مهامّه. لم يحتمل راح يفتح الباب، فستانها الأسود القصير يستفزّه و يشعل غيظه، راح يحضنها من الخلف يهمس لها وهو يشمّها من رقبتها؛ أعشق جنونك، ضجيج سكونها بدأ الآن. قالت له وثمة رهبة تختزل ثورتها، سأكون اللّيلة لك يا مليكي. اقترب منها، راح يلثم شفتيها كأنّه يلتهم الزّمن كلّه، تشتعل ثورة التّلاقي، راح يحملها بين ذراعيه و شرارة التّلاحم تتّقد، وعطرها يتسرّب بين أنفاسه. حينها خاطبها قائلاً:
ـ هل تحبّين أن نكون معًا؟ وعلى الدوام هكذا.. أجابته بلهفة دلّت على تمسّكها به:
ـ بل أريد أن أكون أنت، لا تكترث فأنا لبست كيانك وروحك..
حينها اقترب ببطءٍ نحوها، غير عابئٍ بذكريات الماضي، الّتي تخدش قلبه بين حين وآخر. أطلق عند أذنها اليسرى تنهيدته قائلاً:
ــ أعشقك أيّتها الكيان الملائكيّ في حضرة روحي، وهو يلامس شفتيها بأطراف أصابعها ليطبع على وجنتيها عشقه، احتضنها بقوّة، بعثر كلّ أشيائها، أحرق انتظار الرّماد، استرجع ماضيه المأثور معها. احتضنها و نام فوق الغيم و ابتسامته لا تفارق محيّاه...
أتى الصّباح و جلب معه شمس آب الّتي أحرقت بلهيبها حلمه، ليعود ويتأمّل صورتها الموشّحة بالسّواد علّه أن يأتي ليلٌ جديدٌ وهي برفقته....
////////////////////////////////////////
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز الثالث قصة قصيرة قصة تأبّطا عشقًا 46.2 درجة للكاتبة هبة احمد غصن / لبنان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المركز الرابع ومضة ذئبٌ 53.5 درجة للكاتبة هبة أحمد غصن/ لبنان
» المركز السادس مكرر بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016 -قصة أحلام مؤجلة 35 درجة للكاتبة صفاء شريف / لبنان
» المركز الثالث قصة قصيرة جدا قصة قرار 37,5 درجة للكاتب معروف بركات العتيبي / سوريا
» المركز الثاني قصة قصيرة قصة فرحة وسط العاصفة 47.4 درجة للكاتبة صالحة بورخيص / تونس
» المركز التاسع مكررقصة ومضة بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016- ومضة اخلاء 32.5 درجة للكاتبة هبة أحمد غصن/ لبنان -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ سوزان عبدالقادر :: المسابقات-
انتقل الى: