المركز السادس مكرر قصة عقول هاوية 35 درجة للكاتبة زينب محمد/ مصر
عقول هاوية
عاقد الحاجبين؛ يقبع خلف نظارته السوداء. تتحرك الحسناء بدلالها المعتاد منادية ( رقم 7 )
يدخل وفي يده أوراقه؛ يضعها فوق مكتبه؛ خائفا يترقب؛تُسرع الحسناء بفتحها. في الجهة المقابلة للمكتب ظل واقفا يمد عينيه؛ ينتظر أن تُفصِح ملامحه عن شيء يُشعره بالسَكِينة. تمر اللحظات متثاقلة دون جدوى؛ يرتد بصره خاسئا؛ يتمتم داعيا أن تكون من نصيبه.
أخيرا رفع نظارته السوداء ليشق جدار الصمت مشيرا إليه.. اشرح لي؛ ينطلق واثقا.
لقد تكلفت شركتكم في العام الماضي خسارة مالية قدرت بسبعة آلاف دولار لإرضاء عملائها؛ قامت فكرتي على إرضاء العميل وجبر كل الخسائر دون أن يشعر أحد.
إن قاعدة العبوة لن ينظر إليها العميل؛ نصعد بها لأعلى واحد ( سم ) ثم ننخفض بالغطاء بشكل منحدر يمنح راحة عند استخدامها ظاهر الأمر؛ فإذا كان إنتاجكم اليومي سبعة آلاف عبوة فقد اقتنصنا سبعة آلاف ( سم ) مكعب من القاعدة فقط نعيد طرحها إلى العميل من جديد؛ قفزخلف مكتبه متكئا بكرسيه مشيرا إليها بالموافقة.
انفرجت أسارير الشاب وخرج مسرعا؛ دق جرس الهاتف على طاولة مجاورة لمكتبه؛ كان صديق طفولته العائد من دول الغرب يحدثه عن مشروعه الجديد؛ مغرم هو بالعقول الشابة فقد تقدم له أحدهم بخطة بارعة؛ صمم نخلة عملاقة تضيء سعافها من كل جانب؛ تمنح الناظر إليها انبهارا وراحة نفسية لاحتوائها؛ تختبيء بها أجهزة البث لإرسال ذبذباتها حتى لا يعترض سكان المناطق؛ قاطعه قائلا: وهل وضع لك معامل الأمان؟ إن تحقيقه يكلف الكثير مما يعرضك لخسائر مادية؛ قهقه طويلا ثم قال؟ وهل يفوتني؛ لقد بنيت مستشفى خاص لعلاج الأورام.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::