ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﺤﻴﻦ ﺍﻻﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻣﺠﺎﺩ ﺭﺟﺎﻝ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﺭﺗﻘﻮﺍ ﺑﻤﻨﺼﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺿﻌﻒ
ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻰ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻮ ﺍﺭﺩﻧﺎ ﺍﻥ ﻧﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﺍﻋﻄﻮﺍ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻭ - ﺳﺄﻛﺘﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ
ﻭﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻭﻳﺪﺭﻛﻪ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻛﻴﻒ ﺣﻜﻢ ﺑﻼﺩﻩ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺭﺿﻰ
ﺷﻌﺒﻪ ﻭﺯﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻮﺩ ﺍﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺠﺪ ﺗﺴﺘﺤﻘﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺧﺮﺍﺏ ﻳﺄﻭﻳﻨﺎ ﻭﺩﻡ ﻳﺴﻘﻴﻨﺎ
ﻭﻫﻮﺍﺀ ﻓﺎﺳﺪ ﻧﺴﺘﻨﺸﻘﻪ ﻋﻄﺮﺍ ﻻﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻕ ----
ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻞ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺮﺑﻊ ﻋﻠﻰ
ﻋﺮﺵ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻨﻜﺔ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺑﺎﻥ ﺑﺎﺑﻞ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﻢ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ
ﻭﺑﺠﺎﻧﺐ ﻗﺼﺮﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻴﻮﺗﺎ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭﻗﺼﻮﺭﺍ ﺍﺧﺮﻯ ﻻﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻞ ﻭﻭﻓﻖ
ﺍﻧﺘﻤﺎﺅﻩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻠﻔﺖ ﻟﻨﻈﺮ ﻛﻞ ﺯﺍﺋﺮ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺭﺍﻏﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻬﺎ ﺍﻭ ﻋﺎﺑﺮﺍ
ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ ﺷﺮﻳﻌﺔ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻤﻮﺯﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺮﺍﻫﺎ ﻭﻳﻘﺮﺍﻫﺎ
ﺍﻟﻘﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﻧﻲ ﺍﻻﻋﻤﻰ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ - ﻭ - ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﺴﻼﺕ ﻛﻤﺎ ﺍﺷﺮﺕ ﻭﺿﻌﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻤﺎﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﻣﺴﻠﻚ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺁﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺑﺎﻥ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻻﻧﻬﺎ ﺍﺣﺘﻮﺕ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺌﺘﻲ ﻭﺛﻤﺎﻥ ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺭﻭﻉ ﻣﺎﺧﻄﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻗﺴﻤﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ
ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ
ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﺮﺳﻤﺖ ﺍﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻭﻭﻭﻭﻭ ﻭﻳﻜﻔﻲ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻭ ﻣﺎﻳﺴﻤﻰ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ
ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻟﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻗﻮﻝ ﺑﺎﻥ
ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺸﺮ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻓﻘﻂ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺍﺧﺬ ﺑﺴﻴﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔﻭﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻭ ﺭﺃﻓﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺑﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺪﻝ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ --
ﻓﺎﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ - ﻭﺍﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ - ﻭﺍﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ
ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ --ﻫﻢ ﻋﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻧﺤﻦ ﺁﻓﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ -- ﻫﻜﺬﺍ ﺳﻴﻜﺘﺐ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﺳﻤﻨﺎ --------