صلّت بحرفِ ربيعها الخضراءُ
لـــلآنَ تعــــشقُ قطرها الأسماءُ
قَـــمرا ضفافُ حـــروفهِ الأضـــواءُ
فكـــــأنّها من زهـــــــــدها الفـــقراءُ
تجري فيشربُ عذبها الإرواءُ
فتــــخضّبت من عشــــــــقها الحناءُ
أجراهُ في رئةِ الضياءِ هـــــواءُ
هبطــــــت لأبراجِ العناءِ ســـماءُ
موت البقــــــــاءِ فأقصي الأحـياءُ
فتــــــــــلوّنت من لونها الأشــياءُ
وبكفـــــــــــّهِ من ضوئها الإسـراءُ
قد فــــــــــرّخت في صــدرهِ الأنباءُ
فيها العــــــــصورُ فغيض عنها الماءُ
بــربى السطورِ فتـــُــــبهت الظــلماءُ
حـــــــــلّا تبـــــرهنُ صحّهُ الأخطاءُ
دهرا فلم تعــــــــــلق بها الجوزاءُ
فــــــــي وحــــــشةٍ أميـــالها قفراءُ
إلّايَ أحرفهُ الدمــــــاءُ بقـــــــــاءُ
ليــــــضيء حين يزورهُ الأبناءُ
وبـــــــــبحرها أمواجهُ الزرقاءُ
زمنٌ بصــــــــفحتهِ الحياة ُ عناءُ
فتســـــــــدّ بابَ معارفي الأهــواءُ
أشجارها في تربتي صفراءُ
فيهِ إلــــــى وجعِ الجهاتِ دواءُ
كــــــي لا يضلّ عن الضياءِ مساءُ
فيـــها إلى زمـــنِ الشقاءِ هناءُ
غنــــى بســــــحرِ هوائها الآباءُ
كي لا يــــــمرّ بأفـــــقها الشعراءُ
فيحار ترجعُ سمعهُ الأصــــــداءُ
فبفـــــــكّ أحرفها الوضوحُ خفاء