مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قتل خطأ... بقلم الكاتب المصري عادل سلامة _ مجلة نجوم الأدب والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوزان عبدالقادر




عدد المساهمات : 11030
تاريخ التسجيل : 12/09/2015

قتل خطأ... بقلم الكاتب المصري عادل سلامة _ مجلة نجوم الأدب والشعر Empty
مُساهمةموضوع: قتل خطأ... بقلم الكاتب المصري عادل سلامة _ مجلة نجوم الأدب والشعر   قتل خطأ... بقلم الكاتب المصري عادل سلامة _ مجلة نجوم الأدب والشعر I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 03, 2015 8:58 pm

دمعت عيناها من الفرحة , وتسمرت في مكانها عندما شاهدت ذلك الاستقبال الحافل الذي أعده لها تلاميذها من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة في أول يوم عمل لها بعد انتهاء أجازة شهر العسل , وأخذت تتأمل عيونهم الضيقة المليئة بنظرات سعادة حقيقية غير مشروطة , وانفعالاتهم العفوية وضحكاتهم البلهاء , وتلك الزينة المعلقة والبالونات الملونة التي ملأت أرجاء حجرة الدرس ترحيباً بعودتها , شعرت براحة نفسية كبيرة وسط كل هذا القدر من الصفاء , وبدأت تشاطرهم الضحك واللعب بالبالونات وسط أجواء صاخبة مرحة , وبداخلها شعور قوي بأن الله يكافئها على إخلاصها واجتهادها مع أولئك التلاميذ الغير طبيعين , وعلى قرارها الذي اتخذته قديماً بمساعدة من يحتاج إلى المساعدة فعلاً .
حان وقت الدرس , فجلس الجميع في أماكنهم وبدأت هي بالشرح بصورة سهلة ومبسطة جداً كعادتها , مع المبالغة في التكرار حتى تستوعب عقولهم البسيطة ما يقال , لاحظت أنهم جميعاً على قدر كبير من الإنصات والاهتمام , وكأن فرحتهم بعودتها قد أمدتهم بطاقة إيجابية ساعدتهم على التركيز والفهم , فكلهم يرددوا ورائها ما تقول بصوت مرتفع عندما تطلب ذلك , وكلهم يرفعون أيديهم عندما تسأل أي سؤال , وكلهم يصفقون بحماس عندما يجيب أحدهم بإجابة صحيحة , الجميع مندمج ومستمتع بالدرس إلى أقصى حد , الجميع إلا واحداً .
يتحاشى نظراتها قدر الإمكان , يتظاهر دائماً بالانشغال بأي شيء , لا يتفاعل معها إطلاقاً بعكس باقي زملائه , ويجلس في أخر مقعد بالصف برغم أنه كان يجلس بالمقدمة فيما مضى , نظراته زائغة حزينة , وكلما التقت عينها بعينه كانت تلمح فيها نظرة اتهام غريبة , حاولت ألا تهتم به قدر الإمكان لكيلا تخرج عن تركيزها في الشرح , بينما كاد الفضول يقتلها لمعرفة ماذا دهاه .
حان وقت الاستراحة فعادت إلى حجرة المدرسات , لتجد سيدة مسنة طيبة الملامح ترتدي السواد تتظرها أمام مكتبها , فابتسمت لها وأشارت لها بالجلوس وجلست قبالتها ثم نظرت إليها بتساؤل , كانت تعتقد أنها واحدة من السيدات اللاتي يحتجن إلى المساعدة المادية أو شيئ من هذا القبيل , ظهر على السيدة قليل من الارتباك والحرج ثم بدأت بالحديث , وأخبرتها أنها والدة ذلك الطالب الذي صار غريب الأطوار فجأة , ظهرت المفاجأة على ملامحها للحظة ثم رحبت بها مرة أخرى , وانتهزت تلك الفرصة وأخذت تسألها عن سبب ذلك التغير المفاجئ فى طباع ابنها وانطوائيته الغير معتادة , وعما إذا كان هناك أي شيء يسبب له الإزعاج أو يشعره بالخوف , أو إذا كان قد تعرض لأي نوع من أنواع الأذى الجسدي أو النفسي مما سبب له تلك الحالة , هزت الأم رأسها نفياً ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة , وأردفت بأن ابنها قد أصيب بتلك الحالة الغريبة منذ أسبوع بالتمام والكمال , وبالتحديد عندما سأل إحدى زميلاتها المدرسات عن سبب غيابها فأخبرته بأنها قد تزوجت .
لم تفهم في البداية ماذا يعنيه ذلك , وظلت تنظر إلى الأم للحظات بنظرة ساخرة غير مصدقة , حتى لمحت دمعة تترقرق فى عينها فبدأت تستوعب أن الأمر حقيقي وليس به مزاح , لم تعرف كيف ترد , وأطرقت برأسها لتسترجع الكثير من المشاهد التي جمعتها به , ومئات الأسئلة تتزاحم برأسها وتكاد تفقدها صوابها , هل بالغت يوماً في التودد إليه أو مداعبته أو الإطراء عليه مما جعله يظن أنها تحبه فيغرم بها , هل نسيت أنه مازال بشرا يستطيع أن يشعر وأن يحب بالرغم من طفولة عقله , كيف استطاعت أن تجرح ذلك القلب ناصع البياض الذي لم يحمل في حياته أي ضغينة , هل بالغت يوماص في الاهتمام بمظهرها ولم تفكر في كون طلابها جميعاً في سن المراهقة , كيف كان يفهم ما تقول عندما كانت تخبره بأنها تحبه كثيراً
, يراودها شعور قوي بتأنيب الضمير وغصة في حلقها تمنعها من الرد , فتشعر السيدة الطيبة بذلك ويزداد إحساسها بالحرج فتنصرف في هدوء .
شعرت بقدميها تسير بها رغماً عنها صوب حجرة الدرس حتى وصلت إليها , وقفت وراء النافذة ترمق ذلك العاشق المجروح بحيرة , لم تدر كيف ستواجهه فيما بعد أو كيف ستتعامل معه , لكنها وبرغم صعوبة الموقف , قررت أنها لن تتركه أبداً مهما حدث , وعلمت أنها لن تهرب وستواجه معه تلك المحنة التي تسببت له فيها , شعرت أن قلبه النقي سيرضى بالقليل وسينسي ويسامح سريعاً , انتفض بداخلها شعور قوي بالمسئولية والتحدي , وبدأت تفكر سريعاً في تلك الخطة التى ستعيده بها إلى قواعده سالماً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قتل خطأ... بقلم الكاتب المصري عادل سلامة _ مجلة نجوم الأدب والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ﻣﻴﻼﺩ..بقلم الكاتب المصري عادل سلامة _ مجلة نجوم الأدب والشعر
» ﻣﻴﻼﺩ..بقلم الكاتب المصري عادل سلامة _ مجلة نجوم الأدب والشعر
» الطريق....بقلم الكاتب عادل سلامة.
»  طبطبة .. قصة قصيرة بقلم الكاتب عادل سلامة - مجلة نجوم الأدب والشعر
» ضلال ... بقلم الكاتب المصري عادل الطيب - مجلة نجوم الأدب والشعر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ سوزان عبدالقادر-
انتقل الى: