ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻧﺺ (ﺧﻴﺒﺔ ) ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﻓﺎﺿﻞ ﺣﻤﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﻧﻲ
ﺑﻘﻠﻢ /ﻋﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﻱ
ﺧﻴﺒﺔ .
ﻋﻠﻰ ﺩﻛّﺔ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻧﺘﻈﺮﻩ ﻃﻮﻳﻼ ،ﻇﻞ ﻳﺤﺘﻀﺮ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﺍﻝ ،ﻭﻳﺮﺍﻗﺐ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﻗﺎﻡ ﺑﻨﺤﺘﻬﺎ،ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺗﻨﺎﺳﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺛﻤﺜﺎﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ .
_______________________________________
ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ﺗﺮﺍﺩﻓﻬﺎ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻘﺪ
ﻳﻄﺎﻟﻌﻨﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﺎﺳﺘﻬﻼﻝ
( ﻋﻠﻰ ﺩﻛّﺔ ﺍﻷﻣﻞ ،ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻧﺘﻈﺮﻩ ﻃﻮﻳﻼ ) ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺺ
ﻟﻘﺼﺮﻩ ﻭﻗﻠﺔ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ،ﺭﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻮﻋﺪ ﺍ ﻣﻊ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﻃﺎﻝ ﺃﻣﺪﻩ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺟﻌﻞ
ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻳﻌﻴﺶ ﻫﺎﺟﺴﺎ ﻳﻌﺘﻮﺭﻩ ﺍﻟﺴﺄﻡ ﻭﻭﺧﺰ ﺍﻻﻟﻢ
ﻫﺎﺟﺲ ﻣﻤﻞ ﻭﻣﺆﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪﻩ ﺍﺣﺘﻀﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺄﺧﺬ
ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﺭ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺳﺘﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﺍﻷﺻﻌﺐ ﻭﺍﻷﺷﺪّ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﻄﺊ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻪ ﻋﺒﺮ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻳﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﺗﺴﺎﻕ ﺟﻤﻴﻞ ﻋﺒﺮ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ
ﺍﻧﺘﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺪﺭﺍﻳﺔ ﻭﺣﻨﻜﺔ ﻛﻲ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ، ﺃﻥ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻘﺼﺔ
( ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﺎﻡ ﺑﻨﺤﺘﻬﺎ ) ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﻠﻮﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺩ
ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻗﺼﺪ ﺍﻻﻳﻀﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺺ،
ﻭﻫﻮ ﻗﻮﺍﻡ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻳﺔ > ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻨﺺ <ﻳﻌﻤﻞ ﻧﺤّﺎﺗﺎ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﺖ، ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﻣﻌﺒﺄﺓ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺮ
ﻭﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺗﺘﺒﻮﺩﻕ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻷﺯﻣﻴﻞ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺗﻨﻄﻖ ﻋﻦ
ﻭﺟﻮﺩ ﺟﺴﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺛﺔ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ..ﺗﻼﻗﺢ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻦ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺍﻟﺤﺴﻲ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻌﻪ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ
ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪ ﻣﻀﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺤﺎﺕ ،ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﻧﺤﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻨﻄﻖ ﻟﻪ ﺣﻮﺍﺱ ﻣﺮﺗﺴﻤﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭﺗﺎﺗﻲ ﺿﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻘﻔﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ( ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻨﺎﺳﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺗﻤﺜﺎﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ )
ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺎﻣﻞ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺃﺩﻭﺍﺭ ..ﺍﻟﺜﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﺪ ﺍ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻮﺍﺳﻪ
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ .. ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻧﺤّﺎﺗﺎ ..ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺗﻤﺜﺎﻝ
،ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻗﺎﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺓ ﺣﺪﺩﺕ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻲ ﻋﺒﺮ
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻳﻬﺎﻣﻲ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﺣﺴﻲ ﺃﻓﻀﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺗﺸﻜﻞ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺱ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﻳﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺑﻄﻞ
ﺍﻟﻨﺺ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻪ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ
ﺍﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﻛﻠﻴﺎ
موضوع: ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻧﺺ (ﺧﻴﺒﺔ ) ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ العراقي ﻓﺎﺿﻞ ﺣﻤﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﻧﻲ ﺑﻘﻠﻢ /الناقد العراقي ﻋﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﻱ_ مجلة نجوم الأدب والشعر 
السبت أكتوبر 01, 2016 7:22 am
