ﺑﻴﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻴﻦ.. بقلم الكاتبة المصرية دعاء طه- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻭ ﻳﻔﺮﻙ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭ ﻳﻔﺘﺤﻬﻤﺎ ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﻛﺎﺣﻞ .. ﻣﺤﺎﻁ ﺑﺴﺎﺋﻞ
ﻭ ﻣﺤﺒﻮﺱ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺟﺴﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻄﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ .. ﻳﺮﻓﺾ ﻋﻘﻠﻪ ﺣﺒﺴﻪ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻈﻞ
ﻳﺮﻛﻞ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ ﻭ ﻳﺤﺮﻛﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻹﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺿﺎﺭﺑﺎ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ ..
ﻳﻈﻞ ﻳﺮﻛﻞ ﻭ ﻳﺮﻛﻞ ﺣﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺪﺍ ﻟﺘﺴﺤﺒﻪ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ..
ﻳﺪﺍ ﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻇﻼﻡ ﻭ ﻫﺪﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺼﺨﺐ .. ﻭ ﻳﺮﻱ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ
ﺗﺒﺘﺒﺴﻢ ﻓﺮﺣﺎ .. ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺠﺮﻱ ﺣﻮﻟﻪ .. ﺗﺮﺗﻄﻢ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺄﺫﻧﻪ > ﻣﺒﺎﺭﻙ
ﻣﻮﻟﻮﺩﻛﻢ < .. ﻣﻮﻟﻮﺩ!! ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ؟! .. ﻳﺒﺪﻭ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻋﻨﻲ ﺃﻧﺎ .. ﺍﻵﻥ
ﻓﻬﻤﺖ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺣﺒﻴﺴﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺭﺣﻢ ﺃﻣﻲ .. ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻃﻔﻞ ﺃﺑﻮﺍﻩ
ﺍﻟﻤﺪﻟﻞ .. ﻃﻔﻞ ﺫﻛﻲ ﻭ ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﻈﻞ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ .. ﺛﻢ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﻠﻴﻼ ﻭ
ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ .. ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺃﺟﺘﻬﺪ ﺑﻬﻤﺎ .. ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭ ﺻﺎﺭ ﺷﺎﺑﺎ
ﻳﺎﻓﻌﺎ ﻭ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﻭ ﺃﻟﺘﺤﻖ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺮﻣﻮﻕ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺣﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ
ﺻﻐﺮﻩ .. ﺣﻘﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺗﻤﻨﻲ ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺷﺊ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﺟﻠﻪ ﺣﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻧﻪ
ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻤﻦ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻭ ﺗﻤﻨﺎﻫﺎ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺔ .. ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﻤﻦ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻛﻞ
ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ .. ﻓﺘﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﺗﺨﺒﺮﻩ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ > ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﺘﻌﺪ ﺳﻴﺼﻠﻚ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﻩ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺟﻤﻴﻞ .. ﺳﻨﺼﺒﺢ
ﺃﺑﻮﺍﻥ <.. .. ﺗﻠﺪ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻃﻔﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﺑﻮﺍﻩ
ﻣﻌﻪ .. ﻭ ﺍﻵﻥ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺠﻮﺯﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻳﺮﻱ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﻭ ﻳﺮﻱ
ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺣﻮﻟﻪ ﻳﺮﻛﻀﻮﻥ ﻭ ﻳﻤﺮﺣﻮﻥ .. >ﺟﺪﻱ ﺃﻟﻦ ﺗﻠﻌﺐ ﻣﻌﻲ < .. ﻟﻴﺲ ﺍﻵﻥ ﻋﺰﻳﺰﻱ
ﺳﺄﺳﺼﻌﺪ ﻷﺭﺗﺎﺡ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻲ ﻧﻠﻌﺐ ﺳﻮﻳﺎ .. ﺻﻌﺪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭ ﺃﺭﺍﺡ
ﺟﺴﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻭ ﻣﻦ ﺛَﻢ ﻓﺮﻙ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺘﻴﻦ ﻭ ﺃﻏﻠﻘﻬﻤﺎ ﻟﻴﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻻ
ﺍﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﻣﻨﻪ .. ﻧﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺎﺀ ﻭ ﺗﻌﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﺣﻴﺎﺓ ﻧﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻛﺄﻃﻔﺎﻝ ﺻﻐﺎﺭ ﻭ ﻧﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﻛﺄﻃﻔﺎﻝ ﻛﺒﺎﺭ .. ﻭ ﺑﻴﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻴﻨﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﺤﺪﺩ ﻛﻴﻒ
ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﺤﺪﺩ ﺳﻌﺎﺩﺗﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺍﻭ ﺷﻘﺎﺋﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻓﺤﻴﺎﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﺼﻨﻌﻬﺎ ﻓﻜﻦ
ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ﺻﺎﻧﻊ ﻟﺴﻌﺎﺩﺗﻚ ﻭ ﺳﻌﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ .. ﻛﻦ ﺃﻧﺖ ﺍﻣﻠﻚ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ...
#ﺩﻋﺎﺀ_ ﻃﻪ