ﺍﻟﻔﻀـــﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐـــﻮﻯ -:
ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻖ ؛ ﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺗﻮﺻﻴﻞ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ، ﻓﺘﻘﻌﺪ
ﻓﻰ ﺣﻴﺺ ﺑﻴﺺ . ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻃﻼﺏ ﺣﻘﻮﻕ ؛ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻹﻧﺘﺰﺍﻉ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﺒﺔ ﻋﺒﺮ ﻋﻘﻮﺩ ﺧﻠﺖ ﻟﻘﻠﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻭﻫﻮﺍﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺗﺨﺎﺫﻟﻬﻢ ﻓﻰ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،
ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺠﻮﺭ ﻭﺍﻷﺫﻱ ﻋﻦ ﻣﻘﺪﺳﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﻟﻴﻼً ﻭﻧﻬﺎﺭﺍً ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻱ ﻭﻣﺸﻬﺪ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ، ﻭﻻ ﻳﺤﺮﻙ ﺃﺣﺪﺍً ﺳﺎﻛﻨﺎً . ﻫﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺿﻌﻔﺖ ﻭﺍﺳﺘﻜﺎﻧﺖ ﻓﻬُﻨَّﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻮﺍﻡ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻖ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻤﺎ
ﻳﻤﻠﻜﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻤﻨﻄﻘﻬﻢ ﺍﻷﻋﻮﺝ ، ﻭﺇﻋﻼﻣﻬﻢ
ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ . ﻭﻛﻢ ﺗﻤﺎﺩﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﻓﻰ ﻏﻴﻬﺎ ﻭﻫﺸﺎﺷﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ، ﻭﻫﻰ ﺗﺪﺭﻙ
ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ؛ ﻭﻟﻮﻻ ﺿﻌﻔﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻃﻐﺖ ﻭﺗﺠﺒﺮﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ . ﺇﺫ ﻻ
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﻮﻳﺔ ، ﻭﻻ ﻫﻮﻳﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ، ﻭﻻ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ، ﻭﻻ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﺣﺰﺑﻴﺔ ، ﻭﻻ ﺭﺅﻳﺔ
ﻣﻨﻴﺮﺓ ، ﻭﺻﻔﻮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻀﺎﺀ ﻣﻤﻠﻮﺀ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ،ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺠﺪ
ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺗﺎﺋﻬﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ
ﻣﺴﺘﻤﺮ ... ﻭﻃﺎﺑﺖ ﻟﻴﻠﺘﻜﻢ