سَلُوْ بَلْقَيْسَ حَقَّاً مَنْ غَوَاهَــا
ومـنْ أفْتَى بِرُؤْيَـاهَـا بَـلاهَـا
ومَنْ شَاعَ الْخَصُوْمَةَ عنْ كَلامٍ
بِهَا يَسْعَى عَدَاءً لا هَــوَاهَـا
هَوَ الْهُاديْ لِمَنْ أفْشَى لُقَاهَـا
ولَمْ يَخْفَيْ لَهَا سَرٌّ غَوَاهَـا
تَرى طَيْرَاً عَلى الْشَبَّاكِ يَوْمَاً
يُرَاوَدُهَـا شَقَـاءً قَـدْ غَشَاهَـا
ترَاهُ هُـدْهُـدَاً يُلْقِـيْ خِطَـابَـاً
سَـلامَاً منْ سُلَيْمَـانٍ حَـوَاهَا
ويَحْكَيْ عَنْ أنَاسٍ فيْ بِـلادٍ
لَهُـمْ نَبَـأٌ وفيْ سَبَـأٍ لِظَــاهَـا
يَقُصُّ هَوَى حِكَـايَاتٍ رَآهَـا
وهَلْ يَرْضَى سُلَيْمَانٌ طُغَاهَا
وقَصْرٌ لا تَرى لَهُ منْ مَثِيْلٍ
تَراهُ أمَــامَهَا يُمْلِيْ سَمَــاهَا
تَرَى عَجَبَاً ولَمْ تَفْهَمْ صَوَابَاً
وكَيْفَ لَهَـا بِعَلْـمٍ لَوْ عَـدَاهَـا
ترَى منْ تَحْتِهَا مَاءٌ مَـرَايَـا
كَأنَّ الْقَصْرُ فيْ بَحْرٍ طَوَاها
تَرى سِيْقَانُهَـا مَكْشُوْفَـةٌ لوْ
رَآها منْ رَأى حَقَّا هَواهـا
وضَنَّـتْ أنَّهَـا تَلْقَـى قَبُـوْلاً
بِضَحْكَاتٍ وأغْرَاءٍ عُرَاهَا
وتَحْسَبُ أنْ سَلَيْمَانَاً غَوَاهَا
وَأمْسَى فيْ هَوَاهَا لوْ حَضاهَا
فَقَالَ لَهَـا قَـوَارِيْرٌ غِطَــاهَا
ومنْ يَسْعَى لَغَيْرِ اللهِ تَـاهَـا
فلا يَبْغَــيْ عَلَى شَـرٍّ نَبِيَّـاً
ولا نَدْعُوْ لَغَيْرِ اللهَ جَــاهَـا
لَهُ حَمْـدَاً نُصَلِّيْ سَاجَــدِيْنَا
فَيَا بَلْقَيْسَ كُفِّيْ عَنْ شَقَاهَا