المركز السادس مكرر قصة أحلام مؤجلة 35 درجة للكاتبة صفاء شريف / لبنان
أحلام مؤجلة
شاء القدر تهجيرها ، أصبحت الخيمة الصغيرة مسكنها ، خيمة تشبه في شكلها الخيمة التي كان أولادها ينصبونها وراء المنزل في الأيام الصيفية ، لكنها لم تحزن جداً لوجود خيمة جيرانها بجانب خيمتها، جيرانها القدماء العزيزين على قلبها ، لم تفترق عنهم قط .
في يوم كانوني بارد ، أعلنت الإذاعات عن هبوب عاصفة هوجاء كما شددت على اتخاذ التدابير اللازمة .
رغم ظروفها الصعبة التي لم تعتد عليها ، بقيت متابعة لبعض هواياتها ومهامها ، منها المذياع الذي كان صديقها تصطحبه معها دائما وحتى في هذه الرحلة القسرية ، بعد سماعها هذا الخبر ، نظرت إلى حالها وضحكت بسخرية ! ماهي هذه التدابير التي سأتخذها؟ شخصت أبصارها لبرهة ثم قالت بصوت مرتفع : " وجدتها " .
دعت صديقاتها إلى قضاء السهرة في خيمتها الصغيرة ، فالتصقن ببعضهن لضيق المكان.
وقفت أمامهن وقالت : " أغمضن أعينكن وأطلقن خيالكن ..نحن نجلس في غرفة الجلوس الكبيرة ونحتسي الشاي الدافىء لنعدل مزاجنا وندفىء عروقنا في مثل هذا الطقس "
سمعت صوت سامية الصغيرة تقول لوالدتها بصوت رقيق : " ماما أنا لا أشعر بهذا الدفء، أين الشاي !، أنا جائعة " ، نظرت إليها بحنان وقالت: " أغمضي عينيك وتخيلي أمامك قالباً من الحلوى اللذيذ ، وانت تأكلين قطعة منه " ، نظرت سامية بتعجب وأخفضت صوتها أكثر ..وهمست لأمها :." ماما جارتنا جنت ".
نظرت إليها بجدية وهي تقول : يا حبيبتي وهل لنا غير الحلم والخيال معاً لننسَ واقعنا ، في الأصل نحن أمة نائمة وحالمة ..دعيني أحلم ، ولربما وصلنا إلى يوم تسرق فيه الأحلام .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::