بكيتُ على الشباب

بكيتُ على الشبابِ وهذا العمرُ يمضي بنا ويغيبُ
وأسائِلُ الدنيا عما فعلتُ فما ظلّ للعمر من يجيبُ
وأبحثُ في الزوايا عن الذي لمسعايَ قد يستجيبُ !
وأكاذِبُ نفسي وأخبرُها بأنني من الشيبِ لا أستعيبُ
بكيتُ على الشباب يمضي ويعلو الصوتُ والنحيبُ
بكيتُ على العمرِ يسرقنا وتلكم الاعمارُ التي تغيبُ
بكيتُ على أيامٍ قد خلَتْ فرحاً والحزنُ ساكنٌ وقريبُ!
وما تأسَّفتُ على عمرٍ مضى وحولنا النارُ واللهيبُ
حين دنا الرحيلُ فَزِعنا مما ينتهي الأمرُ وما يهيبُ
كأننا عشناهُ قهراً طويلاً كأن القهرَ بالعمـرِ الربيبُ
كأننا ذقنا ويلاتهِ دوماً والافراحُ عنا تولاها النصيبُ!
بكينا على الشباب فجفَّ الدمعُ ولم يغنِ عنّا النحيبُ
فيا أسفي على الشباب يمضي وينعاهُ شيبٌ خضيبُ
ويا أيها الزمنُ الذي تولّى تاركاً لنا الغلالُ الخصيبُ.

"ألا ليتَ الشبابُ يعودُ يوماً فأخبرهُ بما فعلَ المشيبُ!"