يا قبلةَ الرّوحِ يا أغلى أمانيها
يا نبضةً في فؤادي رُحْتُ أخفيها
يا مَرفأَ النَّفسِ حينَ النَّفسُ يأخذُها
شراعُ حُبِّكَ يُقصيها ويُدنيها
يا ليلَ صيفي وقدْ أدركتُ مُذْ زمنٍ
موتَ الليالي بغيرِ العشقِ تُحييها
هلْ تعرفُ اليومَ ما أخفيهِ يا رجلاً
حاربتُ مِنْ أجلهِ الدُّنيا وما فيها؟
أخفي حنيناً أبى يوماً مُفارقتي
أخفي اشتياقاً لألحانٍ نُغنيها
أخفي التياعاً مِنَ الهجرانِ وانفجرتْ
مِنهُ الدُّموعُ فلا قولٌ يُسلّيها
ولا حديثَ يسرّي الهمَّ يا أملي
إلا حديثٌ عنِ الذّكرى وماضيها
اطلبْ كما شئتَ فالأهدابُ قدْ غرقتْ
في بحرِ دمعي وما جفّتْ مآقيها
لو تطلُبِ الفجرَ مِنْ ليلي سأنسجُهُ
أو تطلُبِ النّارَ مِنْ شوقي سأُضريها
إنّي أحبُّكَ قلْ لي كيفَ أكتُمُها؟
إنِّي أحبُّكَ ويلي إذْ أُخبِّيها
ويلَ الليالي إذا فاضتْ تؤرقُني
ويلَ المرايا إذا شاءتْ تُغطيها
ويلَ المكاحِلِ إذْ يحتارُ مِرودُها
يخشى اقتراباً فرِمشُ العينِ يُؤويها
ويلَ العطورِ وأنتَ العِطرُ مُذْ عَرفتْ
نفسي الأُنوثَةَ في أحلى تجلّيها
[إنّي أحبُكَ حاولْ أنْ تُساعدني]
دهرٌ بقربِكَ نفسي ليسَ يكفيها
اكفُفْ عنِ السِّحرِ تُغريني وتقتُلُني
اكفُفْ عنِ الشِّعرِ نفسي أنتَ تُظميها
أطفىءْ بيَ النارَ إذْ تروي أحاديثاً
تجتاحُ قلبي فلا شيءٌ يطفّيها
قدْ غابَ رُشدي وأغدو مثلَ نرجسةٍ
تختالُ زهواً بأشعارٍ تناجيها
إنّي لأعلمُ أنَّ الشِّعرَ أكذَبَهُ
مُلكٌ بكفِّكَ ... قدْ أشبعتني تيها
إنّي لأعلمُ أنَّ الحُبَّ أُغنيةٌ
تغدو معَ الرّيحِ حيثُ الرّيحُ تُلقيها
إني لأعلمُ أنَّ الشِّعرَ بارِقةٌ
إنْ شئتَ توقِدُ أقماري وتُطفيها
كمِ اخترعتُ لكَ الأعذارَ أطلُبُها
كي لا يثورَ بنفسي ما يؤسّيها
كمِ انتظرتُ بثوبي كي تُراقصَني
أهملتَ ثوبي وأخرى رُحتَ تُغريها
أهملتَ شَعري الذي قدْ كُنتُ ألثُمُهُ
شوقاً لكفِّكَ مع أخرى تُناغيها
ارجعْ إليَّ فإنَّ العُمرَ يسرقُني
ارجعْ إليَّ ... لأيامي لتضويها
ارجعْ فَبَعدَكَ لا شمسٌ تؤانسُني
ولا لمستُ نجوماً في لياليها
لمنْ صبايَ لِمنْ؟ شعري الحريرُ لِمنْ؟
مفاتني منذُ أعوامٍ أُراعيها؟
ارجعْ كما أنتَ لنْ أستاءَ مِنْ صفةٍ
ما دُمْتَ قربي ظنوني سوفَ أُلغيها