المركز مكرر الخامس قصة قاتل الصمت 35.5 درجة للكاتبة هناء الشماشي / المغرب
قاتل الصمت
"هل سبق أن قتلت أحدهم أو سلبت حياته ؟دونما سبب قوي يدفعك لذلك، ثم أحسست بالإشمئزاز فجأة و بعض من تأنيب الضمير، و ربما غالبت قيءا وأنت تدور حول بشاعة جثته و ترسم حولها إطارا من ذهول"
هكذا يرمي إلي بسؤاله ولا ينتظر جوابا، وكأنه لا يهمه من الأمر غير ذلك، حسبه أيقظ فيك جحيم الأسئلة .
أوميء له برد مبهم، فيما يركع بحذر بالغ ، يطبق كفه على فمه كمن يقول للصمت من حوله: إخرس ،و يرفع بالأخرى مداسه عاليا فيهوي بها ، ثم لا يلبث أن يقذفها بعيدا .و يعيد نفس الحركة مرة و مرة ...
يستدرك قائلا : في الحقيقة ... ولا أنا جربت، إنما أتساءل كيف لم تأتيني الجرأة يوما، خصوصا حينما يشتد الحر، و يتكاثرون بطريقة تبعث على الجنون ...
هاهي الأرض تئن تحت قدميه الحافيتين ، يذرعها طولا و عرضا، يكيل اللعنات لكل شياطينها والملائكة...
يهرش شعره المنفوش بسخط بالغ و يفرد راحتيه بدهشة طفل اكتشف متعة الحساب على أصابعه، فراح يعد عليها كل شيء، انطلاقا من شامة سوداء على خد أمه إلى كل السواد في العالم...
تومض عيناه بغتة: ماذا عنك ؟
وفيما تزدحم الأعذار على طرف لساني ويأبى إلا أن يصمت . يضيف هو:
حتما إن الذنب على يدي، أو أن رغبتهم في الحياة توازي عطشي للموت ،أو ربما لم يستسيغوا طعم خطواتي؛ فماذا لو أعرتني خفك لمسافة جريمة واحدة؟!
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::