ﻓﺼﻮﻝ _ ﺍﻟﺘﻨﻬﺪ..بقلم الكاتبة تقي شهير - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻏﻴﻮﻡ ﺗﺘﺮﺍﻛﻢ ﻭ ﺿﻮﺀ ﻳﺨﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻼ ﻓﻜﺮ ﻭ ﻻ ﺣﻠﻮﻝ ﺛﻢ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﻠﻮﻉ .. ﺗﺒﻬﺖ
ﺍﻟﻮﺟﻨﺘﻴﻦ ﻭ ﺗﺮﺗﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺮﻗﻬﺎ ﻭ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺑﺮﻋﺪ ﻳﺎٔﺗﻲ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺪﻕ ! ﺑﻞ ﻳﻘﺮﻉ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ .. ﺣﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ! ﻭ ﺳﺎﻝ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ .. ﺗﺮﺗﻌﺶ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ..ﻣﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﺨﺐ؟ ﺗﺨﺘﺒﺊ ﺣﻴﺚ ﻣﺼﺪﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻨﻬﻴﺪﺓ .. ﺛﻢ .. ﻡﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﺍﺀ؟
ﺗﺎٔﺗﻲ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺼﺒﺮ ..ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻴﻞ ﻗﺒﻞ ﺍٔﻥ ﻳﺴﻴﻞ ! ﻭ ﺍٕﻥ ﺍٔﻣﻄﺮﺕ ﺳﻬﻮﺓ ﺳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺎ
ﺳﺎﻝ ﻣﺴﺮﻋﺔ ..ﻓﻠﻴﺠﻔﺎ .. ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻄﺮﺗﻴﻦ .. ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺮﺍٔﺳﻬﺎ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ
ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﺍٔﺧﺮﻯ ..ﺍٔﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺘﺎٔﻗﻠﻢ ..ﻭ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ .. ﺍٔﻧﻬﻀﻲ ..ﺗﺨﺮﺝ ﻣﺤﺘﻀﻨﺔ ﺷﺎﻝ
ﺧﻮﻓﻬﺎ ..ﺑﺮﺩ ﺧﻔﻴﻒ ﻟﻴﺲ ﺑﻘﺎﺭﺱ .. ﻫﻤﻮﻡ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﺘﺴﺎﻗﻄﺔ .. ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ .. ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻓﺘﻐﻤﺾ
ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺷﺎﻟﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ..ﺣﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ! ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ !!
ﺛﻢ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﺍٕﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺒﺮ .. ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﺍٔﺧﺮﻯ .. ﺍٔﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻀﺠﺮ ..ﻣﺎ ﺍٔﺷﺪ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ .. ﻓﻠﻲﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻭ ﻳﺪﻕ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﺠﻔﺎﻑ .. ﻻ ﺩﺍﻓﻊ ﻟﺪﻗﻪ ﺍٕﻻ ﺍٔﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺑﺎٕﺭﺍﺩﺗﻪ ! ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺑﻤﻬﺎﻡ ﺻﻴﻔﻴﻪ !! ﺣﻞ ﺍﻟﺼﻴﻒ !!
ﺛﻢ ﻏﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺤﺠﺐ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍٔﺷﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ .. ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً .. ﻓﺮﺝ ﻗﺮﻳﺐ .. ﻭ ﻫﻲ ﻓﻲ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ..ﺗﺘﺮﻗﺐ ﺍﻟﻐﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .. ﻭ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻳﺤﻤﻞ .. ﻳﺤﻤﻠﻪ !! ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﻏﺼﻦ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭ
ﻳﺤﻠﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻴﺪ ! ﺗﺘﺘﺒﻌﻪ .. ﺍٕﻟﻰ ﺍٔﻋﻤﺎﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ .. ﻭ ﺗﺰﻳﺢ ﺍٔﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭ ﺗﻜﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ .. ﺛﻢ
ﻋﺒﻴﺮ ﻳﻔﻮﺡ .. ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻴﺪ .. ﻭ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻳﻐﺮﺩ ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻴﺪ .. ﺍٔﻣﻞ ﻗﺮﻳﺐ .. ﺗﺒﺘﺴﻢ ..ﻭ ﺗﺼﺪﺭ ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ
ﺍٔﺧﺮﻯ .. ﺍٔﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻻٕﻳﻤﺎﻥ ..ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ! ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻸﻓﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺒﻴﺮ
ﻭ ﻳﻤﺘﺪ ﺍٕﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﺼﻞ ﻣﺮﻣﻰ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ .. ﺣﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ !! ﻭ ﻳﺎٔﺗﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻓﻴﻀﻊ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻭ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ !
ﻭ ﻣﺮ ﺣﻮﻝ ﺑﻔﺼﻮﻟﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﺗﻨﻬﻴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ