ﻗﻬﻮﺓ ﻣﺘﺤﻒ ﺍﻟﺸﻤﻊ...بقلم الكاتب المصري عبدالسلام هلال_ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻗﻬﻮﺓ ﻣﺘﺤﻒ ﺍﻟﺸﻤﻊ
ﺃﺣﻀﺮ ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻌﺎﺩﻱ ﺩﻭﻣﺎ ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺣﺐ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﺃﺣﺪ ،
ﺃﻗﺮﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ ، ﺗﻌﺒﻴﺮﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﻛﻴﺐ ﻻ ﺗﺨﻄﻲﺀ
ﺃﺑﺪﺍ ، ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻇﻬﺮﺍ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﺎﺩﻱﺀ ، ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻳﺘﺠﻬﻮﻥ ﺻﻮﺏ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ ، ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻔﺤﺘﻬﻢ
ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺭﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻳﻤﻀﻎ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻋﺎﻓﻴﺘﻨﺎ ﺑﺒﻂﺀ ﻭﻟﺬﺓ ،
ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﺷﺘﺎﺕ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ .
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻋﺸﻖ ﻻﻳﻨﺘﻬﻲ ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻛﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ، ﻋﺠﻮﺯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ، ﻛﺎﻥ
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻟﺸﺎﺑﺔ ﺣﺴﻨﺎﺀ ﺗﺤﺘﻮﻳﻨﻲ ، ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺇﺳﺘﺒﺪ ﺑﻲ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ، ﺃﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﺎ
ﻹﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺗﻔﺼﻴﻼﺕ ﺫﺍﺑﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻻ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ .
ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﺴﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺇﺧﺘﻨﻖ ﻣﻦ ﺯﺣﺎﻡ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﻳﺘﻨﻮﻉ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﺑﻬﺎ ، ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ
ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺰﺍﺕ ، ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺎﻯ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ، ﺗﻐﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﺣﺘﻰ ﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻇﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﻼ
ﺭﻭﺡ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺠﺮﺯﻩ ﺑﻘﻲ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻳﻜﺎﺩ
ﻳﺤﺘﻔﻆ ﻟﻠﻘﻬﻮﺓ ﺑﺮﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻴﺎﻧﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺁﻧﻲ ﺭﻏﻢ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ
ﻣﺮﺓ ﻣﺮﺓ ﺯﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .
ﺑﺪﺍ ﻛﺄﻧﻪ ﺍﻟﻌﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺠﺮﺯﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﺈﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ، ﻫﻤﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ ﺑﻮﺟﻬﻪ ،
ﻭﺍﺟﻬﺘﻨﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ، ﺃﺷﺎﺭﺕ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ
، ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻔﺘﻮﺭ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻣﻨﺬ ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ .
ﻧﺘﺤﻠﻖ ﺣﻮﻝ ﺃﻛﺒﺮ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﻬﻮﺓ ، ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﻮﺗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﺧﻞ ، ﺃﺟﻠﺲ
ﻭﺣﻴﺪﺍ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻦ ، ﺗﻮﺍﻓﺪﻭﺍ ﺑﺒﻂﺀ ، ﻇﻞ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﻓﺎﺭﻏﺎ ، ﺗﺒﺎﺩﻟﻨﺎ ﺳﻼﻣﺎ ﺑﺎﻫﺘﺎ ، ﺧﺮﺟﺖ
ﻣﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ ، ﻏﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ .
ﻛﺸﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻔﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮ ، ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﺍﺑﻠﺔ ، ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎ
ﻧﻤﺎﺭﺳﻪ ﻣﻦ ﻃﻘﻮﺱ ، ﻫﻞ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﻧﺤﺘﺮﻡ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﻨﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﺐﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ؟ ﻗﺎﻟﻬﺎ
ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺄﺳﻰ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺟﻴﺪﺓ ﻟﻨﻘﺎﺵ ﻃﻮﻳﻞ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ، ﻓﻘﺪﺕ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻨﺎ ﻃﺰﺍﺟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ، ﻗﺘﻠﻨﺎ
ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺩﻫﺴﺎ ﺗﺤﺖ ﺳﻨﺎﺑﻚ ﻣﺸﺎﻛﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ، ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﺎﺯﻓﺎ ﻋﻦ ﺭﺩ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ، ﻧﺎﻫﻴﻚ
ﻋﻦ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻙ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺵ ، ﻓﻘﺪﺕ ﺷﻐﻒ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺘﻌﺘﻪ ، ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻠﻤﻠﻮﺍ ﻣﻤﺎ
ﻓﻌﻠﺖ ، ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺣﺘﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻋﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﺘﻮﺭ ، ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺃﻥ ‏(ﻓﻴﺮﻭﺱ ‏) ﺍﻟﻤﻠﻞ ﺃﺻﺎﺏ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ ، ﺧﻴﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻛﻠﻪ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺭﺍﺣﺖ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﺄﺧﺬﺍﻧﻲ
ﺑﻌﻴﺪﺍ .
ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﻛﻼ ﺑﺮﻛﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻮﺫ ﺑﻪ ، ﻗﺴﻤﺎﺗﻬﻢ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﻣﺮﻫﻘﺔ ، ﺷﺒﺎﺏ
ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﻤﺮﻭﺿﺔ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ، ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﻢ ،
ﻃﺎﻗﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﻄﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﻭﺳﻜﻨﺎﺗﻬﻢ ، ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﺇﻻ ﺣﺮﻭﻓﺎ ﻣﻀﻐﻤﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻴﻤﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ، ﺗﺼﻨﻊ ﺷﺒﻪ ﻟﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ، ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻵﺫﺍﻧﻨﺎ ، ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﺸﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ
، ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ، ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﺜﻪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻻ ﺗﺤﻮﻱ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﻐﻢ .
ﻳﻨﺘﺤﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺫﺝ ﺭﻛﻨﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﺎ ، ﺗﻜﺘﻨﻒ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ، ﻫﻤﺲ ﻛﺄﻧﻪ
ﺻﻤﺖ ﺃﺧﺮﺱ ، ﻗﺎﻝ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﺗﻨﻀﺢ ﻣﻦ ﺣﺮﻭﻓﻪ ، ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ
ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ، ﻭﺗﻠﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻢ ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ، ﻣﺎ ﺃﺗﻌﺲ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .
ﺃﺭﺩﻑ ﻗﺎﺋﻼ : ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻫﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ، ﻟﻦ ﻳﻔﻠﺖ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺑﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻟﻢ
ﻳﺒﺪﻋﻬﺎ ﻫﻮ ، ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ .
ﻫﺮﻭﺏ ؟ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ‏(ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺮﺓ ﺩﻱ ‏) ﻛﻠﻬﺎ ، ﻳﺬﻫﺐ ﻛﻔﺎﺣﻨﺎ ﻫﺪﺭ ؟
ﺃﻱ ﻛﻔﺎﺡ ؟ ﺃﻓﻴﻘﻲ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻮﻙ ، ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺮﺓ ﺩﻱ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻭﻗﻠﺔ ﺃﺩﺏ ، ﻧﻌﻢ ﺃﺑﻲ ﻭﻋﻤﻲ
ﻭﺧﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺫﻟﻚ ، ﻣﻔﻴﺶ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎﺕ ، ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺳﺠﻦ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻭﺭﺍﺀﻩ .
ﺣﻔﺮﺕ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﺧﺪﻭﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ، ﻟﻢ ﺃﻟﻤﺢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻇﻞ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ، ﺗﻤﺘﻤﺖ ،
ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻛﺎﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﺍﻧﺘﺼﺒﺖ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ، ﺣﻀﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ، ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻋﻦ
ﺗﺄﺧﺮﻩ ، ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺻﺪﻳﻘﻴﻨﺎ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻦ ﻳﺤﻀﺮﺍ ، ﻣﺎﺕ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ