بالحب نصنع المستحيل
..
؛؛؛
كانت وصيّة عمته الأخيرة له ولوالده وهي علي فراش الموت أن يستوصيا خيراً بإبنتها الوحيدة والتي لم يعُد لها أحد غيرها بعد رحيلها ، خاصة وأن زوجها ووالد بنتها قد رحل عنها ولا تزال إبنتها في سنينها الأولي ومن يومها تولت رعايتها وكانت لها الأب قبل الأم ، ولكن اليوم مشيئة القدر تحتّم عليها فراقها.رحلت عمته بعد صراع مع المرض تركت لهم إبنتها التي أصبحت من بعد رحيلها تحت رعايتهم وكنفهم ، ووقف لوصيّة عمتهم كانوا يولونها كل الإهتمام لم يقصروا بحقها أبداً كانت بمثابة البنت لأبيه والأخت له.
هذا الإهتمام لم يرقّ لوالدته التي كانت في الأصل لا تحب عمته بل أنها كانت في السابق تفتعل المشاكل معها ،حتي أثناء مرضها لم تحسّن علاقتها معها بل أنها لم تزورها طوال فترة مرضها إلا مره أو مرتين ،وغالباً ما تكون زيارتها لها بعد إصراره وإلحاح والده عليها .
والشئ الذي كان يثير حفيظة والدته أكثر توطد علاقته مع إبنة عمته والتي بدأت تتطوّر شيئاً فشيئا ، وفي واقع الأمر فإن إبنة عمته تستحقّ الإهتمام فبجانب جمالها الذي ورثته من والدتها فهي تتميز بحسّن الأخلاق وطيّب المعشّر ، فالناظر إليها ولتعاملها مع من حولها يجدها مثالية في كل شئ .
كل هذه الموصفات جعلتها محطّ أنظار الجميع وبينهم إبن خالها الذي كانت نظراته لها تلاحقها إينما ذهبت ، وبالطبع هذا الأمر كانت يروق لوالده كثيراً بل أنه كان يشجعه من الإقتراب منها أكثر فأكثر، بل أنه كانت يحثه علي أن لا يتركها وحيدة فهي أمانة عمته لديهم ، وفي كل مره كانت يوعدة خيراً.
وفي الجانب الآخر كانت والدته تعمل كل ما في وسعها إفساد ما يخططون ،وكان هذا بمعاونة أحد أقربائهم الذي كانت يدرس مع إبنة عمته حيث أنها أغرته بالمال حتي يحقّق لها ما تريد ، وغير ذلك كانت توهم إبنة جيرانهم التي تعمل لدي إبنها أنه يحبها وأخبرها أنه يريد الإرتباط بها ومن هنا بدأت خطتها لتدمير ما يخطط له زوجها وإبنها.
كانت تديّر خطتها في الوقت الذي أظهرت فيه تقبلها للأمر بل أنها باركت إرتباطهما، وتطوّر الأمر كثيراً حينما مرض والده وطلب منه إثناء مرضه الزواج بإبنة عمته حتي يطمئن قلبة عليهم قبل مماته وبالفعل كان له ما أراد وسّط فرحة الجميع إلا والدته التي لم تتخلي عن خطّتها حتي بعد زواجهم.لكن متانة علاقتهم كانت أقوي من كل ما يقومون به فكل خططهم باءت بالفشل .
تزوّج هو بإبنة عمته التي لم يخطر ببالها في يوم من الأيام أن تتزوّج به وذلك يرجع لطبيعة علاقة والدته مع والدتها ، وبالرغم من توتّر العلاقة مع والداته لكنها لم تجدّ غيرها للوقوف معها عن مرضها فكانت لها بمثابة البنت قبل زوجة الإبن ، هذا الموقف النبيل جعلها تندم كثير علي سوء معاملتها لها من قبل .