المركز الخامس مكرر قصة روح 35.5 للكاتبة سعاد محمد / مصر
روح
مرت بجوارها لمحت شبح صورتها في المرآة في الغالب هي لا تقف عندها كثيرًا ... لكنها قررت أن تتأمل بقاياها ... خطوط رقيقة أخذت تتسلل خفية إلى وجهها حتي تركت بصمتها حول عينها ... بور شفتيها يوحي بأن ساقيها منذ زمن لم يمر بها ويرعاها ...خيوط شعرها البيضاء توحي بأن العمر مضى وترك بصمته ... دموعها تصارع تاريخ قلبها الحجري ... قطع الصراع ضحكته الساخرة:
بتبصي على إيه يا ختي ... لاتكوني فاكرة نفسك ست روحي روحي حضري الأكل
تركت بقاياها في المرآة ورحلت مرت بجانبه رمقها في سخرية ... أخذ يحاصرها بنظراته الباردة التي تعكس مشاعره ... اكتفت بعدم الرد فكلمة منها ستثير بركان غضبه وسيمطرها لسانه باللعنات ابتداءًا من أجداد أجداد أجدادها إلي اليوم الذي الصقها القدر به ليتم عليه عقابه ويكفر سنوات قضاها بين أحضان النساء ... غادرها مودعًا بنفس نظرته الساخرة ... عادت إلى مرآتها تيقظ شعرها الذي اعتاد الخمول تحت غطاء رأسها ... نفضت عن علبة مكياجها تراب ليال الهجر الطويلة ... أخفت تجاعيدها ... ارتدت فستانها تسلحت بأنوثتها ... أوقفتها صورة زفافها تأملتها طرحتها أرضًا ... أخبرت انعكاس صورته:
بأن أمثاله الخيانة لهم حلال.
خرجت دمغت خطواتها شوارع لم تألفها ... واشترت ملابس لم تعتادها ... من بين الوجوه لمحته ... احتضت عيناها ملامحه ... تمنته ... نحتت في روحها استدارت وجهة واستطالت أنفه ونظرت عينه ... عادت إلى محبسها ... أشبعها زوجها ضربًا ... وأشبعت نظرة الغريب العابر أنوثتها ... عادت إلى محرابها نحتت تفاصيل وجه ... أخذت تسبح بجلال اللحظه التي رأته فيها ... نفخت فيه من روحها... جالسته حدثته طويلًا ... عاد زوجها ليرعى أنوثتها التي هجرها ... يده كادت تخنق يدها ... انفاسه بركان لم تتحمله أبعدته رفضته ... شكاها زوجها لأهلها نشوزًا ...
قاطعته الأم غاضبة بنتي مش مجنونة دي ملبوسة من العفاريت اللهم احفظنا ... أنت مش شايف شكلها اتغير إزاي ... نوديها للشيخ المبروك
تأملها الشيخ بملامحه الغاضبة .... شق جدار الصمت بكلمته" حـــــــــــــــــي" ملبوسة من الأسياد ... صرخ في وجهها طالب عفريتها بالخروج
اخرج ...
جاء صوتًا من أعماقها يصرخ بأنه لن يخرج لن يرحل لن يتركها... أشبع الشيخ جسدها ضربًا ... فأقسمت له أنه رحل بلا عودة ... عادت إلى بيتها واستسلمت لعفريتها الذي احبها واحبته .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::