ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻹﻛﺘﺌﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻳﺘﺴﻤﺮ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻰ ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻟﻸﻣﻮﺭ
ﺑﻤﻨﻈﺎﺭ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﺄﺳﺎﻭﻱ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻞ ، ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ . ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻭﺑﺤﺒﻮﺣﺔ
ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ، ﻓﺴﻴﺄﺗﻴﻚ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪﺍً ،ﻭﻳُﻤﺘﻌﻚ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ ﻭﻳﻨﻴﺮﻙ ﺑﺠﻤﻴﻞ
ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻚ ﺇﻃﻼﻗﺎً . ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺩﻩ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻓﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ - ﺇﺿﺤﻚ ﺗﻀﺤﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻌﻚ .. ﺇﺑﻚ ﺗﺒﻜﻰ ﻭﺣﺪﻙ ﻫﻰ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﺃﻳﻀﺎ
ﻋﻀﻼﺕ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭﺗﺘﻘﻠﺺ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ . ﺑﻞ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺍﻷﻳﺔ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺑﺸﺊ ﻋﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﻓﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ : " .. ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﺎﺀﺗﻜﻢ
ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺷﻔﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (57) ﻗﻞ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﻓﻠﻴﻔﺮﺣﻮﺍ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ " ﻳﻮﻧﺲ . ﺇﺫ ﺗﻜﻤﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ، ﻓﻜﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺯﺍﺋﻠﺔ ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ،
ﻓﺎﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﻳﺪﻳﺔ ﺛﻤﺎﺭ ﺗﻘﻄﻒ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ . ﻭﻛﻤﺎ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ، ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻬﻨﻴﺊ
،ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ، ﻭﻓﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺒﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ
ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻻ ﺩﺍﺭ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ
ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺒﻨﻴﻬﺎ
ﺻﻔﻮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﻞ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺒﺪﻋﺔ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ... ﻭﺗﻤﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻮﻃﻦ