ﻣﺎﺫﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻤﺖ.. بقلم الشاعر الأردني محمد الخطيب- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻣﺎﺫﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻤﺖ
ﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﺃﻧﺎ ...
ﻭﺃﻧﺖٓ ..
ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔِ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖْ
ﻭﺛﻤﺔٓ ﻃﻔﻞٌ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦْ ..
ﻭﺩﻡّ ﻳﻨﺴﺎﺏُ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻐـﺮﻳﻖْ
ﻓﻴﺎ ﺇﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦُ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻂ ..
ﻓﻮﻕ ﺟﺮﺡٍ ﻻ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢْ
ﻗﺪ ﻛﻨﺖٓ ﻭﺻﻼً ﻟﻠﻤﺪﻯ
ﻗﺪ ﻛﻨﺖٓ ﺑﻌﺾٓ ﺍﻟﺸﻮﻕِ ﻓﻲ ﺳﺮﻱ ﺃﻧﺎ
ﻗﺪ ﻛﻨﺖٓ ..
ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻮﻕِ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔٍ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺟﻨﻮﺡْ
ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻥَّ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥِ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻭﻣﺘﻨﻲ
ﻋﺎﺩﺕْ ﺗﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝْ
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦُ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮِ ﻓﻴﻨﺎ
ﻭﻳﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢُ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺎﺣﺖْ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻘﻴﻰ
ﺇﻧﻲ ﻭﺟﺪﺕُ ﺍﻟﺤﻠـﻢَّ ﻓﻲ ﻇﻞِ ﺛﺎﻧﻴﺔٍ ..
ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ..
ﺷﻮﻕٌ ﻏﺮﻳﺐْ ...
ﺟﺮﺡٌ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔِ ﺍﻟﻌﻤﺮِ
ﻭﻭﻃﻦٌ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔِ ﺍﻟﺤﻠـﻢَّ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢُ ﻟﻴﻼً
ﻟﻢ ﻳﺰﻝْ ﻣﻨﺬُ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ..
ﻻ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢْ
ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻮﻥٓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪِ
ﻟﻢ ﺗﺰﻝْ ﺑﻌﺾٓ ﺃﻗﺪﺍﻡٍ ﻟﻬﻢْ ..
ﺗﺮﺍﻭﺩﻫﺎ ﺭﻳﺢٌ ﻭﺭﻳﺢْ
ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝْ ﻇﻞُ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺻﻮﺭﺓٌ ﺗﺤﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮِ ﺍﻟﺰﻣﻦْ
ﻭﺍﻟﺸﻮﻕُ ﻳﺮﺗﺎﺡُ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻷﺳﻴﺮْ
ﻭﻳﺴﺘﺮﺩُ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻛﻴﻼ ﻳﻘﺎﻝٓ ﺟﻨﻮﺡْ
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦٌ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢُ ﺑﻼ ﻏﻴﺎﺏْ
ﺇﻧﻲ ﻭﺟﺪﺕُ ﺍﻟﺤﻠـﻢَّ ..
ﺇﻥ ﻃﺎﻝٓ ﻳﻮﻣﺎً
ﻋﺎﺩَ ﻳﺪﻧﻮ ..
ﺑﻼ ﺟﺮﺡٍ ﺃﻭ ﻇﻼﻝٍ ﻟﻺﻳﺎﺏْ
ﻭﻃﻦٌ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺢِ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭٍ ﺳﻮﻑٓ ﻳﻌﻠﻮ
ﺛﻢ ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻮﻕٓ ﻇﻞٍّ ﻻ ﻳﻐﻴﺐْ
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲُ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺖٓ ﻇﻼﻟﻬﺎ
ﻓﻮﻕ ﻗﻄﺮِ ﺍﻟﻤﺎﺀِ ﻛﻴﻼ ﻳﺰﻭﻝْ
ﻣﺎﺫﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻐﻴﻢِ ..
ﺳﻮﻯ ﻣﻄﺮﺍً ﻳﻨﺴﺎﺏُ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﺔِ ﺍﻟﻌﻤﺮِ
ﻛﻲ ﺗﻨﺒﺖُ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭٓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪْ
ﻓﺄﻗﻢْ ﺧﻴﻤﺘﻚٓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭُﺳِﻤَﺖْ ...
ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕِ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕْ
ﺛﻢ ﺃﻋﺪﻧﻲ ...
ﺣﻴﺚُ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓٓ ﻓﻲ ﻇﻼﻝِ ﺍﻟﻌﺸﻖِ
ﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕْ ﺳﻮﻯ ﺑَﺮْﺯَﺧﺎً
ﻛﻲ ﺗﻨﺒﺖُ ﺍﻷﺣﻼﻡٓ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕْ
ﻫﻨﺎ ﻭﻃﻦٌ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐِ ﻣﻨﺰﻟﺔٌ
ﻟﻢ ﺗﻌﺪْ ﺳﻮﻯ ﻣﻌﺒﺮﺍً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓْ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕْ ﻟﺘﻨﺒﺖٓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪْ
ﺩﻡٌ ﻳﻨﺴﺎﺏُ ﻓﻮﻕٓ ﺍﻷَﺭْﺽِ
ﻛﻲ ﻳﺤﻤﻞٓ ﺍﻟﺮﻭﺡٓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﻠﻤﺖْ ﻇﻠﻬﺎ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖْ ...
ﺛﻢ ﺃﺣﺎﻃﺖْ ﺷﻮﻕٓ ﻣُﺮْﺗٓﺤِﻞٍ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪْ
ﻫﻨﺎ ﺷﻮﻕٌ ﻳﺮﺗﺎﺡُ ﻓﻮﻕٓ ﺍﻟﻌﻤﺮِ
ﺇﻥ ﺗﺪﺍﻧﻰ ﻣﺮﺓً
ﻋﺎﺩٓ ﻓﻲ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺴﺎﻭﻣﻨﻲ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩْ
ﻓﺄﻗﻢْ ﺟﺪﺍﺭﻙٓ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﻳﺢْ
ﻓﺎﻟﺮﻳﺢُ ﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕْ ﺗﺴﺎﻭﻣﻨﻲ
ﺳﻮﻯ ﻟﺤﻈﺔٍ ...
ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕْ ..
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪْ ...
ﻭﻃﻦٌ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔِ ﺍﻟﻌﻤﺮِ
ﻭﺻﻮﺭﺓٌ ﺗﺮﺗﺎﺡُ ﻓﻮﻕ ﺃﻓﻖِ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙْ ..
ﺃﺥٌ ﺷﻬﻴﺪْ ...
ﺃﺧﺖٌ ﺷﻬﻴﺪﺓٓ ...
ﺯﻭﺝٌ ﺷﻬﻴﺪْ ...
ﻭﺯﻭﺟﺔٌ ﺃﻧﺠﺒﺖْ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪْ
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪٓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓِ ..
ﺳﻮﻯ ﺭﻗﺼﺔٌ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮِ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥْ
ﺃﻭ ﺳﻮﻯ ﻭﻃﻦٍ ﻳﺮﺗﺎﺡُ ﻓﻲ ﻛﻔﻲ
ﻭﺷِﻌْﺮٌ ﻳﻨﺴﻞُّ ﻣﻦ ﻃﺮﻑِ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥْ
ﻛﻲ ﻳﺤﻤﻞَّ ﺍﻟﺠﺮﺡٓ ﺩﻣﺎً
ﻓﻮﻕ ﺃﺭﺽِ ..
ﺃﻧﺒﺘﺖْ ﺛﻠﺔٓ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀْ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕْ
ﺗﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﻼ ﺭﺟﻮﻉْ
ﻭﻃﻦٌ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻲ
ﻭﻇﻠﻲ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻣﻨﻲ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏْ
ﻟﻜﻨﻨﻲ ...
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦٌ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢُ ﺑﻼ ﺃﻓﻮﻝْ
ﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﺃﻋﺪﻭ ﻓﻮﻕٓ ﺍﻟﺤﻠـﻢًّ ..
ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡْ
ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﺃﺣﻤﻞُ ﺍﻟﻌﻤﺮَّ
ﻓﻲ ﻇﻼﻝِ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑْ