المركز السابع مكرر قصة ميراث 34.5 للكاتبة عائشة علي / المغرب
ميراث هيفاء
..................غرفة مظلمة، شباك صغير بمحاذاة السقف، يدخل منه ضوء القمر ليتسلل النظر الى سرير رث ،طفلة صغيرة تحضن طفلا لم يناهز السنتين من عمره. متلحفين لحافا ممزقا وملتصقين احدهما بالآخر لشدة البرد. طرق على الباب... الطفلة بين النوم واليقظة. من الطارق؟ أنا يا ابنتي من تكون؟ ساد الصمت ثانية برهة ومع صوت هبوب الرياح ، أخذت الصغيلرة الطفل في حضنها وجلت على حافة السرير ، ترتعش من شدة البرد والخوف ... ترى من كان الطارق ؟ تقول في نفسها ، وقد لفت الطفل باللحاف الوحيد الموجود بالغرفة. عاد الطارق ليضع حدا لتساؤلاتها ويكسر الصمت ... أنا أحمد السعدي . صمت قليلا ليواصل التعريف بنفسه زوج حليمة .. البنت في ذهول...هذا الصوت أعرفه...أجل انهووووو لا ليس صوت أبي فأبي قد مات منذ سنتين قبل ولادة أخي والاسم ؟ تعود الصغيرة لتتساءل ... اسم أبي لا أجل لقد قال ان اسمه أحمد السعدي عاد الطارق ليطرق الباب ويسأل يا أهل الدار . ردت البنت من أنت ؟ فأجاب هل أنتِ ابنتي هيفاء ؟ قالت بلى هذا اسمي ترجاها أن تفتح الباب ، ودون تفكير وجت نفسها تفتح باب الكوخ الهش، وترتمي بحضن الرجل ... أبي ، أبي ، أجل أنت أبي أين كنت؟ ألم تمت؟ ولم غبت؟ ما دمت حيا ؟ وأسئلة وأسئلة لم تترك له مجالا ليرد . حملها الرجل وذهب بها الى السرير وسألها عن الصبي ، فردت أنه أخاها وأن أمها ماتت عند ولادته . سألها لم هي بالكوخ وليست بالقصر ردت أنها بعد وفاته ، تراكت عليهم الديون مما جعل أمها ترهن القصر ...وبعد وفاة والدتها لم تجد بدا من العيش بالكوخ الذي كان بحديقة القصر، وتعمل كمربية ،وهي لا تتجاوز العشر سنوات، لابنة سكان القصر... تألم الأب لما صار عليه حال ابنته وحال أسرته... صمت برهة وأردف قائلا : لقد أتيت يا ابنتي ولا أنوي البقاء . اغرورقت عيني الطفلة بالدموع لأنها ما فتئت ارتاحت لتواجد من يساندها.. التفت الأب وكأنه يبحث عن شئ بالغرفة... لحظة يا ابنتي ، أليس هذا هو نفس سريرنا بالقصر؟ أجابت في ذهول : بلى يا أبتِ. مد يده الى جارور أسفله قائلا : هنا يا ابنتي أجل هنا .... ذهب صوت الأب لتستيقظ هيفاء على صوت طرق الباب من جديد....كان صوت صاحبة القصر وهي تنادي : هيفاء لم تأخرتِ يا ابنتي؟ كانت السيدة تعاملها بلطف وحنان شديدين بحكم أنها ترعى ابنتها ... فتحت الصغيرة الباب مذهولة مما جرى لها وقالت للسيدة لقد كان أبي هنا ... حضنتها سيدة القصر وقالت : لا يا ابنتي كان حلما ... حكت هيفاء للمرأة الحلم ... وهما بحديقة القصر ... والمرأة تستمع لها بكل اصغاء واهتمام. أنهت الطفلة روي حلمها... خطوة للأمام ...توقفتا... الاثنتان معا: هل نر ما بالجارور؟ عادتا أدراجهما للكوخ الصغير ...كان الجرار مستعصيا للفتح ...نادت المرأة زوجها الذي أتى بأدوات النجارة ... فتح الجارور...أوراق وصكوك ... انه ميراث هيفاء الصغيرة
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::